في ذكرى وفاته.. نيازي مصطفى شيخ المخرجين الذي قتل في ظروف غامضة
محمود الصادقيوافق اليوم الثلاثاء 19 أكتوبر، ذكري رحيل شيخ المخرجين الراحل نيازي مصطفى، والذي قُتل عام 1986 عن عمر يناهز الـ74 عامًا،
ويُعد نيازي مصطفى، من كبار مخرجي السينما المصرية، حيث قدم العديد من روائع الأفلام وأخرج لكبار النجوم، كما اشتهر بأفلام الكشن في السينما المصرية.
نشأته
اقرأ أيضاً
ولد نيازى مصطفى، في 11 نوفمبر عام 1910، بمحافظة أسيوط، لأب سوداني من الأعيان وأم تركية الأصل ذات مستوى تعليمي رفيع في ذلك الوقت.
أعماله
كان أول فيلم له عام 1937 هو "سلامة في خير"، بطولة نجيب الريحاني، وعمل كذلك حينها في تصوير ومونتاج العمل، وساهم في كتابة السيناريو، النجاح الكبير الذي حققه الفيلم دفع نجيب الريحاني إلى التراجع عن قراره بـتطليق السينما واعتزالها في عام 1939، اجتمع نيازي مع الريحاني مجددًا في فيلم سي عمر، إلا أن الخلاف دب بينهما بسبب تدخل الأخير في السيناريو، ما عطل التصوير لعام ونصف العام، حتى تم عرضه في 6 يناير 1941، واكتفى المخرج الراحل بتصوير النصف الأول منه في 1941.
واكتشف مصطفى، العديد من الوجوه الجديدة منها هدى شمس الدين واسمها الحقيقي أليس وأشركها في أفلامه بالرقص والتمثيل في عدة أفلام مثل "عدو المجتمع، الأب، حلال عليك، عشرة بلدي، بيني وبينك، من رضي بقليله، صاحب الجلالة، فطومة، بنت العمدة، آخر جنان، شهيدة الحب الإلهي، إسماعيل يس فى السجن، الضوء الخافت، العتبة الخضراء، قلوب حائرة، تار بايت، كابتن مصر، المقدر والمكتوب، مجلس الإدارة، مكتب الغرام، بنت العمدة، نص الليل، مبروك عليكى، فتنة".
زيجاته
تزوج نيازي مصطفى مرتين، الأولى: كانت من الممثلة كوكا التي اشتهرت بأداء دور البدوية في أفلامه، وكانت مساعدته فى قسم المونتاج باستوديو مصر، والثانية كانت من الراقصة نعمت مختار، بعد أن اكتشف عدم قدرة زوجته الأولى على الإنجاب.
جوائزه
وحصل نيازي مصطفي، على العديد من الجوائز، منها تكريم الدولة له في عيد العلم عام 1965، وحصوله على الشهادة الذهبية من "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" في 1976، كما كرمه "المركز الكاثوليكي" عن مجمل أعماله في عام 1977، ونال جائزة الريادة من "الجمعية المصرية لفن السينما" في عام 1986وكانت هذه الجائزة هي الأخيرة في حياته.
قصة مقتله
بعد تصوير آخر مشاهد فيلم "القرداتي" بطولة فاروق الفيشاوي، وسمية الألفي، ذهب المخرج نيازي مصطفى، إلى منزله الذي يعيش فيه وحيدًا، وطلب من خادمه ليلًا بعد أن أعد له الطعام اللازم، أن يغادر على أن يعود إليه في الصباح الباكر كما هو معتاد.
وفي صباح اليوم التالي، ذهب الخادم إلى منزل نيازي مصطفى، كما كان يحدث على مدار 18 عامًا، ومع استمرار رنين "الجرس" لم يستجب المخرج للنداء، ورحل الخادم على أن يعود بعد ظهيرة نفس اليوم، وبعد عودته تكرر نفس الأمر وعدم استجابة المخرج نيازي مصطفى لصوت "الجرس"، ساوره الشك بأن مكروهًا وقع للمخرج الكبير، طار مسرعًا إلى "زينب" شقيقة المخرج ليخبرها بالأمر، وحصل منها على نسخة أخرى من المفتاح.
عندما وصل الخادم إلى منزل المخرج نيازي مصطفى مجددًا، وفتح باب الشقة، ودخل إلى غرفة نومه، وكانت مفاجأة في انتظاره، عندما وجد المخرج جثة هامدة "مخنوقًا ومكبل اليدين بكرافتة وملاءة سرير"، وشرايينه مقطوعة.
ووفقًا لمذكرات نيازي مصطفى، التي كُشف عنها عقب مقتله، علاقته بإحدى الفنانات من الدرجة الثانية، وأنه تزوجها عرفيًا لفترة، إلا أنها انفصلت عنه وتزوجت أحد رجال الأعمال، ووجدت النيابة عدة بصمات داخل شقة المخرج، بعدما جاءت أسرته وتم نقل الجثة، الأمر الذي أعاق النيابة لكثرة البصمات التي وجدت في الشقة.
وجاء في التحقيقات، أن الشرطة توصلت إلى شاهد رؤية في جريمة القتل، وفقاً لما نشر في جريدة "الجمهورية" آنذاك، وكانت جارته التي تسكن في شقة، تقع أسفل منزل المخرج.
وقالت الجارة في أقوالها بالتحقيقات، إنه عقب انصراف الخادم الذي يعمل بمنزل المخرج نيازي مصطفى، كانت الساعة تشير إلى الثامنة إلا عشر دقائق مساءً، مضيفة: "بعد ذلك سمعت أصواتا غير طبيعية، وسقوط بعض الأشياء التي أحدثت صوت ارتطام شديد، وصوت حركة شديدة داخل منزل المخرج، وظننت أنها مشاجرة".
وأكدت الجارة، أنه في تمام الثامنة وعشر دقائق، ساد بالمنزل سكون تام وهدوء، وفي تمام التاسعة سمعت صوت باب الشقة يفتح ومن ثم غلقه سريعاً، مضيفة: "شعرت بالخوف أن أفتح شقتي لمعرفة من غادر شقة المخرج، ولكن أعتقد مما سمعته أنهما ربما يكونا شخصين".
وجاء في التحقيقات، أن شقيق المخرج نيازي مصطفى، ويدعى جلال مصطفى، علم بنبأ وفاة شقيقه من الطباخ، وفور علمه بالخبر ذهب مسرعاً إلى منزله، ليجده ملقى على سجادة بغرفه نومه، ولفافة حول رقبته، ومن ثم أبلغ شقيقاته وأقاربه، واتصل بالشرطة.
وفشلت النيابة، في الوصول إلى الجاني نتيجة كثرة البصمات التي كانت موجودة في شقة المجنى عليه بعد مقتله، ونقل جثمانه من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، ما أضاع معالم الجثمان على الأرض، وأثار مقتله عاصفة من الجدل حينها لتقيّد القضية ضد مجهول.