قصة ”ملك الفاكهة”البطل الحقيقى لفيلم ”الفتوة”
نرمين حسين محطة مصرلم تكن قصة ”ملك الفاكهة” التى جسدها الفنان فريد شوقي فى فيلم ”الفتوة ”من نسج الخيال ،وانما كانت تجسد واقعا حقيقيا لشخصية موجودة فى ذلك الوقت بالفعل وهو المعلم”محمد زيدان” .
ففي ٢٩ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎﻡ ١٩٥٧ ﺗﻢ ﻋﺮﺽ ﻓﻴﻠﻢ ” ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ” ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﺷﻮقى ، ﻭﻻقى ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎ فى ﺃﻭﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺮﺿﻪ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺗﺄتى ﺑﻤﺎ ﻻ تشتهى ﺍﻟﺴﻔﻦ ” ﺣﻴﺚ ﻓﻮﺟﺊ ﻣﻨﺘﺞ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﺮﻳﺪ ﺷﻮقى ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑـ ” ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ” ﺩﻋﻮﻯ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ، ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺳﺨﻮﻧﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻨﻤﺎ ” ﺍﻟﻜﻮﺭﺳﺎﻝ ” ﺍﻟﺬى ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻭأﻓﺘﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺟﺮﻯ ﺇﻏﻼﻕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ..
ﻭﻳﺮﻭى ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﺮﻳﺪ ﺷﻮقى فى ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻗﺎﺋﻼ ” ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺬى ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻟﻪ ﻧﺠﺎحاً ﻛﺒﻴﺮاً ﻭﺻﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ٢٧ ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ لى ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﻮﺩﺗﻨﺎ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻨﺠﺪ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺻﻼﺡ ﺃﺑﻮﺳﻴﻒ ﻗﺪ ﺃﻟﻬﻤﺘﻪ ﻗﺼﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﻛﺘﺎﺟﺮ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ حتى أﺷﺘﻬﺮ ﺑﻠﻘﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ فى ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ”
اقرأ أيضاً
- قصة الفيلم الذي ظهر فيه عادل أدهم صامتا وحصل عنه علي جائزة أفضل ممثل
- تصوير فيلم ترويجي عن الحضارة المصرية بطولة خالد النبوي
- عرض خاص لفيلم ”شاومينج” بحضور أبطاله الثلاثاء
- فيلم ترويجي عن الحضارة المصرية بعدد من المواقع الأثرية...اعرف التفاصيل
- قائمة الأفضل في ”صاندانس”.. الفيلم المصري ”كابتن الزعتري” يحتل المركز الثاني
- رانيا فريد شوقى ناعية عزت العلايلي: ”هتوحشني حكاياتك عن أبويا ”
- بالفيديو.. طرح الإعلان التشويقي لفيلم ”الشنطة”
- وفاة الفنان الكبير ”عزت العلايلي”...والجنازة عصر اليوم
- صابرين عن بوستر ”الأنس والنمس”: ”أنا مش عارفني أنا توهت مني”
- رغم لافتة ”للكبار فقط” إيرادات متواضعة لفيلم ”قبل الأربعين” بأول ليلة عرض
- طرح البوستر الرسمي لفيلم ”الانس والنمس”
- ”رهوان” فيلم وثائقي مصري عن سباق عربات ”الحنطور”
ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﺎﻫﺮ أﺳﺘﻄﺎﻉ فى ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭفى ١٠ ﺁﻻﻑ ﺑﺎﺋﻊ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﻳﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭلى ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻭفى ﺃﺣﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺎﻡ ١٩٥٢ ﺧﺮﺝ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺭﻋﺘﻪ فى ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻷﺻﻔﺮ ، ﻭﺍلتى ﺍﺳﺘﺄﺟﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺯﺭﺍﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺒﻠﻎ ٣٢ ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻗﻤﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ فى ﺣﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﻘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﺑﻜﻮﺑﺮى ﻋﺰﺑﺔ ﺣﺎﻓﻆ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺎﺷﺎ فى ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﺑﻴﺔ أﺳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺛﻼﺙ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺤﺠﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻔﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ فى ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺈﺷﻬﺎﺭ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻭﺃﻣﻄﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﻮﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ليلقى ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺼﺮﻋﺔ ﺑﺘﺴﻊ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻗﺎﺗﻠﺔ ، ﺭﻓﺾ ﺃﺷﻘﺎﺀ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺍﻹثنى ﻋﺸﺮ ﺷﻘﻴﻖ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺗﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃلفى ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻭﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺷﻌﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﺸﻚ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺬى ﻟﻢ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﺱ ﺍﻟﺬى ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺒﺪيا ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﺮﻙ ﺣﺮﺱ ” ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ” ﻣﻌﻪ فى ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ.
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ فى ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ١٠٠٠ ﺭﻏﻴﻒ ﻳﻮﻣﻴﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺑﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪاً ﺑﺮﻭﺽ ﺍﻟﻔﺮﺝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺛﺮﻭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻓﺪﺍﻥ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ فى ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺪﺓ ﺑﻨﻮﻙ ﻭحصصاً فى ٢٦ ﻣﻨﺰلا ﺑﺸﺒﺮﺍ ﻭﺑﻮﻻﻕ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻨﺰﻟﻪ فى حى ﺍﻟﺴﻜﺎكينى.
ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ، ففى ﺃﻭﻝ ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮى ﺣﻀﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﺷﻮقى ﻣﺘﺮﺍﻓﻌﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺇﻧﻪ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺓ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﺟﻤﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍى ﻭﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺣﺴﺐ ﺇﺩﻋﺎﺋﻪ ، ﻭﺧﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﻭحى ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ٢٣ ﻳﻮﻟﻴﻮ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ فى ﻣﻘﺘل المعلم زيدان ﻭﻭﺟﻬﻮﺍ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻘﺘﻞ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ” ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪى ” ﻟﻠﻤﻠﻚ ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ” ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪى ” ﻫﻮ ﺃﺧﻄﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﺮى ﻣﺴﻠﺢ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ ، ﻭﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻗﺘﻞ ﺃﻣﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ فى ﺣﻜﻮﻣﺔ ” ﺍﻟﻮﻓﺪ ” ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ إﻏﺘﻴﺎﻝ مصطفى ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺯﻋﻴﻢ ” ﺍﻟﻮﻓﺪ ” ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ.