معهد الليزر بجامعة بني سويف .. قصص من النجاح
أ.د/ جودة مبروك محمدتسارع جامعة بني سويف - بوابة الصعيد- في الدخول من عتبات التاريخ عالم علمي جديد، فلم ينته عام 2013م حتى شهد تأسيس معهد أبحاث وتطبيقات الليزر ضمن المدينة البحثية للجامعة، فقد اكتمل بناؤه عام 2015م، لتحدث الانطلاقة نحو العالم الجديد في تخصصاتٍ بينية في مجالات الطب والهندسة والعلوم الأساسية والزراعية والآداب والفنون.
يقف فريق عمل خلف هذا المعهد، تنسجم رؤاهم وتتحد أعمالهم في تحقيق مدرسة علمية ومنهجية لها خصوصيتها في هذا المجال الصعب والمعقد والذي أضحى ضرورة وليس من باب الرفاهية، لقد وصل عدد الفرق البحثية إلى أكثر من سبعة، والجديد أنه من ضمن أفرادها علماء أجانب من جامعات ومراكز بحثية موزعين على مستوى العالم .
إن معهد الليزر معهدٌ بحثيٌّ في الأساس وهو حكوميٌّ، يمنح الشهادات العليا (الدبلومات والماجستير والدكتوراه) لخريجي الكليات العلمية: الطب والزراعة والعلوم وطب الفم والأسنان والصيدلة والهندسة والتعليم الصناعي والتمريض والفنون التطبيقية والعلوم الصحية، فيضيف إلى هذه التخصصات رؤية بينية تجمع بينها؛ بحيث يكتسب الخريج مهارات ضرورية لأكثر من تخصص لا تتوافر في المضمون العلمي للقسم التقليدي بالكليات المشار إليها.
وينفرد معهد الليزر بجامعة بني سويف بأنه الوحيد على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا الذي يمنح إجازة البورد الأمريكي في تطبيقات الليزر الطبية بالتعاون مع البورد الأمريكي (ِABLS)، وهذا له مردوده من زوايا كثيرة، من تبادل الخبرات، ومن اللحاق بركب التقدم، ويأتي هذا في السير على خطى مشروع التنمية المستدامة 2030م.
لقد تصادفت في أثناء زيارتي للمعهد بكمٍّ من المعامل والأجهزة مرتفعة الثمن والقيمة، حيث يتوافر ما يزيد على عشرة معامل مجهزة على أعلى مستوى، وهناك معامل أخرى تحت التأسيس، ولكن المثير هو مقولتي (وراء كل جهاز حكاية)، وهي أجهزة ليزر حديثة بعضها تخطى حاجز ملايين جنيه، إضافة إلى معامل لتدريب طلاب مرحلة ما قبل الماجستير والدكتوراه.
أما عن التعاون الدولي فكثيرة هي البروتوكولات التي أبرمها المعهد مع معاهد وجامعات دولية تتسم بالريادة في علوم الليزر، منها جامعة ستكهولم بالسويد، وجامعة لوند بالسويد أيضًا، وهي من أكبر الجامعات، وتقع في شمال أوروبا وواحدة من أكبر المؤسسات التعليمية والبحثية في سكندنافيا، وتقع في مدينة لوند بمقاطعة سكونا السويدية، وجامعة تكساس إيه اند إم (، وجامعة تكساس الزراعية الميكانيكية ) وهي جامعة مختلطة عامة بحثية تقع في كوليج ستيشن ، وجامعة ريكن باليابان (Riken)، بطوكيو.
إن ما نجحت في تنفيذه جامعة بني سويف ليس فقط في الآلة والأجهزة والرقمنة، بل في وضع خطة وإطار لمستقبل التعليم في مصر، والسعي نحو بناء العقلية البحثية لأبنائنا من الباحثين الواعدين الذين تفوقوا في دراساتهم الجامعية الأولى، وحصلوا على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ففتحت لهم الجامعة أبواب الأمل لتحقيق أحلامهم في بناءٍ مُحْكَمِ التشييد، يتمثل في هذا المعهد بقيادة عقول كانت مهاجرة وفضلت أن تعود من الخارج لخدمة هذا الوطن.