انقلاب السودان.. قاده أعوان البشير وسببه السياسيين
محمود الصادق محطة مصروقعت محاولة انقلاب فاشلة في السودان، وهو ما أعلن مجلس السيادة الوداني السيطرة عليه سريعًا، مؤكدًا انتصار الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير في 11 أبريل 2019.
انقلاب السودان
وأعلنت الحكومة السودانية، إحباط محاولة انقلاب في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، في الوقت الذي تمر فيه البلاد بمرحلة انتقالية هشة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019.
اقرأ أيضاً
وقالت الحكومة السودانية في بيان لها، إن ضباطًا ومدنيين مرتبطين بنظام الرئيس المخلوع، حاولوا الانقلاب لكن سرعان ما سيطرت الحكومة على الأمور.
وقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن محاولة الانقلاب الفاشلة "كانت تستهدف الثورة وما حققه الشعب السوداني من إنجازات".
وأضاف حمدوك، خلال كلمة له في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، أن الانقلابيين كانوا يسعون إلى تقويض النظام الديمقراطي، مشيرا إلى أن هذا الأمر مستحيل في ظل يقظة الشعب السوداني.
وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس المجلس السيادي السوداني، الطاهر أبو هاجة، أن القوات المسلحة أحبطت محاولة للاستيلاء علي السلطة.
من يقود الانقلاب؟
وكشفت السلطات السودانية، أن قائد محاولة الانقلاب الفاشلة، هو اللواء الركن عبد الباقي بكراوي.
وقال وزير الدفاع السوداني الفريق يس إبراهيم، بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع، إن عدد الضباط المشتركين في المحاولة الانقلابية بلغ 22 ضابطًا، بالإضافة إلى ضباط الصف والجنود.
وأوضح وزير الدفاع السوداني، أن التحريات الأولية أشارت إلى أن الهدف من الانقلاب هو الاستيلاء على السلطة وتقويض النظام الدستوري، لافتًا إلى أنه تمت السيطرة على الأوضاع في زمن قصير دون حدوث خسائر في الأرواح والممتلكات.
وأفادت وكالة "الأناضول"، نقلًا عن مصدر عسكري سوداني، باعتقال 40 ضابطًا لتورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ونقلت الأناضول، عن عضو المجلس السيادي السوداني، محمد الفكي، قوله إنه تم القبض على المتورطين في المحاولة الانقلابية، وإنهم يخضعون للتحقيق الآن.
وأوضح الفكي، أن الجيش السوداني يتفاوض حاليًا مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات تشارك بالانقلاب للاستسلام دون مقاومة.
من هو عبدالباقي بكراوي؟
كان يشغل بكراوي، منصب قائد ثاني مدرعات في الجيش السوداني، وأعيد مؤخرًا إلى منصبه عقب توقيفه في السابق، وهو من مدينة كوستي جنوب الخرطوم، وتخرج من الكلية الحربية في دفعة 39 عام 1988.
ودرس الثانوية في مدرسة كوستي الشعبية، ثم تخرج لاحقًا من الكلية الحربية السودانية عام 1967، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987. شارك في حرب العبور 1973.
وكان بكراوي، عضواً في حزب المؤتمر الوطني مع الرئيس المعزول عمر البشير، كما شغل العديد من المناصب في الجيش خلال عهد البشير.
وفي عام 2019، نفذ بكراوي مع عدد من الضباط محاولة انقلاب، وحاول منع قوات الدعم السريع من التقدم صبيحة إعلان وزير الدفاع في حينه عوض بن عوف بيان تنحي البشير.
في حينه تمرد سلاح المدرعات بضاحية الشجرة جنوب الخرطوم، عندما رفض بكراوي تسلم مهام قائده اللواء نصر الدين عبد الفتاح بعد اعتقاله، ثم خضع للتحقيق عام 2020 بتهمة الإساءة لقائد قوات الدعم السريع، محمد حميدتي، ولكنه نفى ذلك.
سبب الانقلاب
من جانبه كشف نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، سبب محاولات الانقلابات العديدة خلال الفترة الانتقالية في السودان، لافتًا إلى أن انشغال السياسيين بالصراع على المناصب كان سببًا في محاولات الانقلابات العديدة خلال الفترة الانتقالية.
وأوضح "حميدتي"، أن السودان تعرض لمحاولات انقلاب عسكرية عدة خلال الفترة الماضية، كانت آخرها أمس ولكن تم إفشالها دون خسائر، مشيرًا إلى أن تجاهل مطالب المواطنين أيضًا من قبل السياسيين تسبب في محاولات الانقلاب.
وأضاف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لا تطمع في أي مكاسب شخصية أو سلطة، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود وتجنب الإقصاء للخروج من الأزمة، قائلا: "نعيش مرحلة حرجة من تاريخ السودان والشعب صبر وتحمل".
إدانات عالمية
من جانبها أدانت مصر، الانقلاب الفاشل في السودان، قائلة: "جمهورية مصر العربية تدين المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها جمهورية السودان الشقيق صباح اليوم، وتؤكد دعمها لمؤسسات الحكم الانتقالي في السودان وجهودها الدؤوبة لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب السوداني في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد".
وأضاف البيان المصري، أن "مصر تؤكد، حكومة وشعبًا، على حرصها الكامل على استقرار وأمن وتنمية السودان، ورفضها لأي محاولة للمساس بهذا الاستقرار أو عرقلة جهود التنمية، وذلك في إطار وحدة المصير والروابط الأزلية التي تجمع بين شعبي وادي النيل".
مفوضية الاتحاد الإفريقي
في سياق متصل أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الانقلاب الفاشل في السودان والذي هدف إلى الإطاحة بالسلطة الانتقالية في السودان، مرحبًا بفشل المحاولة.
ودعا فقي، في بيان، جميع الجهات الفاعلة في السودان إلى الوقوف بحزم إلى جانب السلطات القانونية لعملية الانتقال الناتجة عن الإرادة التوافقية للقوات المدنية والعسكرية الوطنية.
وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على الحاجة إلى حماية الاتفاق السياسي والنصوص التأسيسية لاتفاقيات الخرطوم واتفاقية جوبا للسلام ، والتي تلزم البلاد بنجاح الانتقال الذي ينبغي أن يؤدي إلى الديمقراطية والحرية وإجراء انتخابات شفافة.
أمريكا
كما أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، عن إدانتها لمحاولة الانقلاب الفاشلة في السودان، مؤكدة على ضرورة محاسبة المتورطين.
وأضافت الخارجية الأمريكية في بيان لها: "مستمرون في دعم الحكومة الانتقالية السودانية ونحثها على محاسبة المتورطين في المحاولة الانقلابية بالسودان والتي تعرض علاقته مع الولايات المتحدة للخطر، وكذا الدعم الدولي الذي يتلقاه".
وأضافت الخارجية الأمريكية: "ندين أي تدخل خارجي يهدف إلى التضليل الإعلامي وتقويض إرادة الشعب السوداني، والولايات المتحدة توفر مساعدات كبيرة للسودان من أجل تحقيق أهدافه الاقتصادية والأمنية".
الأمم المتحدة
في السياق ذاته أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إدانته لمحاولة الانقلاب، داعيًا للحفاظ على مكتسبات عملية الانتقال الديمقراطي.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن جوتيريش يدين محاولة الانقلاب في الخرطوم، متابعًا: "الأمين العام يدعو جميع الأطراف لمواصلة التزامها العملية الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني لمستقبل يشمل الجميع وينعم بالسلام والاستقرار والديمقراطية".