والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا ”لماذا أنا؟”.. ما هو حكم الاعتراض على أقدار الله؟
شرح الشيخ حسام علام، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قوله تعالى "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
وأضاف عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن هناك سؤال يدور في أذهان الكثير ممن يصابون في الدنيا فيقولون "لماذا أنا الذي أصاب من بين هؤلاء؟
وأشار إلى أن المسلم يقف عند أوامر الله عز وجل ومؤمن بالقضاء والقدر، وكل ما يقدره الله لنا فهو لحكمة جليلة وغاية عظيمة لا يعلمها إلا الله عز وجل.
اقرأ أيضاً
- بوتشيتشينو يتحدث عن موقعة باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي
- جوارديولا يعلن قائمة مانشستر سيتي لمواجهة باريس سان جيرمان
- الغابة يجهز الأهلي قبل دوري أبطال إفريقيا
- الإفتاء توضح حكم الرسم والتصوير في الرسوم المتحركة
- كلوب يتحدث عن مواجهة ليفربول وبورتو البرتغالي
- براءة جنات السيسي صاحبة واقعة الانتحارعلى تيك توك
- تعرف على أسعار الخضار والفاكهة الإثنين 27-9-2021
- جامعة الأزهر تعلن فتح باب التسجيل إلكترونياً لاختبارات القدرات بكلية التمريض
- تامر حسني: سعيد بردود الأفعال التى صاحبت حفلي الإسكندرية
- تجديد حبس الطبيب البيطري المتهم بقتل الطفلة منار
- بنوك الأهلي ومصر والقاهرة تطلق صندوق لدعم التكنولوجيا المالية والابتكار
- رئيس الوزراء يلتقي مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية
الخلق كلهم سواء عند الله
وذكر أنه بطبيعة النفس البشرية، نحاول أن نسعى للحكمة مما نتعرض له من مصائب أو تحديات، في حدود ما شرعه الله عز وجل وهذا ليس اعتراضا على حكمة الله.
وأكد أن الخلق كلهم في ميزان الله سواسية، فالرزق الذي يعطيه الله للإنسان واحد وحكمة الله تقتضي التنوع في رزق كل إنسان على حسب ما يحتاجه.
وأوضح أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، فيقول الله تعالى "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
قصة سيدنا سفينة
حكى الشيخ محمد العليمي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قصة سيدنا سفينة، مولى رسول الله وأحد خدام النبي وأحد المتعلقين بالله في كل أحواله.
وعن سيدنا سفينة كان ذات مرة يمر بالصحراء فوجد أسدا يسير خلفه، ولم يجد معه أي وسيلة استغاثة بأحد لينقذه.
وأشار إلى أن سيدنا سفينة قرر اللجوء الى الله وأخلص له الدعاء، وقال للأسد "يا أسد أنا سفينة رسول الله" فتغير حال الأسد وسار معه يؤمنه حتى يصل إلى مكان يجد فيه الناس.
وتابع: وفي هذا قال الشاعر:
ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في إجامها تجم
وذكر أنه ينبغي علينا أن نتعلم اللجوء إلى الله في كل حال، في الضيق والكرب والفرج وفي السراء والضراء.
الفرق بين الإبتلاء والبلاء
قد يكون الفيصل بين البلاء والإبتلاء يوجد في أشياء صغيرة ولكن الكلمتين يحملان نفس المعنى، وهما يقعان على وتيرة واحدة، ولكي نتعرف على الفرق الحقيقي بينهما يجب أن نتعرف أولاً على مفهوم كل منهما. الإبتلاء، يعد الإبتلاء هو أقل عموم وشمول بالنسبة للبلاء، لأنه يخص فقط الأشخاص المؤمنون الذين لا يقطعون قربهم من ربهم، ولكن قد يعجزون في بعض الأمور مما يجعلهم يقعون في المعصية ويحب الله عز وجل أن يردهم إليه مرة أخرى ويتذكرون الله ولا يبتعدون، فيعطيهم الله للابتلاء حتى يمحو ذنوبهم وينجيهم منها "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
أما البلاء فيقع على عموم الناس المسلمون منهم، والكافرون وهنا يكون البلاء يعرف بالعقاب الذي يرسله الله سبحانه وتعالى للناس الظالمين"ما أصاب من مصيبة في الأرض، ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسيرا".
الفرق بين البلاء والمصيبة
وهنا تعد البلاء والمصيبة كلمتان مترادفتان، ويجب أن نتأنى معانيهما بكل دقة فى الآية الكريمة تقول"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".
وكما نعرف أيضًا في الأحاديث النبوية أن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء وهنا نعلم أن المصيبة هي البلاء الذي يرسله لأشخاص المؤمنين يكونون أشد عزم ويجازيهم الله خيراً على صبره على المصائب، وهنا يقصد بالبلاء هو الاختبار الذي يرسله الله إلى عباده، ليختبر صبر عباده المؤمنين فإذا صبروا جزاهم الله الجنة بغير حساب. والمصيبة تتعدد في حكمها فالمصيبة من الممكن أن تأتى للإنسان كالامتحان وفيه أيضًا اختبار من الله له، فإذا صبر جزاه الله حق صبره وإذا نفر زاده الله من العذاب، وقد تكون المصيبة تقع على القوم الكافرين جزاء ما ظلموا أنفسهم، وغيرهم وهنا الله يريد بهم الخير أيضًا لأنه يردهم إليه لعلهم يتقون.
الفرق بين الابتلاء والعقاب
من الأمور التي يتعلق بها قلب الإنسان المسلم وتجعله في حيرة دائمة إذا وقع عليه الأمر من الأمور الصعبة مثل وقوع المصائب والابتلاءات، فيسأل الإنسان هل هذا عقاب من الله أم هو بلاء وللإجابة على هذا السؤال هو كالتالي.
الإبتلاء عادةً ما يكون للإنسان الصالح والمؤمن لإختبار درجة إيمانه وصبره على حكم الله، وهنا يكون الإبتلاء بمثابة الامتحان أو الاختبار الذي يجازى الإنسان عنه خيرًا إن شاء الله.
أما العقاب فهو رد فعل إلهي للإنسان بمثل ما كسبت أيديهم وظلمت نفسه وهو عقاب الله له إذا قام الإنسان بظلم أخيه أو كسب مال غير حلال أو طغى في الأرض، فعقاب الله له يكون شديد ويريه جزاء أعماله في الدنيا والآخرة.