اتحاد العرب ونزاعات البترول.. ”أوابك” الجانب المشرق لحرب 67
آية ممدوح سعيداتحد العرب وحققوا إنجازا كان لا بد من القيام به، خاصة أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، حيث سادت ظروف تاريخية صعبة استدعت إنشاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، في التاسع من فبراير عام 1968 كمنظمة عربية إقليمية ذات طابع دولي، بموجب اتفاقية تم التوقيع على ميثاقها في مدينة بيروت بين كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وتم الاتفاق على أن تكون دولة الكويت مقرا للمنظمة.
وكان للروابط التاريخية والتقليدية بين الدول العربية دور بارز في تسهيل إنشاء هذه المنظمة مثل اللغة والتاريخ والدين والمصير المشترك وكذلك بروز الصناعة البترولية كعامل اقتصادي رئيسي مشترك بين معظم الدول العربية.
ومن هنا برزت حاجة الدول العربية المصدرة للبترول إلى آلية ترسي أسس التعاون فيما بينها وتدعمها في المجالات الاقتصادية، وتختص دون غيرها بشؤون النفط لأهمية وزنه في الدخل الوطني لكل دولة، ولتأثيره على مختلف قراراتها محليا وقوميا ودوليا، لذلك بادرت الدول الثلاث إلى إنشاء المنظمة.
الدول الأعضاء
وانضم إلى عضوية المنظمة في عام 1970 كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ودولة البحرين، والجمهورية الجزائرية، وانضم إليها في عام 1972 كل من: الجمهورية العربية السورية، وجمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية عام 1973، والجمهورية التونسية عام.
أهداف المنظمة
تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي القائم في قطاع البترول، وتوثيق العلاقات بين الدول الأعضاء في هذا المجال.
تحديد الوسائل والسبل اللازمة للمحافظة على مصالح أعضائها الفردية والجماعية في هذا القطاع. وتوحيد الجهود التأمين وصول البترول إلى الأسواق االمستهلكة بشروط عادلة ومعقولة.
وتقوم المنظمة بتدعيم البحث العلمي في مجالي البترول والغاز، من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات التي تعقدها، إضافة لإصداراتها المختلفة. وللمنظمة أنشطة علمية مهمة على المستويات العربية والإقليمية والدولية. فعلى المستوى العربي، تشرف المنظمة بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على مؤتمر الطاقة العربي، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين. وهو مؤتمر يعمل على إيجاد إطار مؤسسي للأفكار والتصورات العربية بشأن قضايا البترول والطاقة، يُعقد كل أربع سنوات.
تأثيرات المنظمة:
لقد كان لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط أوابك تاثيرات إيجابية كبيرة على قطاع النفط والغاز في الوطن العربي منذ لحظة تأسيسها ، حيث ارتفع استهلاك النفط بمقدار 10 أضعاف ، وازداد احتياطي النفط ليصل إلى 710 ملايين برميل ، بعد أن كان يقل عن هذا الرقم بمقدار النصف في عام 1980. بينما ارتفع احتياطي الغاز من 15 إلى 53 تريليون متر مكعب، وأصبح إنتاج البتروكيماويات في العالم العربي يصل إلى 150 مليون طن في السنة الواحدة.