”إنى أحبك رغم أنف قبيلتي”.. عندما يقع شعراء العرب في الحب

 

عبر الكثير عن الحب والعلاقات العاطفية بالفن والموسيقى، إلا أن الشعر كان له وجهة نظر مختلفة، حيث عبر عنه الشعراء، بطريقة يقرأها الجميع وما زالوا يتأثروا بها حتى يومنا الحاضر.

وفى السطور التالية موقع "محطة مصر" يقدم أبرز ما قدمه الشعراء فى الحب.

1) شعراء فلسطين

- محمود درويش

"إنى أحبك رغم أنف قبيلتى ومدينتى وسلاسل العادات، لكنى أخشى إذا ما بعت الجميع تبيعينى، فأعود بالخيبات" ، "بين ريتا وعيوني بندقية".
عبر الشاعر الفلسطينى محمود درويش بهذه الكلمات، عن حبه للفتاة الإسرائيلية "ريتا"، وكان يعلم بكونها إسرائيلية ويهودية، وطالما كتب شاعر الأرض المُحتلة عنها، ولكنه لم يدرك كونها جاسوسة لدى الموساد الاسرائيلى.

فكتب لها بحزن شديد "شعرت بأن وطني أحتل مرة أخرى"، وكتب أيضًا "ربما لم يكن شيئًا مهمًا بالنسبة لك يا ريتا، لكنه كان قلبى".

وكثرت الروايات حول زيف وجود الفتاة ريتا، إلى أن صرح الراحل الشاعر محمود درويش في حوار أجراه مع الشاعر اللبناني عباس بيضون عام 1995، أنه اسم فني، ولكنه ليس خاليًا من ملامح إنسانية موجودة بالفعل، وكشف الفيلم الوثائقي "سجّل أنا عربي"، للمخرجة والمصورة ابتسام مراعنة، والذي عُرض في مهرجان "دوكو أفيف" للأفلام الوثائقية بتل أبيب، وكانت من ضمن الموجودين تمارا حبيبة درويش، التى تعيش فى برلين.

- مريد البرغوثى

"أنت جميلة كوطن محرر.. وأنا متعب كوطن محتل"

كتب الشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى لزوجته الأديبة المصرية رضوى عاشور هذه الجملة، واصفًا علاقتهما بعد أن تعرفا على سلم جامعة القاهرة، عندما سمعته رضوى يلقى شعرًا على أصدقائه، واستمرت علاقة حبهما لـ45 عامًا، لم يشوبها سوى الموت.

وكتب عن رفض أهلها والمجتمع، لأمر الزواج "أمي وأبويا التقوا والحر للحرة شاعر من الضفة برغوثي واسمه مريد، قالوا لها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة، قالت لهم يا عبيد اللي ملوكها عبيد، من امتى كانت رام الله من بلاد برة يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني، من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد".

وجدير بالذكر أن علاقتهما مرت بمراحل عدة، أبرزها منع دخول البرغوثي مصر لمدة 17 عامًا في حكم السادات، لاعتراضه على ذهاب السادات لإسرائيل، واستمرت رضوى في صراع مرضها  بورم في المخ  لسنوات حتى ماتت.

-غسان كنفانى

" إننى أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه لوحيد، وسأظل أعود".

"أنتِ في جلدي وأحسُّك مثلما أحسُّ فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!".

كانت رسائل الشاعر الفلسطيني غسان كنفاني لغادة السمان، رسائل إنسانية قومية أدبية، لاثنين حفرا اسميهما في ذاكرة الأدب العربي، ونشرت غادة السمان بعد وفاة غسان كنفاني عدة رسائل، وأظهرت فيها كمية الحب الهائلة التي كان يحملها قلبه المُشتت بين حبه وبين قضيته، فقال: "لا تكتبي لي جوابًا، لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إنَّني أعود إليك مثلما يعودُ اليتيم إلى ملجئِهِ الوحيد، وسأظلُّ أعود: أعطيك رأسي المبلل لتجففيه بعد أنِ اخْتَارَ الشَّقِيُّ أنْ يسيرَ تحتَ المزاريبِ".

