برنامج جسور التجارة العربية الأفريقية.. مستقبل نمو أفريقيا وسلاح مواجهة الآثار السلبية لفيروس ”كورونا”
- مصر بوابة أفريقيا وتوفير كافة سبل الدعم لرؤية مصر 2030 لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة والتي تهدف إلى الوصول بالصادرات المصرية للأسواق الافريقية إلى 100 مليار دولار خلال الـخمس سنوات المقبلة.
التاريخ يسطر وجود روابط تاريخية وثقافية عريقة امتدت لقرون جمعت الدول العربية ونظيراتها من الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء. فالمنطقة العربية هي الأقرب جغرافيا واجتماعيا من هذه القارة التي تذخر به من امكانات وموارد طبيعية كبيرة تشكل فرصاً لا حدود لها للمستثمرين الراغبين في الاستفادة منها.
اقرأ أيضاً
ومن هنا جاء إطلاقنا لبرنامج جسور التجارة العربية الافريقية منذ عام 2017 ليضحى المنصة الأولى للنهوض بالتجارة والاستثمار بين المنطقتين العربية والأفريقية، وليقدّم مبادرات مهمة تعزز النمو والازدهار في الدول العربية والافريقية ويسهل الدعم المالي والفني للأنشطة المتعلقة بالتجارة والاستثمار ومشاريع البنية التحتية هذا إلى جانب تعزيز القدرة التنافسية من خلال التركيز على بناء قدرات مؤسسات دعم التجارة والاستثمار والقطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة، ورفع الوعي بفرص التصدير الى السوق الأفريقي وتعريف الشركات المصدرة بآليات النفاذ إلى الأسواق الأفريقية. فحجم التبادل التجاري وتدفق الاستثمارات بين المنطقتين العربية والافريقية لا يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات بلدان الاقليمين على الرغم من وجود إمكانيات تجارية اكبيرة في المنطقتين العربية والافريقية، التي من شأنها أن تسهم في تحقيق مزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي.
..
إن تعزيز الاهتمام بإحياء الروابط الاقتصادية التاريخية الوثيقة بين المنطقة العربية وافريقيا تستلزم تعزيز التعاون بين الطرفين و تتطلب ايضاً وجود بنية تحتية كاملة في القارة الافريقية، وهو المجال الذى تلعب فيه المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة وشركائها في البرنامج دورا رائدا من خلال توفير منصات ونوافذ متعددة لتوفير التمويل وبرامج المساعدة الفنية و ربط رجال الاعمال في المنطقتين وتهيئة بيئة التعاون من خلال التركيز على سلاسل القيمة في الكثير من الصناعات المرتبطة بالزراعة على وجه الخصوص، بجانب القطاعات الصيدلانية والطبية، وقطاعات التأمين والتخزين واللوجستيات والتكنولوجيا الرقمية وتنمية القدرات البشرية والمؤسسية.
لقد تم اعداد خطة لبرنامج جسور التجارة العربية الافريقية بالتشاور مع الشركاء الأساسيين لتعزيز الشراكات الحالية والجديدة من خلال برامج مثل انشاء منصة افتراضية تهدف إلى إقامة شراكات وربط مؤسسات الدعم التجاري وصانعي السياسات وغيرهم من المشاركين في مجال التجارة الدولية، كما أن خطط عمل البرنامج تستهدف تعزيز كفاءة الكوادر والمؤسسات العامة والخاصة ذات الصلة بالتجارة. كمايوفر التمويل فرصة للشركاء للمشاركة في التمويل الجماعي لتسهيل حشد الموارد للمشروعات المعتمدة من خلاله.
وتشمل مشاريع برنامج جسور التجارة العربية الافريقية، برامج الربط المتبادل بين الدول العربية والافريقية، وحلول الائتمان لدعم التصدير ائتمان الصادرات، وحلول تمويل التجارة، ودراسة حول إنشاء منصات لوجستية في افريقيا.
*خطة دعم الدول الإفريقية والعربية لمواجهة تفشى فيروس كورونا:
بمجرد انتشار جائحة الكورونا في العالم والدول الأعضاء في 2020، وافقت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، مع شركائها ومن ضمنهم، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA)، والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات (ICIEC) وكذلك كل من بنك الاستيراد والتصدير الافريقي “Afreximbank”، والبنك الإسلامي للتنمية (IsDB) على خطة استجابة طارئة وضعت من قبل برنامج جسور التجارة العربية والإفريقية لدعم الدول الأفريقية والعربية لتعزيز قدراتها من حيث درء المخاطر الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها في ظل جائحة (كوفيد -19) من خلال اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة ترتيب الأولويات وتوجيه الدعم نحو الدول الأفريقية والعربية الأكثر عرضة لمخاطر التأثير الاجتماعي والاقتصادي الوشيك الناتج عن هذه الجائحة.
