هل يجوز المسح على الشراب الشفاف؟ «الإفتاء» تجيب
فاطمة هشامتعد الشريعة الإسلامية شاملة وكاملة حيث لم تترك تفصيلة في حياة المسلم إلا ووضحتها، ولكل شيء حكم شرعي فالله سبحانه وتعالى نظم حياة عباده وهو الأعلم بحالهم وصالح أمورهم، ويجب على المسلم أن ييحيا حياته وفق الشريعة، وفي حالة لم يعلم بالحكم الشرعي لأمر ما فعليه أن يسأل أهل العلم كما أمرنا الله سبحانه وتعالى: يقول الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
أصبح هناك الكثير من الأشكال المختلفة للجوارب والمعروف بـ (الشراب) وأصبحت تصنع من خامات مختلفة، ومن أشهر الجوارب التي ترتديها الكثير من الفتيات هي الجوارب الشفافة والخفيفة، وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء بخصوص هذا الأمر، ونص السؤال هو:
هل يجوز المسح على الجورب المصنوع من النسيج الرقيق الذي يصل الماء إلى ما تحته، ثم الصلاة به..؟ّ
اقرأ أيضاً
- في اليوم العالمي للحيوان.. جزاء وعقاب من يؤذي مخلوقات الله الحية
- «سلوك ابني غير منضبط ولا أكلمه فهل هذا حرام؟».. «الإفتاء» تجيب
- علي جمعة: الطلاق بالثلاثة يُحتسب طلقة واحدة
- هل شراء حلوى المولد النبوي حرام.. الإفتاء تجيب
- بعد مبادرة إلهام شاهين.. ما حكم التبرع بأعضاء الميت؟
- الإفتاء تستنكر من يحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتصفه بالأمر العجيب
- هل يجوز دفن النساء مع الرجال في قبر واحد؟ .. «الإفتاء» تجيب
- الإفتاء تصرح ”الكلب طاهر ويجوز تربيته لأي غرض مباح”
- الإفتاء توضح حكم قراءة القرآن عند القبر.. وهل يصل ثوابه للميت
- الإفتاء: التحرش الجنسي من الكبائر ولا يرتكبه إلا أصحاب النفوس المريضة
- الإفتاء توضح مواصفات الكفن الشرعي للرجال والنساء
- الإفتاء توضح حكم الرسم والتصوير في الرسوم المتحركة
وقد أجاب على هذا السؤال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق بأن جماهير العلماء والفقهاء أجازوا المسح على الجورب (الشراب)، والدليل على جواز المسح حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ".
واشترط جموع العلماء والفقهاء أن هذا المسج على الجورب لا يصح إلا بشروط، حيث قيَّد الجمهورُ الإطلاقَ الوارد في الحديث الشريف في الجورب بأحاديث المسح على الخُفِّ؛ فاشترطوا في الجورب شروط الخُفِّ.
وهذه الشروط هي:
- الشرط الأول أن يكون الجورب مجلدًا يمكن تتابع المشي عليه.
- الشرط الثاني أن يكون الجورب ثخينًا يمنع وصول الماء إلى ما تحته.
- الشرط الثالث ألا يكون الجورب شفافًا يرى ما تحته من القدمين.
- الشرط الرابع أن يكون الجورب قد لُبِسَ على طهارة.
واختلف بعض العلماء والفقهاء، ومنهم بعض الحنابلة، والقاسمي وأحمد شاكر من المتأخرين، مع جموع العلماء في تقييد الإطلاق في الجواز وقرروا الأخذ بظاهر النص وأجازوا المسح على الجورب مطلقًا: رقيقًا وسميكًا، ساترًا ومخرقًا.
ورغم أن جموع العلماء اتفقوا على جواز المسح على الجورب ولكن بشروط، إلا أن الرأي الآخر المخالف للقليل من العلماء يؤخذ به، فمسألة المسح على الجورب تظل مسألة خلافية غير مجمع عليها.
ولا يمكن الإنكار على أمر مختلف عليه وذلك تبعًا لما تقرر في فقه الخلاف، فمن كان في حالة اضطرار ولا يجد إلا أن يمسح على "الشَّرَاب" فلا حرج عليه أن يمسح ناويًا تقليد من أجاز، ولا يصح الإنكار عليه.
تلخيصًا لحكم المسح على الجورب الشفاف:
المسح على الجورب الشفاف ممنوعٌ عند الجمهور، جائزٌ عند قليل من العلماء.
اقرأ المزيد:
«الإفتاء» توضح حكم اتباع المذاهب الأربعة