2 ) شعراء مصر

- إحسان عبد القدوس

" إلى السيدة التى عبرت معى ظلام الحيرة والحب فى قلبينا.. حتى وصلنا معًا إلى شاطىء الشمس، إلى الهدوء الذى كان ثورتى، والصبر الذى رطب لهفتى، والعقل الذى أضاء فنى والصفح الذى غسل أخطائي، إلى حلم صباى وزخيرة شبابى وراحة شيخوختى.. إلى زوجت ى والحب فى قلبينا".

"هى حبي الأول والأخير، عرفتها فى مطلع 1942 ولم تستطع أى امرأة أن تزحزح مكانها فى قلبى"، "سمراء تميل قليلًا إلى القصر، تشد شعرها الأسود فوق رأسها وتعقصه إلى الخلف كأنها تحمل تاجا توجها به الليل من فرط احترامه لها، وجهها مريح ليس جميلًا ولكنه مريح، تحب أن تنظر إليه ولا تشبع من النظر إليه، وتشع من حولها شخصية قوية وذكاء طيبا وحبا هادئا".

هكذا لخص إحسان عبد القدوس زوجته فى رواياته، وعبر كثيرًا عن الفضل والامتنان لحياته مع زوجته لولا أو (لواحظ المهيلمى)، وقد اعانته كأحد العوامل الفاعلة فى كتاباته التى أثرت كثيرًا بين صفوف الشباب حينها، كما أهدى لها روايته "لا تطفىء الشمس".

- أحمد رامي

"جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما أرتاح"، اشتهرت قصة حب الشاعر المصرى أحمد رامي للست أم كلثوم، وخصوصًا بعدما واجهها بحبه، ورفضته بحجة خوفها من عدم كتابة أغانى تليق بمسيترها ما اذا حصل على مراده وتزوجها، فأصابه الملل وقرر الزواج، إلى أن أهدته خاتمًا في أحد الأيام ليكتب لها أشهر قصائده "جددت حبك ليه".

- طه حسين

"بدونك أشعر أني ضرير حقًا، أما وأنا معك، فإنى أتوصل إلى الشعور بكل شىء".

كتب الأديب المصري طه حسين لزوجته الفرنسية سوازن بريسو، عدد كبير من الرسائل بعد ان ذهبت إلى فرنسا بسبب ضيق الأحوال المادية فراسلها وراسالته: "هل أعمل؟ ولكن كيف أعمل بدون صوتك الذى يشجعنى وينصحني، بدون حضورك الذى يقويني؟ ولمن أستطيع أن أبوح بما فى نفسى بحرية؟".

3) لبنان وسوريا

- نزار قبانى

"بلقيس يا عطرًا بذاكرتى، يا زوجتى وحبيبتى، وقصيدتى .. نامى بحفظ الله ايتها الجميلة فالشعر بعدك مستحيل والأنوثة مستحيلة".

هذا ما عبر به الشاعر السورى نزار قبانى، حينما رثا زوجته العراقية بلقيس، وهى الزوجة الثانية لنزار، قُتلت عقب انفجار سفارة بلدها، العراق، حيثما كانت تعمل، ببيروت، ذات الخامس عشر من ديسمبر عام 1981.

وقدم لها قصيدته "العروس ذات الرداء الأبيض" والتى تقول:

شكراً لكم شكراً لكم/ فحبيبتى قُتلت وصار بوسعكم/ أن تشربوا كأسا على قبر الشهيدة/ وقصيدتى اغتيلت.. / وهل من أمة فى الأرض.. /- إلا نحن- نغتال القصيدة؟/...

قتلوكِ يا بلقيس../ أية أمة عربية../ تلك التى/ تغتال أصوات البلابل؟

- جبران خليل جبران

"أشعر يا مى اننى بركان سدت فوهته"

كتبها الأديب اللبنانى جبران خليل جبران لحبيبته الأديبة مى زيادة، واصفًا لها غيرته عليها، كما قال: "تقولين إنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟ لماذا يا ترى تخافين الحب ؟".