ضرب الرجل لزوجته.. صمت عنها قانون العقوبات ومنعها الإسلام
محمود الصادقحالة من الجدل أثارها مقطع فيديو تداوله نشطاء التواصل الاجتماعي، على "فيسبوك"، ظهر خلاله تعدي رجل على زوجته بالضرب الشديد في مدخل إحدى العمائر في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية.
تعدي رجل على زوجته بالإسكندرية
وكشفت وزارة الداخلية، ملابسات الفيديو، حيث تبين أن الواقعة محرر بشأنها محضر بقسم شرطة المنتزه أول من السيدة المشار إليها "ربة منزل، مصابة بسحجات وكدمات متفرقة، ومقيمة بدائرة القسم" ضد زوجها "عامل مقيم بذات العنوان".
وأوضحت الداخلية، أنه عقب تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية من ضبط المشكو في حقه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه إثر خلافات بينهما.
عقوبة ضرب الزوجة
ووفقًا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في عام 2019، فإن 34% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج تعرضن لعنف بدنى أو جنسى من قبل الأزواج، بجانب تعرض نحو 90% من السيدات للختان.
تسبب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في إقدام النائبة أمل سلامة، عضو لجنة الإعلام بالبرلمان، على تقديم اقتراح بتعديلات جديدة على قانون العقوبات، تقضى بتغليظ عقوبة اعتداء الزوج على الزوجة بالحبس مدة لا تزيد على 5 سنوات.
وحول المقترح، قالت سلامة، إن الانتهاء من تعديلات مشروع قانون العقوبات يقضي بتغليظ عقوبة تعدي الزوج على الزوجة بالحبس مدة لا تزيد على 5 سنوات، مؤكدة أنه يتزامن مع خطة تعزيز مكانة المرأة، مؤكدة أن 30% من النساء في مصر يتعرضن للضرب المبرح من أزواجهن.
وأضافت عضو لجنة الإعلام بالبرلمان، أن تعديلات قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجات تهدف إلى المساواة في العقوبة بين الرجل والمرأة، مؤكدة أن الغرض من القانون ليس إدخال أحد الزوجين السجن، ولكن الغرض منع الضرب بين الأزواج وهذا التصرف الذي يسبب إيذاء للأسرة كلها.
وأوضحت سلامة، أن 60 نائبًا وقعواعلى مشروع القانون الخاص بتغليظ عقوبة ضرب الزوجات، مؤكدة أن العقوبة تشمل الضرب المبرح والإصابات الكبيرة سواء جروح أو كسور ما يسبب الانقطاع عن العمل 20 يومًا، وليس مجرد الشجار العادي أو ضرب بــ"القلم أو البوكس".
لا جريمة في قانون العقوبات
من جانبه أكد محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، علي أهمية وجود نص تشريعي للحد من العنف ضد المرأة، مشيراً إلى أن هذا القانون أحد الملفات التي ستكون أولوية لدى المجلس القومي لحقوق الإنسان، منوهًا إلى أن المادة 11 من الدستور، تؤكد أن الدولة تكفل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما أنها تلتزم بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف.
وأوضح ممدوح، أن قانون العقوبات لا يتضمن نص يجرم العنف الأسري من جانب الزوج لزوجته، أو من جانب الزوجة لزوجها، وهو الإشكالية التي يتم استغلالها لتبرير العنف الأسري باعتبار أنه من حق الزوج تأديب زوجته، مطالباً بضرورة إدخال تعديلات لقانون العقوبات تناسب ما تتعرض له النساء داخل المجتمع لحمايتهن وأن جائحة كورونا كشفت مؤشرات عديدة للعنف الأسري.
وأضاف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن المجتمع المدني شريك أساسي ومكمل للدولة المصرية في كافة القضايا المجتمعية وخاصة قضايا العنف ضد المرأة، مشيرًا إلى أنه خلال السنوات الماضية لعب المجتمع المدني أدورًا هامة في مناهضة العنف ضد المرأة كما لعب أدورًا أكثر أهمية في الضغط المجتمعي لتغير التشريعات لتحسين وضع المرأة وهو ما ظهر في عدد من القوانين التي تم تعديلها وعلى رأسهم قانون ختان الإناث، كما أن منظمات المجتمع المدني المنقذ الحقيقي القائم على تقديم الخدمات الأساسية للناجيات من العنف الأسري.
ضرب الزوجة في الإسلام
في سياق متصل قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "75% من بيوت مصر تقوم عليها مرأة معيلة، وفي الآخر يأتي شيخ على الفضائيات يقولك: يجوز الضرب بالسواك".
وأضاف الجندي: "عاوز أقول للمشايخ تخلصوا من أزمة الضرب بالسواك التي دمرت المخ، العالم بيحتقرنا وبيقول علينا همجيين، كفاكم هذه الفتاوى، فلا ضرب في الإسلام والنبى محمد لم يضرب زوجة قط".
وتابع الجندي: "السواك للطهارة وليس لضرب الزوجات، وبعدين الشيخ اللي هيطلع يقول يجوز الضرب بالسواك يبقى بيخالف القانون، خاصة بعد التعديلات الأخيرة في قانون العقوبات التي تغلظ عقوبة ضرب النساء".
رفقًا بالقوارير
في السياق ذاته قال الشيخ علي محفوظ، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام لا يعرف العنف ضد المرأة، منوهًا إلى أن كثير من رجال الدين يبدأون كلامهم بسماحة الإسلام وانفتاحه على قضايا المرأة، وأن الرسالة المحمدية جاءت لتعطي المرأة حقوقًا لم تكن لتحصل عليها من قبل.
وأضاف محفوظ، أن الإسلام شرع المساواة بين الرجل والمرأة، ولكن الخطوة التالية ليس فيها سوى إهانة المرأة، والتفكير في كيفية السيطرة عليها ومنعها من التمتع بأقل قواعد الحياة البسيطة.
وأوضح محفوظ، أن ظاهرة ضرب الزوجة من أسوأ المظاهر، التي من شأنها الحط من كرامة المرأة التي أمر الله تبارك وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بتكريمها، والإحسان إليها، والإشفاق على ضعفها، بعكس ما هو واقع من ضربها وشتمها وإهانتها وإيذائها، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "رفقًا بالقوارير"، وفي حديث آخر "استوصوا بالنساء خيرًا".