المثلية الجنسية.. هل يرتبط الشذوذ بالعوامل الوراثية؟
محمود الصادقلسنوات عديدة اعتقد البعض أن الجينات البشرية أو العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد المثلية الجنسية، إلا أن دراسة أجريت على نحو نصف مليون شخص وحللت الحمض النووي لهم، أوضحت أن الجينات لا تلعب ذلك الدور العام في تحديد السلوك الجنسي.
علاقة العوامل الوراثية بالشذوذ الجنسي
أكدت دراسة علمية شاملة عن الأساس البيولوجي للسلوك الجنسي، أنه لا يوجد جين بعينه للمثلية الجنسية، لكن مزيجاً معقداً من العوامل الوراثية والبيئية تؤثر على ميل شخص لشركاء من نفس الجنس.
اقرأ أيضاً
وخلص البحث، الذي حلل بيانات للحمض النووي والممارسات الجنسية لنحو نصف مليون شخص، إلى أن هناك الآلاف من المتغيرات الجينية مرتبطة بسلوك المثلية أغلبها له تأثيرات محدودة للغاية.
وقال الباحثون، إن 5 من العلامات الجينية مرتبطة بشكل كبير بسلوك المثلية، لكن يصعب الاستعانة بها في التنبؤ بالميول الجنسية.
وقال أندريا جانا، عالم الأحياء بمعهد الطب الجزيئي في فنلندا، الذي شارك في قيادة فريق الدراسة: "فحصنا الجينوم البشري بالكامل ووجدنا بضع نقاط، خمساً تحرياً للدقة، ترتبط بوضوح بما إن كان يمارس سلوكاً جنسياً مثلياً".
وأضاف جانا، أن لهذه النقاط تأثيراً ضئيلاً للغاية وأنها تفسر مجتمعة ما هو أقل بكثير من واحد في المائة في فروق سلوك المثلية الجنسية.
وحللت الدراسة، ردوداً على استطلاع آراء وأجرت تحليلاً يعرف باسم دراسات الارتباط على مستوى الجينوم لبيانات أكثر من 470 ألف شخص أعطوا عينات من الحمض النووي ومعلومات عن نمط الحياة للبنك الحيوي البريطاني وشركة "23 آند مي" الأمريكية للفحوص الوراثية.
وقال الباحثون، إن النتائج لم تجد أنماطاً واضحة بين العوامل الوراثية يمكن استخدامها بفاعلية للتنبؤ بالسلوك الجنسي لشخص ما.
وقال بنجامين نيل من معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، والذي عمل مع جانا: "أوضحنا أن هناك الكثير من العوامل، وهذا ينقل فهمنا للمثلية الجنسية إلى منطقة أعمق وأدق".
أسباب الشذوذ الجنسي
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن المجتمع الغربي يبرر أفعال الشواذ من السيدات والرجال عن طريق الترويج بأن جين "QX28" هو المسئول عن ذلك التحول ويوجد أثناء ولادة الطفل، بينما أكدت جميع الأبحاث التي تمت في ذلك التخصص أن ذلك الجين لا يوجد في السيدات ولا يوجد كذلك بين الحيوانات حيث يحاول الغرب تبرير ذلك الفعل الشاذ بأي شكل من الأشكال.
وأضاف فرويز، أن أسباب وصول الشخص إلى الشذوذ الجنسي يأتي من خلال علاقته الفاترة مع والده في الأساس حيث يتعلق الولد بوالدته ويتعامل مع المشكلات الحياتية عن طريق وجهة نظرها هي ويقوم بتصريف أموره بذلك الشكل وهو الأمر الذي يجده مشابها لبعض أقرانه حتى يحولوا إقامة تلك العلاقة سويا ويكونا شواذ جنسيا في تلك اللحظة.
علاج الشذوذ الجنسي
وأوضح فرويز، أن أغلب تلك الحالات تأتي بعد تعرض الأطفال لاعتداء جنسي مسبق في فترة الطفولة أو الشباب ما يؤثر على نفسيته لإقامة علاقة حميمية مع الجنس الآخر ويقوم بممارسته مع بني جنسه، مشيرًا إلى أن 75% من نسبة الشواذ جنسيًا في مصر يحاولون جاهدين لتلقى العلاج بينما يكابر الـ25% الآخرين ويستمرون على ما هم عليه.
وأشار فرويز، إلى أنه على المريض أن يعترف بكونه شاذ جنسيًا لخطورة هذا الأمر وحرمته دينيًا، ومن ثم التوجه إلى طبيب نفسي للتعامل مع حالته وتوجيهه إلى طريق الشفاء، مشيرًا إلى أن نهاية الشذوذ الإصابة بالإيدز والأمراض البكتيرية والأمراض الجنسية العديدة والتي تنتهي أغلبها بالوفاة.