حسين الشافعي قلب دفاع الضباط الأحرار.. حكاية رفيق عبد الناصر الذي حُصر في الفالوجة
يصادف اليوم الذكرى 103 على ميلاد حسين الشافعى أحد الضباط الأحرار، الذى شارك فى ثورة يوليو، بالإضافة لما يتمتع به من خبرة سياسية كبيرة.
وفى السطور التالية يعرض لكم موقع "محطة مصر" أبرز المعلومات عن حسين الشافعي..
النشأة والتعليم
ولد حسين الشافعي فى دلتا مصر في مثل هذا اليوم في الثامن من فبراير عام 1918 بمحافظة الغربية، تحديدًا بمدينة طنطا، لوالد كان يعمل مهندسًا فى بلدية طنطا، ثم المنصورة، بالإضافة لجده الذي كان يعمل عمدة كفر "طه شبرا" في مركز قويسنا بمحافظة المنوفية.
التحق الشافعي بمدرسة الفرير الفرنسية، كما كان يطلق عليها اسم "القديس لويس"، وتلقى تعليمه بها لثلاث سنوات، ثم انتقل لمدرسة القاصد الابتدائية بطنطاعام 1926، كما اتم تعليمه الثانوى بمدرسة المنصورة الثانوية عام 1934، ليتلحق بعدها بالكلية الحربية عام 1936.
الكلية الحربية
ضمت دفعة الشافعى بالكلية الحربية عدد من الأسماء البارزة آنذاك، حيث كان عبدالمنعم رياض فى نفس الصف، قضى الشافعى سنوات دراسته والتحق بعد تخرجه عام 1939، بسلاح الفرسان، حتى قيام الثورة.
وتعرف الشافعي في الكلية على أنور السادات، وجمال عبد الناصر، الذي التحق بالدفعة التالية من دفعته.
حرب فلسطين
انتدب الشافعي في الإدارة العامة للجيش، أثناء حرب فلسطين عام 1948، وكان له مساهمات بارزة هناك، إلى أن حُصرت القوات المصرية في "الفالوجة"، وكان عبد الناصر وآخرون ضمن المحاصرين، وظهرت نتائج الحرب، وشعر ضباط الجيش بالحزن الشديد، فى حين أن الحزن كان لا يعنى شيئًا بجانب الثورة الكامنة في نفس الشافعي.
حركة الضباط الأحرار
توسعت علاقات الشافعى داخل الجيش المصرى، وكون العديد من الصداقات مع الضباط الذين يشاطرونه نفس مشاعر الحزن تجاه الموقف، وساعده وجوده فى إدارة الجيش، وكونه مسؤولاً عن الضباط وتنقلاتهم، إلى التوصل إليهم والتواصل معهم.
وبالفعل بدأ الشافعى يتوغل داخل تنظيم الضباط الأحرار فى أول سبتمبر عام ١٩٥١م، حينما كان عبد الناصر يمر على إدارة الجيش، والتقى الشافعي دون أن يعلم أن عبد الناصر يترأس التنظيم، وتحدث الشافعي منفعلًا عما آلت إليه نتائج الحرب.
زيارة ثروت عكاشة
عرف عبدالناصر ما يجول بخاطر الشافعى، وأخذ يسمعه دون تعليق، ولكنه أرسل إليه فى نفس اليوم ثروت عكاشة وعثمان فوزى وأبلغاه بمسؤوليته عن قيادة سلاح الفرسان فى يوم الثورة بمدرعاته ودباباته.
أُنهى انتداب الشافعى فى إدارة الجيش يوم ٢٠ أكتوبر ١٩٥١، وعاد بعدها لسلاح الفرسان، وبدأ مباشرة بتجنيد الكثيرين لصالح الثورة، حيث تولى قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات فى عمر الـ34، وقاد "الشافعي" في ليلة 23 يوليو من عام 1952 حصار قصر عابدين التى أطاحت بالملكية.
مناصب وقيادات
حتى عمر الـ34 تولى الشافعى عدد كبير من المناصب، فقد شغل منصب وزير الحربية عام ١٩٥٤، ومنحه عبد الناصر قلاده النيل، ثم وزيراً للشؤون الاجتماعية، ثم وزيراً للتخطيط، كما تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر عام 1961، بعد أن أعد أول خطة خمسية عرفتها مصر للنهوض بمستوى البلد اقتصاديًّا وحضاريًا، و تم اختياره نائب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام ١٩٦٣، ثم اختار عبد الناصر السادات نائب أول له عام 1969.
وظل الشافعي في منصبه حتى وفاه جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، كما اختاره السادات وكان رئيسًا للجمهورية حينها، كنائب أول له عام 1975، إلى أن تخلى عن منصبه بسبب خلاف نشب بينه وبين السادات دون إقالة أو استقالة.
وقد تقلد الشافعى منصب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عام 1964، بجانب مشاركته في تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي.
الشافعي والإخوان
كان الشافعى عضوًا في المحكمة التى حاكمت سيد قطب، رئيس وزعيم جماعة الإخوان حينها، بالإعدام، فهو معروف بمواقفه الحازمة تجاه الأخوان، وفي عام 1967 تولى رئاسة محكمة الثورة، التي حاكمت الضباط الذين انضموا إلى التمرد الذي قاده وزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر بعد هزيمة يونيو 1967 والذي استمر قرابة الشهرين.
رحيل الشافعى
خاض الشافعى مسيرة طويلة فى الحياة العسكرية والسياسية، حتى وافته المنية يوم الجمعة 18 نوفمبر 2005، عن عمر ناهز 87 عامًا، إثر صراع مع المرض استمر لمدة شهرين.