بعد وفاته اليوم
دمر 6 دبابات إسرائيلية في نصف ساعة.. حكاية البطل إبراهيم عبد العال
مصطفى الخطيبتوفى منذ قليل البطل المصري إبراهيم عبد العال المشهور باصطياد الدبابات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 73 حيث حصل على العديد من الأوسمة لكفاءته وتضحياته المقدمة تجاه وطنه.
فى هذا الصدد يستعرض لكم موقع "محطة مصر" ما لا تعرفه عن إبراهيم عبد العال صائد الدبابات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
إبراهيم عبد العال هو من أبطال الكتيبة 35 فهد مالوتيكا وترتبه الثاني على مستوي الكتيبة والثالث على مستوي القوات المسلحة قى قنص الدبابات الصهيونية برصيد 18 ثمانية عشر دبابة وعربتين والكتيبة كان تسليحها صواريخ مضادة للدبابات طراز ساجر السوفيتية والمعروفة عند الاتحاد السوفيتي بالمالوتيكا وفى مصر بالفهد وضمت تلك الكتيبة البطل الأول على مستوي القوات المسلحة فى قنص الدبابات البطل محمد عبد العاطي الحاصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية.
ولد البطل إبراهيم عبد العال بقرية نوب طريق بمركز السنبلاوين التابع لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية 16/4/1951 وهو مقيم حاليا بمدينة طلخا بالمنصورة ويعمل مراجع مالي بمديرية الشئون الاجتماعية بمحافظة الدقهلية ورئيس حسابات بجمعية الأسر المنتجة.
حصل إبراهيم عبد العال على دبلوم تجاري عام 1969 ثم بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة عام 1985 من جامعة القاهرة ثم دبلوم الدراسات العليا فى المراجعة من جامعة المنصورة عام 1993, لديه ثلاث أولاد وبنت.
التحق بطلنا بالقوات المسلحة 1/9/1969 وكان يشغل رتبة رقيب مؤهلات وحكمدار طاقم صواريخ فهد بالكتيبة 35 فهد وكان يعاونه فى طقم الصواريخ فرد ثان السادات محمد فرج (عريف) وفرد ثالث صلاح شاهين ( عريف) وكان قائد الكتيبة المقدم عبد الجابر احمد علي وقائد السرية الثانية النقيب حسين أحمد السوسي وقائد الفصيلة ملازم أول احتياط فؤاد الحسيني وكان يقود الكتيبة ككل المقدم محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة 16 من اللواء 16 من الفرقة 16 التى كان يقودها العميد عبد رب النبي حافظ وكان قائد السرية وقت المعارك هو الرائد بسيوني وكان يقود مدفعية الجيش الثاني العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة.
ويصفه القائد عبد الجابر بالقول انه شاب لم يتجاوز الثالثة والعشرين جسده نحيل خمري اللون هادئ الملامح قليل الكلام كثير العمل والانجازات يضحي كثيرا من اجل الجميع محبا لوطنه غيورا على وحدته وكان قائد الكتيبة كثيرا ما يعاتب إبراهيم عبد العال فهو لم يشترك فى أى يوم من الأيام فى أي حديث أو لقاء مع قائده أو يعرض عليه أي شيء وكان قائد الكتيبة يود أن يتكلم الجميع ففي كلامهم حل لكثير من المشاكل ولم يكن القائد يرضي بالسلبية بل كانت الايجابية ما ينتظره من الجميع.
يقول بطلنا عنه عند العبور كانت مهمته تامين قيادة اللواء وجسر شط القناة وتامين عبور قواتنا من الغرب إلى الشرق ويقول كنت احد الذين تلقوا تدريبات شاقة جدا على استخدام الصاروخ الفهد وجاء يوم 8 أكتوبر حيث نجح البطل فى تدمير 6 دبابات خلال نصف ساعة وفى اليوم الثاني استطاع تدمير 12 دبابة أخري ومنع بمساعدة زملائه تقدم أكثر من 40 دبابة معادية كان العدو دفع بها فى هجوم مضاد بهدف استعادة المواقع والوصول لشط القنال ولكنهم بفضل الله تمكنوا من وقف تقدم اللواء المدرع الذي حاول اختراق خطوط انساق دفاعنا وبرهنت قوات المشاة المصرية أنها تستطيع الوقوف بصدور عارية أمام أحدث الدبابات فى العالم بالتسلح بالصاروخ البسيط الفهد والذي كان عبارة عن قاعدة إطلاق ومنظار وقد حظيت هذه المعركة التي دمرنا فيها أكثر من 27 دبابة واستمرت أكثر من 14 ساعة متواصلة بنصيب كبير من الدعاية والإعلام وعرفت باسم معركة المزرعة الصينية وأفرد لها فصول كاملة فى الكتب التي تناولت بطولات حرب أكتوبر ويرجع ذلك إلى أن القوات الصهيونية ركزت كافة وسائل النيران ومجهودها الحربي من قوات صاروخية ومدفعية وطلعات جوية تجاه تلك المنطقة لدرجة أنها شهدت حجما من النيران من حيث الكثافة والتركيز والأنواع والزمن لم تشهده أي معركة أخرى من قبل.
