”مفترق الطرق”.. لماذا تستثمر الصين في السندات الأمريكية؟
أميرة حسن القاهرة"الحرب التجارية" بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت الآن في مفترق طرق، وخاصة مع انتهاء فترة الرئيس الأمريكي السابق وبداية عهد جديد وسياسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية مع الرئيس جو بايدن، فيري مسؤولون صينيون أن هناك فرصة للجانبين لبدء جولة جديدة للحوار.
ومن هنا سألت "محطة مصر" الخبراء والمحللون عن فرص التقارب وإيجاد حلولاً للحرب التجارية الدائرة بين البلدين.. وهل تصدر الصين الدائم لقائمة المستثمرين في السندات الأمريكية أحد الاسباب التي ستجبر أمريكا على الحوار؟.. وهل هناك تخوفات أمريكية من سحب الاستثمارات الصينية؟.. والسؤال الأهم هو: ما هي الأسباب التي تجعل الصين مهتمه بتصدر قائمة المستثمرين للسندات الأمريكية؟
- الضغط الأمريكي على الصين
كشف وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن سياسات الولايات المتحدة تجاه الصين في الآونة الأخيرة أضرت بمصالح البلدين وجلبت مخاطر جسيمة للعالم، مؤكدًا أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم قد تعرض لضغوط كبيرة وسط سلسلة من الخلافات حول التجارة وحقوق الإنسان، تزامنًا مع بدايات تفشي فيروس كورونا.
وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه الصين إجراءات تنصيب "بايدن" لعودة السياسية الأمريكية تجاه الصين إلى العقلانية والموضوعية- بحسب وانغ؛ استمر "بايدن" في توجيه الانتقادات للصين بسبب انتهاكاتها المتعلقة بالتجارة وغيرها من القضايا- بحسب قوله.
- الانسحاب من السندات الأمريكية
مع تصاعد حدة الحرب التجارية بينهما، يسعى قادة البلدين إلى بناء ترسانة مالية إضافية، وفي نفس الوقت يعبر المحللون الاقتصاديون عن تخوفاتهم من اتخاذ الصين إجراءات تصفية استثماراتهم في السندات الأمريكية بهدف الانتقام، وأن ما تمتلكه من هذه الحيازات المالية سيؤدي إلى رفع أسعار الفائدة، مما سيؤثر سلبًا على نمو الاقتصاد الأمريكي، وخاصة أن الصين تمثل المركز الصناعي الأكبر في العالم، ويعتمد اقتصادها على التصدير، فهل تحاول الصين فعلاً الاستحواذ على الأسواق الأمريكية عن طريق إغراقها بالديون؟
الإجابة على هذه التساؤلات، يكمن أساسًا في متابعة توازن الدولار واليوان الصيني في الأسواق المحلية والاجراءات النقدية الصينية للحفاظ على هذا التوازن، اعتماد الصين على الصناعة والتصدير وتحقيق فائض تجاري بحيث يمكنها البيع لأمريكا أكثر من عمليات الشراء، ما أدى إلى زيادة مخزون الدولار الأمريكي في الصين وارتفاع الطلب على اليوان، ما استدعي البنك المركزي الصيني لاتخاذ إجراءات سريعه للحفاظ على توازن العملات في السوق وبدأ في شراء فائض الدولار الأمريكي من المصدرين مقابل اليوان، ما أعاد للسوق المحلية توازنه.
وبناءً على تلك المعطيات، يمكننا أن نتوصل لنتيجة واحدة وفقًا لاستراتيجية الصين لمزيد من النمو عن طريق دعم الصادرات والإبقاء على سلع الصين التنافسية في الاسواق الدولية، الأمر الذي يستحيل حدوثه إذا ارتفعت قيمة اليوان عن الدولار.
تستطيع الصين استثمار الاحتياطي الهائل من الدولار الأمريكي لاكتساب فائدة مضمونة وخالية من الخطر، لكنها ترى أن أوراق الخزانة الأمريكية هي الأفضل والأكثر أمانًا لاستثمار هذه التريليونات من الدولارات، ومن هنا، يمكن التأكيد على أن استثمارات الصين في السندات الأمريكية له مكاسب لاقتصاد الدولتين.