ومن خلال المبادرات الحالية التي تركز على التكامل التجاري وتنمية القدرات في قطاعات الصناعات الدوائية والأغذية الزراعية، فإن البرنامج سيقدم مساعدات للتخفيف من وطأة هذه الأزمة من خلال إعادة تنظيم كافة ارتباطات التمويل لدينا مع شركائنا بحيث يتم توجيهها لدعم مجموعة من الإجراءات المؤقتة والمتوسطة والبعيدة المدى التي تستجيب بشكل مباشر لاحتياجات كلتا المنطقتين العربية والافريقية مع منح الأولوية لقطاعي الرعاية الصحية والصناعات الدوائية، وتقديم الدعم لشبكة المختبرات في غرب أفريقيا من خلال توريد معدات الفحص للكشف عن فيروس (كوفيد-19) ومعدات المختبرات والملابس الواقية الشخصية للأطباء والمساعدين الطبيين، وإعداد برامج للتدريب، حيث ستحظى المختبرات الأفريقية بفرصة اكتساب الدراية والمعرفة وكذلك تقديم دورات تدريبية عبر الإنترنت وبروتوكولات وإجراءات التشغيل النمطية لتشخيص ومعالجة فيروس كورونا و سيكون هناك إجراءات أخرى تركز على تعزيز قدرات درء المخاطر لدى المؤسسات الصحية في الدول الأفريقية والعربية من خلال تحسين إمكانات الصناعات الدوائية المحلية والوكالات ذات الصلة في مجالات الإدارة والمعايير وأفضل ممارسات المشتريات.
وباعتبار أن أنظمة الرعاية الصحية في العديد من الدول الأفريقية تنقصها تدابير الحماية والسلامة، فإن برنامج جسور التجارة العربية والإفريقية بالشراكة مع المؤسسات الإفريقية ذات الصلة سيركّز على توافق معايير الصناعات الدوائية في افريقيا وتحسين فرص تواجد منتجات الصناعات الدوائية في السوق، و تم مؤخراً بإبرام شراكة مع البنك الأفريقى للاستيراد والتصدير "Afreximbank" والمنظمة الأفريقية للتوحيد القياسي (ARSO) تحت مظلة برنامج جسور التجارة العربية والإفريقية (AATB) لدعم قطاع الصحة في أفريقيا وتحفيز التجارة بين الدول الأفريقية في مجال الأدوية والأجهزة الطبية وذلك عبر إطلاق برنامج على 3 سنوات يهدف لمواءمة المعايير الأفريقية لقطاع الأدوية والأجهزة الطبية، من أجل تحسين جودة وسلامة الأدوية والأجهزة الطبية المستوردة أو المنتجة في القارة الإفريقية والتى تعد خطوة أولى وحاسمة في تيسير الإنتاج والتجارة المحليين وتضمن الحصول على الأدوية واللقاحات وغيرها من الخدمات الصحية في الوقت المناسب لمن هم في أمس الحاجة إليها، وستعمل مواءمة المعايير على تحسين التجارة والاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في إفريقيا من خلال التشجيع على تصنيع منتجات وخدمات محلية عالية الجودة وهي من ضمن الأهداف المخطط لها في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
• دور مصر المحورى فى البرنامج:
إن جمهورية مصر العربية هي احدى الدول الأعضاء الفاعلين في برنامج جسور التجارة العربية الافريقية، منذ انضمامها في العام 2019، حيث تم منذ اليوم الأول من تفشي جائحة كوفيد-19، التضامن والتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية في جمهورية مصر العربية، تحت مظلة برنامج جسور التجارة العربية الافريقية، لوضع برنامج "التأهب والاستجابة" لتقديم المساعدة لاحتواء الجائحة والتخفيف من آثارها السلبية، وقد شمل هذا البرنامج تنظيم مجموعة من ورش العمل والمساعدة الفنية للقطاع الخاص لتمكينه من إيجاد أسواق افريقية واعدة، وقد كانت البداية من ورشة العمل التي أقيمت في القاهرة في 20 ديسمبر 2020 ومن ثم دمياط في 8 مارس 2021. كما دعم البرنامج يوم 9 يونيو 2021 في القاهرة بالشراكة مع جمعية المصدرين المصريين ووزارة التجارة والصناعة في مصر، إطلاق سلسلة من ورش التدريب لحاضنات التصدير للمصدرين الجدد وتوفير الدعم والمواكبة لهم على مختلف مراحل التصدير، كما أن الشركات المصرية قبل انضمام مصر للبرنامج كانت المستفيد الأول بمشاركة 15 شركة مصرية فى منتدى المصدرين والمستوردين فى المواد الصيدلية والزراعة والمنتجات الغذائية.
إن الظروف الاستثنائية الصعبة التي خلفتها جائحة كورونا تمثل فرصة للتحول نحو خلق أسواق جديدة ومتجددة تحقق نمواً مستداماً وشاملًا، وفرصة للشركات المصرية والقطاع الخاص في جمهورية مصر العربية نظرا لموقع مصر الاستراتيجي كبوابة لأفريقيا من جهتها الشرقية، مما يسهل نفاذ البضائع والسلع بشكل متبادل مع السوق الافريقية. ومن هذا المنطلق، فقد أولى برنامج جسور التجارة اهتماما خاصا لجمهورية مصر العربية حول توفير كافة سبل الدعم الممكن لتعزيز حركة الصادرات المصرية بالأسواق الأفريقية والوصول بالصادرات إلى 100 مليار دولار خلال الـخمس سنوات المقبلة في إطار خطة التنمية المستدامة، وتتزايد هذه الأهمية مع دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تعد من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، حيز التطبيق منذ 1 يناير 2021، من خلال تمكين ممثلين عن القطاع الخاص عبر ورش العمل المختلفة من اعداد وبناء خطة تصديرية واستراتيجية تسويق متكاملة للسوق الافريقي ، بالإضافة إلى دعم حاضنات التصدير بهدف خلق جيل جديد من المصدرين على درجة عالية من الاحترافية والدراية بالتعامل مع الأسواق. وتجدر الإشارة في هذا الخصوص، إلى أن المؤسسة تقوم في الوقت الحالي بمشاورات مع الجهات المعنية في مصر لإطلاق مشاريع جديدة لدعم التصدير في مصر.