وكانت الكتيبة 16 مشاه فى المقدمة وعلى يسارها اللوا 16 مشاه وبدا الهجوم الإسرائيلي على موقع الكتيبة اعتبارا من 14 أكتوبر فى محاولة للاختراق والوصول للقناة وللخديعة أمرنا قائد الكتيبة بحبس النيران لأطول فترة ممكنة حتي تكون جميع الدبابات فى مرمي أسلحتنا وبإشارة ضوئية تم فتح جميع وسائل النيران واستمرت المعركة ساعتان ونصف ونجح الصهاينة تحت جنح الضباب فى سحب قتلاهم وجرحاهم لكنهم لم يستطيعوا سحب دباباتهم المدمرة مني ومن زملائي الأبطال وظلت سحب الدخان تنبعث منها طوال يومين كاملين وفى الفترة من بداية المعركة إلى تاريخ وقف إطلاق النار وفق الله بطلنا فى تدمير عدد 18 دبابة و2 عربة للعدو باختلاف الدبابات التى لم يحتسبها الرائد بسيوني حيث لم تحترق احتراقا كاملا ويتذكر البطل عبد العال أنه فى إحدي هذه المعارك الطاحنة دفع العدو بأطقم من القوات الخاصة لاصطياد أطقم قنص الدبابات المصرية وقمنا برصدها بمساعدة القائد بسيوني ونجحنا فى اصطياد بعضهم والبعض الآخر لاذ بالفرار ويقول بطلنا فى احدي المعارك كان يوجه صاروخه على احدي الدبابات فيسقط الصاروخ منه بطريق الخطأ قبل الدبابة ويشاء الله أن يسقط الصاروخ على5 صهاينة فيقتلهم ويفتك بهم لقد كانت حرب أكتوبر فعلا سيمفونية رائعة عزفها جنود وصف وضباط القوات المسلحة بالاشتراك مع بعضهم البعض جميعا والتحام واصطفاف الشعب المصري بكافه أنسجته وطبقاته حولهم.
يقول بطلنا فى إحدى روايته "لولا الإصابة المباشرة لقاعدة إطلاق الصواريخ خاصتي وهي عبارة عن صندوق تحكم القاذف لتمكنت من تدمير أكثر من 18 دبابة ووقتها اقسم الرائد بسيوني على حملي على الاعناق والذهاب بى لرئاسة الجمهورية وكرمني الرئيس السادات بنوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولي مكافأة على بطولاتي فى تدمير دبابات العدو واحدي عرباته التى كانت محملة بالجنود فى محاولة منها للتقدم نحو جنودنا.
وأكد لم انسي الرائد بسيوني التى لم تربطني به علاقة قبل المعركة إلا أنى ألحقت على سريته قبل نشوب المعركة وقاسمني طعامه وشرابه ووفر لي حفرة برميليه دون ان ابذل ادني جهد.
سرح البطل ابراهيم السيد عبد العال ابو اعلا من الخدمة بالقوات المسلحة 1/9/1974
ويقول اللواء عبد الجابر قائد البطل ابراهيم عبد العال والبطل محمد عبد العاطي أن إبراهيم وعبد العاطي كان رصيدهم فى أول يومين من المعارك 9 دبابات ولم يكن إبراهيم لحوحا فى معرفة الدبابات التى قام بتدميرها وإنما كان دائم للسؤال عن أصحابه فى المواقع الأخرى مترحما على الشهداء متمنيا الشفاء للمصابين
يقول اللواء عبد الجابر عنه أيضا لقد كان أدائه فى الاشتباكات عظيما سواء على المسافات الكبيرة أو الصغيرة كل من يحاول الاقتراب من دبابات العدو او عرباته المدرعة يقوم بتدميرها فورا بكل دقة وكفاءة ويبلغ عن تدمير الهدف فى استحياء شديد رغم أن العدو لم يترك موقعه هادئا بل صب عليه جم غضبه وقذائفه إلا أن إبراهيم كان رابط للجأش لا يتزعزع عن مكانه قيد أنملة.
وفى الأيام الأولي للمعركة كان أمام الموقع منطقة منخفضة عبارة عن وادي استطاعت دبابات العدو أن تتجمع فيه وتختفي ولم نراها كانت هذه المنطقة بعيدة عن الاشتباك أى بعيدة عن متناول الصاروخ عدا دبابتين دخلت مرماه فقام عىل الفور بتدميرهم كان هناك طريقة عبارة عن خور تسلكه الدبابات حتي تتمكن من مهاجمتنا فجأة دون أن نرصدها ويستعد لها الأبطال استعد إبراهيم ولاحظت أنه يعرف كل شيء عن أسلوب وطريقة العدو كنت قد قلت له إن الدبابات سوف تظهر فجأة وتدمر الموقع أرجو أن يشترك معك أحد الأطقم الأخرى من زملائك فرفض واحتد وقال هذا من نصيبي وعندما تجد أننى عاجز يمكنك أن تخصص المهام لأحد غيري ثم ظهرت الدبابات فجأة من الغور الذي تختفي فيه وكان عددها أربع دبابات فى قطاعه واتخذت تشكيل المعركة لمهاجمة الموقع لم ينتظر البطل الأوامر وأطلق ثلاث صواريخ متتالية فدمر ثلاث دبابات حاولت الرابعة الفرار بالانسحاب للخلف فلاحقها بصاروخ رابع ودمرها هي الآخرى لتلحق بزملائها فى الجحيم
وكان اليوم الثاني فى سيناء ثم قامت بعض الدبابات بمحاولة أخري ولكنه دمرها أيضا وكانت خمس دبابات ببسالته وبسالة أفراد طاقمه المعاونين له وكانت احدي الدبابات الخمسة قريبة جدا من الموقع لدرجة وخف البعض منها ولكن لبراعته دمرها هي الأخرى بكل براعة ودقة وللعلم هذه الدبابة هاجمته من مكان أخر غير متوقع نهائيا إلا أنها كفاءة البطل إبراهيم عبد العال وبراعته.
الأوسمة والنياشين التي حازها البطل
1- نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولي 1974
2- ميدالية اللجنة المركزية ( الاتحاد الاشتراكي )
3- درع القوات المسلحة ( سلاح المدفعية )
4- شهادات تقدير من القوات المسلحة وبعض الجامعات والمدارس والنقابات
5- ميدالية أكتوبر