الاغتسال.. أنواعه وكيفيته والحكمة من مشروعيته
فاطمة هشامأول ما يجب على الإنسان فعله عند الدخول في الإسلام بعد نطق الشهادتين إن لم يكن مسلمًا هو الاغتسال والطهارة، ولا تصح أي عبادة من المسلم إذا لم يفعلها وهو على طهارة، وهذا يوضح مدى أهمية الطهارة في الإسلام، لذا على المسلم الاهتمام بمعرفة كل أحكام وسنن الطهارة ليعبد الله على طهارة فيتقبل منه أعماله بإذن الله.
ويجب على المسلم أن يعلم موجبات الغسل، حتى يعلم متى يجب عليه الاغتسال، ومتى يكفي الوضوء فقط دون الحاجة إلى الاغتسال، فإذا أحدث المسلم تطهر إما بالاغتسال أو الوضوء، ولكل منهما حالاتهم الخاصة بهم.
فالطهارة من الحدث تكون على قسمين:
اقرأ أيضاً
- هل يعد الاغتسال وضوءً ويجوز الصلاة به ؟ .. «الإفتاء» تجيب
- «الإفتاء» توضح حكم المصافحة بين الرجل والمرأة
- شمس البارودي وسهير البابلي تحرج الصحافة: لم نشارك في غسل دلال عبدالعزيز
- الإفتاء تحسم الجدل حول ”طلاء الأظافر الإسلامي” وتأثيره على صحة الوضوء
- الإفتاء توضح حكم ترك المرأة غسل شعرها بعد تصفيفه عند الاغتسال من الجنابة؟
- هل طلاء الأظافر (مانكير) يمنع الوضوء؟.. دار الإفتاء تحسم بفتوى
القسم الأول: الحدث أكبر
وعلى الإنسان الاغتسال إذا أحدث حدثًا أكبر، وحكم الاغتسال في الحدث الأكبر واجب شرعًا، ومن أمثلة الحدث الأكبر، (خروج المني، التقاء الختانَين -أي عند حدوث جماع بين الزوجين-، الحيض والنفاس للنساء، والموت -يجب تغسيل الموتى المسلمين-).
هذه هي الحالات التي يجب فيها على المسلم الاغتسال ليكون طاهرًا ويستطيع أن يؤدي العبادات التي شرعها الإسلام والتي لا ينوب فيها الوضوء عن الاغتسال، ولكن هناك حالات أخرى لا تستوجب الاغتسال ويكفي أن يتوضأ المسلم فيها فقط.
القسم الثاني: الحدث الأصغر
الحدث الأصغر هو الذي يوجب على المسلم أن يتوضأ بسببه، ومن أمثلة الحدث الأصغر التي تستوجب الوضوء، (خروج شيء من أحد السبيلين سواء كان بولًا أو مذيًا أو غائطًا، مس الفرج ببطن الكف سواء كان فرج نفسه أو فرج غيره، زوال العقل بنوم أو إغماء، مس المرأة الأجنبية المشتهاة أي التي بلغت سنًا تشتهى فيه عند أصحاب الطباع السليمة، وهذا على رأي بعض أهل العلم، أكل لحم الجزور وهو رأي لبعض أهل العلم أيضًا).
إذا قام المسلم بفعل أي شيء من هذه الأمور فيجب عليه الوضوء حتى يصبح طاهرًا لأداء العبادات المختلفة، ولكن لا يجب عليه أن يغتسل، حيث يكفيه الوضوء فقط.
الحِكمة من مشروعيّة الغُسل:
لا يشرع الله شيئًا إلا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، حتى لو لم يعلم حكمته البشر، ولكن رب الخير لا يأتي إلا بكل خير، وإذا تأملنا في الحِكمة من مشروعيّة الغُسل لوجدنا أنها تكمن في العديد من الأمور، يُذكَر منها:
- نَيل الأجر والثواب من الله -سبحانه-، وذلك لأن الطهارة من أعظم العبادات.
- كما أنّ في التطهُّر امتثالًا لأوامر الله -عزّ وجلّ-، وبه تتحقق محبة الله فيقول سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
- كما يُحقّق الغُسل النظافة التي يجدر بالمسلم التحلّي بها، بالإضافة إلى التطيُّب، وتجنُّب الروائح الكريهة، وعدم إلحاق أيّ أذىً بغيره جرّاء ذلك.
كيفية الغسل:
يجب على المسلم أن يتعلم ماهي طريقة الغسل الصحيحة التي بها يتحقق التطهر، وهناك نوعين من الغسل، النوع الأول هو الغسل الواجب المجزئ، والنوع الثاني هو الغسل الكامل، وسنتعرف على كل واحد منهم، والنوعين تتحقق بهم الطهارة.
النوع الأول الغسل الواجب المجزئ:
وطريقة الغسل الواجب المجزئ أن ينوي المُغتسل الطهارة، ثمّ يُعمّم الماء على كامل جسمه، مرّةً واحدةً.
أما بالنسبة للنوع الثاني وهو الغُسل الكامل:
فطريقة الغسل الكامل أن ينوي المُغتسِل الغُسل للطهارة، ويغسل يديه ثلاث مرّاتٍ، ويُنظّف فَرْجه، ثمّ يتوضّأ وضوءاً كاملاً، ويغسل رأسه ثلاث مرّاتٍ، على أن يحرص على وصول الماء إلى جميع شَعْره؛ وذلك بتخليل الماء بينه، ثمّ يغسل جسمه مرّةً واحدةً، بحيث يبدأ بغسل شِقّه الأيمن، ثمّ الأيسر، ويبدأ بتدليك جسده، مع عدم الإسراف في الماء.
اقرأ أيضًا: