وفاة العربي «شهبندر» الصناعة المصرية.. رحلة مليئة بالكفاح والأعمال الخيرية
محمد سالمتوفي أمس، الخميس، رجل الأعمال المصري الحاج محمود العربي الملقب بشهبندر الصناعة المصرية عن عمر ناهز 89 عاما، ولد العربي فى عام 1932 في محافظة المنوفية، وهو رجل أعمال مصري، وعضو برلمان سابق، وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العربي (العربي جروب) التي تأسست فى 1964 والعاملة في تصنيع وتسويق الأجهزة المنزلية والمالكة لتوكيلات مثل شارب وتوشيبا وسيكو.
كان العربي صاحب رحلة كفاح طويلة منذ بدأ فى التجارة بمبلغ قليل جدا من المال كان يقدر بحوالي 180 قرشا كما صرح فى احد الحوارات السابقة، وبعد ذلك بعدة اعوام اصبحت مجموعة شركاته التي تسمي "العربي جروب" من اكبر الشركات فى الوطن العربي، يأتي هذا كله بعد مجهود كبير بذله العربي حتى يصبح هو وشركاته فى هذه المكانة .
اقرأ أيضاً
- شيرين رضا بعد خطوبة ابنتها: ”بكلمها في اليوم ٥٠ ألف مرة مش لازم أقولها مبروك على السوشيال ميديا”
- وفاة رجل الاعمال محمود العربي عن عمر يناهز 89 عاما
- وزير الخارجية الكويتي يدعو لتعزيز التعاون العربي في مواجهة أزمة كورونا
- نص كلمة وزير الخارجية أمام مجلس جامعة الدول العربية
- أبو الغيط: العالم العربي مازال يعيش حال الأزمة
- انطلاق اجتماع الدورة الـ156 لمجلس وزراء الخارجية العرب
- بدء الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب
- ”أيام القاهرة للدراما العربية” تخلد سمير غانم ودلال عبد العزيز بجائزة وميرفت أمين أول المكرمين بها
- سلطنة عمان تشارك في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين
- «نويرة» تفتتح موسمها الجديد على المسرح الكبير بالأوبرا
- أبو الغيط يستقبل المفوض العام للأونروا
- العراق يشارك في اجتماع مجلس جامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين
وعن بداية عمله، و علاقته بالعاملين معه، وعائلته يقول العربي في احد الحوارات معه: " لما فتحت أول محل ليا، فتحته شركة مع اتنين، واحد منهم اشتغل معانا يومين و تعب، فضلت حافظ حقه و بوصله لحد البيت، لدرجة ان شريكي التاني زعل و قالي ازاي ياخد فلوس من غير ما يشتغل؟، قلت له يعني هو بمزاجه؟، ده مريض و بيصرف اللي وراه و اللي قدامه ع العلاج، و فضلنا كده لحد ما توفى بعدها بسنتين".
وهل طلعتوا الورثة من الشركة؟
أجاب العربي، لا طبعا شريكي التاني صفى ومشي، انما الورثة كملوا بنفس نسبة ابوهم، حتى لما الشركة كبرت حافظت على نسبة ليهم فيها، وراعيتهم و ربيتهم هما الاربعة زي عيالي بالضبط،
كانوا 4 شباب، عيل منهم بقى دكتور، و 3 خريجين تجارة، ومنهم 2 في أمريكا دلوقتي كمان.
وبسؤاله عملت كده ليه؟
أجاب، عشان اتعلمت في الكُتاب ان الشركة اللي ناسها بتحب بعض ربنا بيكون معاها، ولما ربنا بيكون معاك بيكرمك وبيفتحها في وشك، أما الشركة اللي فيها زعل وخيانة ربنا بيخرج منها وبيجي مكانه الشيطان.
وبقيت ناجح كده ازاي؟
أنا معرفش بقيت كده ازاي، مش شطارة مني و لا حاجة، هو ربنا اللي عمل كل ده.
والناس اللي شغالين معاك؟
بشوف ان ليهم رزق هيجي عن طريقي, عمري ما قولت حد شغال عندي, بقول شغال معايا دايما لأن ربنا اللي باعتهولي، حتى في مرة قابلت الرئيس مبارك و قالي نفسك في ايه؟, قلت له نفسي كل سنة اشغل ألف شاب جديد، وفعلا كل سنة بقيت اشغل ألف شاب، وبقيت مستغرب إن كل ما العدد يزيد، كل ما الشغل يزيد والرزق يكتر".
أخلاق الراحل لم تكن على المستوى المهني فقط بل شملت المستوى الشخصي ايضا، فيروى العربي عن رحلته للامتناع عن التدخين قائلاً: " انا كنت باشرب سجاير 20 سنة من سنة 1954 حتى عام 1974 لكن اقتنعت أن ده غلط وبطلت ومن هذا التاريخ لم اشرب سيجارة ولا جوزة ولا شيشة ولا بايب".
وعلى الرغم من عدم حصول العربي على االشهادة الابتدائية حتى، فانه يعطى نبراس أمل للشباب للاجتهاد، حيث يقول العربي في آخر حواراته:" أنا ما أخدتش الابتدائية.. خرجت من رابعة ابتدائى وكل اللى عملته رحت الكتاب وبعد رابعة ابتدائى بدأت اشتغل واتجهت إلى التجارة ثم إلى الصناعة اللى بتخدم التجارة".
ونال العربي التقدير على المستوى الدولي، فحصل العربي نتيجة مجهوده على أرفع وسام يابانى (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور اليابانى أكيهيتو في مايو عام 2009، وذلك لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية.
وفاة العربي لم تكن شيئا عاديا، فمنذ اعلان خبر وفاته، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي رحلة كفاحه وعن مساعدته للفقراء، ونال العربي تعاطف جمهور السوشيال ميديا بشكل كبير، كما رثاه العديد من الفنانين والشخصيات الهامة.
وفي رثاه، نشر الفنان محمد هنيدي عبر صفحته على فيسبوك قائلا : " من امبارح مع خبر رحيل الحاج محمود العربي وهتلاقي عشرات القصص عن الحاج محمود .. بتحكي عن كرمه واخلاقه وطيبته وجدعنته وتدينه .. وحتى وهو عايش كان سيرته الطيبه في كل مكان .. العمر ممكن ينتهي .. بس السيرة بتكمل .. ولما تكون سيرتك حلوة وتطلع الناس وتخلي ملايين يدعولك عمرهم ماشوفك ولا قابلوك .. يخليك عارف ان طريق الخير بالدنيا كلها.. ربنا يرحمه يارب.. العمر بينتهي بس السيرة بتكمل ".
ورثاه المخرج هيثم احمد قائلا: "التجاره مع الله عمرها ما خسرت .. ان ربنا يلهمك الثبات والقلب السليم و الادب معاه و مع عباده ده اكبر رزق في الدنيا و الصور دي مجرد جزء بسيط من النتيجه ، معرفوش و بدعيله .. اللهم ارزقنا حسن الخاتمه".