”ليلى طاهر ”رمز الجمال والإبداع الدائم
رائد لطفيخبر حزين جديد _ وإن كان لم يفاجئنى_ وهو اعتزال الفنانة الكبيرة ليلى طاهر للعمل الفنى بعدما تجاهلها القائمون عن الفنون فى مصر من فنانيين ومنتجين ولأن ما يعرض عليها من أعمال لا تناسب تاريخها وقناعاتها الشخصية والأخلاقية كما قالت .. والسيدة لها كل العذر فنحن نستطيع أن نتخيل نجوم الشباك من الجيل الحالى الذين يصرون على كتابة نصوص تفصيل لهم ويرفضون مشاركة أخرين لهم فى البطولة ويكتفون بكون النجوم الكبار من أمثال يوسف شعبان ومحمود الجندى وليلى طاهر وإنعام سالوسة وغيرهم ضيوف شرف ليس إلا .. لنا أن نتخيل ماذا ستضيف هذه الأدوار الصغيرة شديدة السطحية إلى تاريخ الجميلة ليلى طاهر الزاخر بمئات الروائع السينمائية والتلفزيونية والمسرحية ويجعلها حريصة على الاستمرار .. ولن أقوم بسرد هذه الروائع لأنها تحتاج لمقال مطول ليس هنا محله .. لكننى سأذكر المرتين اللتين كان لى فيهما الحظ فى لقاء جميلة الشاشة العربية وجها لوجه ولمست بنفسى جمال الروح والعقل والذى لا يقل عن جمال الوجه الذى كان ولا زال رمزاً للجمال الدائم.
أول لقاء لى بالجميلة ليلى طاهر كان فى أوائل الألفية الجديدة وفى مقر جمعية "قلوب مصر" التى كانت تترأسها الجميلة ليلى طاهر وتعطيها شهرة ومكانة وتبرز دورها فى علاج الأطفال من مرضى القلب بالجهود الذاتية .. وربما كان دور هذه الجمعية الأهلية رائداً وسابقاً لمبادرة العظيم مجدى أيوب .. وكنت أجريت الحوار لصالح إحدى الشركات التى خصصت مبلغ كتبرع للجمعية .. وخلال الحوار لمست تفانى ليلى طاهر فى عملها التطوعى ولمست كم هى فنانة بسيطة رغم ثقافتها وكم هى خجولة على الرغم من نجوميتها وتاريخها الفنى وجمالها الذى مازال موضع حسد أغلب النساء.
أما اللقاء الثانى فكان فى كواليس مسرح السلام بعد نهاية عرض مسرحية "حباك عوضين تامر" الذى شاركها البطولة بها النجم محمد رياض والراحل الكبير يوسف داود .. فبعدما استمتعت بخفة ظل ليلى طاهر وقدراتها التمثيلية الفريدة خلال العرض .. كان لى حظ عمل لقاء سريع مع النجمة بالكواليس والتى لم تتغير كثيراً رغم مرور عشر سنوات عن اللقاء الأول .. كانت عفوية كعادتها وفى شدة التواضع خاصة عندما أكد محمد رياض أنه قد دخل تاريخ عظماء الفن بوقوفه أمام العظيمة ليلى طاهر وأنها مفاجأة لكل الجمهور الذى تفاجأ بأنها مفجرة الكوميديا الأولى بالعرض .. كما قالت النجمة بعفوية أنها سعيدة جداً بالوقوف على خشبة المسرح ولا تعلم هل ستكون هذه آخر مرة لها أم ستتكرر؟
اقرأ أيضاً
وكأنها كانت تتوقع أن الواقع قد صار شديد التغير وأن الجيل الجديد من النجوم يعتقد أن النجوم الكبار حجر عثرة فى طريقهم فصاروا يبعدوهم عن عمد أو من خلال التجاهل بدلا من الاستفادة من قدراتهم الفذة وخبراتهم الطويلة كما يحدث فى هوليود ولندن وباريس والدول الرائدة فى الفنون .. فهل تكون الجميلة ليلى طاهر من تعتزل وتختار الابتعاد وهى مازال لديها الكثير أم سيتدخل البعض وعلى رأسهم مسؤولى الدولة لإقناعها هى وأمثالها من الكبار بالاستمرار ولو فى أعمال من أنتاج الدولة على أن تكون أعمالا ً مميزة إنتاجاً وفكراً ورسالةً فيصبح تدخل الدولة ضرورة ملحة وحفاظاً على الريادة الفنية المصرية.