ما الذي يتنظر أسعار حديد التسليح خلال فبراير؟
ياسمين محمدحالة من الجمود والشلل أصابت سوق تجارة حديد التسليح، خلال الأسبوعين الماضيين، على خلفية توقعات بتراجع الأسعار في الأسواق المحلية عقب موجة ارتفاع جنونية لخامات الصلب، بدأت في نوفمبر، ووصلت إلى ذروتها في ديسمبر ويناير الماضيين.. فهل تتجه المصانع إلى إجراء خفض في الأسعار وما هي الأسباب التي دفعت السوق للبناء توقعات التراجع؟
صعود جنوني للخامات عالميا وانفلات الأسعار محليا
اقرأ أيضاً
بحلول نوفمبر الماضي، وبداية ديسمبر، شهدت أسعار الخامات من الخردة والبليت ارتفاعات متسارعة في البورصات العالمية، مدعومة بطلب كبير من الصين أكبر منتج للصلب في العالم، إثر التعافي المؤقت من تأثيرات جائحة كورونا، وبالمقارنة نجد أن أسعار الخامات في منتصف نوفمبر سجلت 310 دولار لطن الخردة و123 دولار لخام الحديد، 425 دولار للبليت، فيما سجل حديد التسليح 480 دولار للطن، وفي الخامس من ديسمبر، أي بعد 3 أسابيع، سجلت الأسعار مستوى جديد عند 363 دولار لطن الخردة، و145 دولار للحديد الخام، 495 دولار للبليت، و540 دولار للحديد التسليح بمتوسط ارتفاعات ما بين 50-70 دولار في الطن.
وتفاعل السوق المحلية سريعا مع زيادة الخامات، لترتفع أسعار بيع حديد التسليح في بداية ديسمبر بأكثر من 16.6%، مسجلة متوسط 11600 جنيه للطن، ولم تتوقف الزيادات العالمية أمام موجة الشراء المحمومة من العملاق الصينى، حيث تحركت مجددا بشكل متسارع لتسجل في منتصف ديسمبر مستوى قياسي جديد، وترتفع الخردة بمقدار 41 دولارا مسجلة، 405 دولارات للطن، وخام الحديد 160 دولارا، والبليت 550 دولارا للطن بارتفاع أكثر من 55 دولار، فيما وصلت متوسطات سعر بيع حديد التسليح إلى 600 جنيه للطن.
وسارعت المصانع المحلية، في إجراء زيادة جديدة بعد أسبوعين فقط، تقارب 1000 جنيه في الطن أيضا، لتسجل متوسطات أسعار بيع الحديد محليا، ما بين 12450 و12650 جنيه للطن، وبعد أسبوع واحد فقط، عاودت الأسعار الارتفاع بأكثر من 1000 جنيه، لتسجل في الأسبوع الأخير من ديسمبر، متوسطات ما بين 13450 و13650 جنيه للطن.
ضغوط عالمية..
ومع بلوغ الأسعار مستويات قياسية، تعهدت الصين في تصريح لوزير صناعتها يوم 31 ديسمبر، بكبح الإنتاج في مصانع الصلب الصينية خلال 2021، لتهدأ وتيرة الارتفاعات، وتزيد الخردة 10 دولار فقط مسجلة 415 دولارا للطن، والبليت 607 دولارا للطن، ولم تتحرك الأسعار كثيرا في السوق المحلية خلال يناير، وفى الأسبوع الأول من فبراير بدأت الأسعار في النزول بعد سلسلة ارتفاعات متعاقبة قاربت الثلاثة أشهر.
انخفضت الخردة بأكثر من 20 دولارا مسجلة 395 دولارا للطن، وتراجع البليت بمقدار 55 دولار مسجلا 550 دولار للطن. ويري محمد حنفي المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية، أن الأسعار مرشحة للنزول عالميا بسبب هدوء الطلب على الخامات من جانب الصين بالتزامن مع إجازة رأس السنة القمرية الصينية، وارتفاع المعروض في الأسواق العالمية من جانب الولايات المتحدة وأوروبا في وقت يكتنف الغموض حول مستقبل الطلب في السوق العالمي.
هل تخفض المصانع المحلية الأسعار؟
ينتظر السوق المحلية أن تعلن المصانع المنتجه عن تخفيضات جديدة الأيام المقبلة، مع انخفاض أسعار الخامات، ويري خالد الدجوي، رئيس شركة الماسية لتجارة الحديد، أن الأسعار في السوق يجب أن تنخفض على الأقل 1000 جنيه، قائلا "عدم إعلان المصانع عن قائمة الأسعار الجديدة حتى الآن أربك السوق كثيراً".
ولجأ عدد من التجار خلال الأيام الماضية لعمليات حرق للأسعار؛ للتخلص من المخزونات الموجودة، اتظارا للبضائع الجديدة منخفضة الأسعار.
ولكن محمد حنفي المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية، أوضح أن قرار المصانع بخفض أسعار البيع يرتبط بشكل مباشر بمخزون الخامات عن كل مصنع، والذي تم شرائه عندما كانت الأسعار مرتفعة، مضيفا: "من لديه مخزونا أقل من الخامات عالية الثمن سيكون قادرا على الاستجابة اسرع وانخاذ قرار بخفض السعر".