”يا حسين حتيجي تموت لمين”.. كيف قتل الحسين بن علي في معركة كربلاء؟
محمود الصادق"يا حسين حتيجى تموت لمين .. إرجع كل اللى جاي علشانهم تفدي وتناضل راضيين يعيشوا عبيد .. والمشهد الفاضل حتموت في أخره وحيد".. هكذا عبر الشاعر مصطفى إبراهيم عن مقتل الإمام الحسين بن علي في معركة كربلاء، والتي انتهت في مثل هذا اليوم بعد مقتل الحسين يوم في مثل هذا اليوم 10 محرم عام 61 ه، والذي يوافق 12 أكتوبر عام 680م .
معركة كربلاء ومقتل الحسين
استمرت معركة كربلاء أو الطف، لمدة 3 أيام بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت رسول الله محمد بن عبد الله الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب "سيد الشهداء"، بعد انتهاء المعركة ومعه أهل بيته وأصحابه وجيش تابع ليزيد بن معاوية.
اقرأ أيضاً
وتُعد واقعة كربلاء، من أكثر المعارك جدلًا في التاريخ الإسلامي، لما خلفته من آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل حتى وقتنا الحالي، كما تعتبر معركة الطف أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة التاريخ العقائدي الإسلامي.
بداية معركة كربلاء
وبدأت أحداث معركة كربلاء، حين استمر الحسين بن علي وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30,000 مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص، ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم.
منع المياه عن جيش الحسين
وفي اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس، وكانت قوات الحسين تتألف من 32 فارسًا و 40 راجلًا من المشاة وأعطى رايته أخاه العباس بن علي، وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه فلبثوا أياماً يعانون العطش.
وبدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام، وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار.
ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعًا من أصحاب الحسين واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر، واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة، وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الحسين، وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر.
اللحظات الأخيرة
وعندما ركب لحسين حصانه، بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة، وكان يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، إلا أن العباس ذهب إلى بحر العلقمي وهو جزء من نهر الفرات ليأخذ الماء إلى الحسين وأصحابه، ولكن العباس لم يستطع اأن يشرب شربة ماء واحدة إيثاراً لأخوه الحسين، وسرعان ما وقع صريعًا من جنود العدو.
استشهاد الحسين
بعدها لم يبقى في الميدان سوى الحسين الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسده، وحسب رواية الشيعة فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده بضربة سيف، وأنهم جعلو خيلا ً تسمى بخيل الأعوجي تمشي وتسير فوق جسد الحسين بن علي، وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة 61 هجرة، ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين فحفظ نسل أبيه من بعده.