”وفي يأسي أتذكر أن هناك حياة بعد الموت”.. ما لا تعرفه عن مُريد البرغوثى
أتلمس أحوالي منذ وُلدت إلى اليوم، وفي يأسي أتذكر، أن هناك حياة بعد الموت"، كان مريد البرغوثى دائمًا يكتب عن استعداده للموت، إلى أن واجهه بالفعل مساء أمس الأحد، عن عمر ناهز 77 عامًا، ليترك لنا قصص عدة في الحب والكتابة شعرًا ونثرًا، وليذكرنا دائمًا بحبه لوطنه فلسطين.
وفي السطور التالية يقدم موقع "محطة مصر" أبرز المعلومات حول حياة البرغوثي..
اقرأ أيضاً
- من هو ؟
هو مُريد البرغوثي، شاعر وأديب فلسطيني، من مواليد قرية 1944، بحى "دير غسانة" قرب رام الله في الضفة الغربية، التحق بمدارس وجامعات رام الله، وأكمل تعليمه الثانوى بها، قبل أن ينتقل إلى مصر للالتحاق بالجامعة، وتحديدًا جامعة القاهرة، والتخصص في دراسة الأدب الإنجليزي، واستطاع أن يجتاز المرحلة الجامعية ويتخرج عام 1967.
- عواقب في طريق العودة
بعد أن حصل على التخرج، لم يستطع البرغوثي العودة إلى فلسطين مجددًا، بسبب احتلال الضفة الغربية، بعد أن منع الاحتلال عودة الفلسطنيين المتواجدين خارج البلاد من العودة إليها مرة أخرى، فعبر عن حزنه قائلًا: "نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي".
- الثنائي العظيم
تعرف البرغوثى على الأديبة والدكتورة رضوى عاشور، على سلم جامعة القاهرة، حينما سمعته يلقى قصائده على زملائه، وكانت حينها تنظم الشعر، ولكن بعدما سمعته، انصرفت عن كتابة الشعر، وقالت عن ذلك: "كنت أكتب الشعر، ولكن بعد أن سمعت قصائد مريد، تركت الشعر لأن الشعر أحق بأهله وذويه"، وبالفعل تزوجا عام 1970، واستمر زواجهما لـ45 عامًا، بعدما رفضه والدها، وكتب عن رفض أهلها والمجتمع، لأمر الزواج "أمي وأبويا التقوا والحر للحرة شاعر من الضفة برغوثي واسمه مريد، قالوا لها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة، قالت لهم يا عبيد اللي ملوكها عبيد، من أمتى كانت رام الله من بلاد برة يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني، من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد".
- 30 عاما من الغربة
جدير بالذكر، أن البرغوثي، لم يتمكن من العودة لبلاده إلا بعد ثلاثين عاما، جاب خلالها عدد من البلدان العربية والغربية، وكان ترحاله نتيجة عدة أسباب، أبرزها منع من الإقامة بمصر، مع مجموعة من الفلسطنيين لمدة 17 عامًا، بقرار رئاسي في فترة حكم السادات 1977، بسبب اعتراضه على ذهاب السادات لإسرائيل.
- الإنتاج الأدبي
قدم البرغوثي، في النثر "رأيت رام الله" و"ولدت هناك ولدت هنا"، وتمت ترجمتهما للغة الإنجليزية، كما صدرت له 12 مجموعة شعرية، منها "الطوفان وإعادة التكوين" 1972، و"فلسطيني في الشمس" 1974، و"نشيد للفقر المسلح" 1976، و"سعيد القروي وحلوة النبع" 1978، و"الأرض تنشر أسرارها" 1987، و"قصائد الرصيف" 1980، و"طال الشتات" 1987، و"عندما نلتقي" 1990، و"رنة الإبرة" 1993، و"منطق الكائنات" 1996، و"منتصف الليل" 2005.
- تميم الابن الوحيد
أنجب البرغوثي "تميم"، قبل أن يتم ترحيله من مصر، ولم يتمكن من زيارته، إلى أن اجتمع شمل العائلة مرة أخرى عام 1993، بعد أن سُمح لمريد بالعودة إلى مصر، وظل مع زوجته يدعمها فى صراعها مع الورم الدماغي، التي توفت به، إلى أن انتقل اليها أمس.
- من يرثى البرغوثى؟
رثا البرغوثي عددا كبيرا من أيقونات الأدب والتحرر العربي على وجه العموم، والفلسطيني على وجه الخصوص، فذكر في "رأيت رام الله"، تعرفه على الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي فى أواخر الستينات، وعبر عن اغتياله في لندن 1987، بنص نثرى، ثم بنص شعري بعد زيارة قبره بلندن، واستوحى عنوان قصيدته من إحدى رسومات ناجي، وتٌسمى "أكله الذئب".
كما رثا كنفاني، أثناء تواجده ببيروت، وذلك بعد أن اغتاله الإسرائيليون 1972، وفي قصيدته "كشرفة سقطت زهورها"، رثا البرغوثا الشاعر الفلسطيني محمود درويش، أما عن مريد فقد رثاه ابنه الشاعر تميم البروثي في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من خلال ذكر اسمه، وتغيير الصورة الشخصية لحسابه إلى اللون الأسود.