”بين كابوريا و السكرية” .....حسين الامام الشاب دائما
إيمان إبراهيم فهيمالهالة الشبابية والموسيقى الغربية الصاخبة و كلمات الاغاني المتطايرة في رتم سريع هما اهم ما يميز اعمال حسين الامام الفنية، حيث كل شئ خفيف و سريع مثل ايقاع موسيقى البيتلز التى كثيرا ما توصف موسيقى حسين بإنها متأثره بهم.
من كان يصدق ان "سليمان" في فيلم "كابوريا"، هو نفسه "احمد" الشاب المتحفظ في رائعة نجيب محفوظ "السكرية" وهو نفسه مغني الروك "ربيع الاخضر" الذي تراقص على انغام الموسيقى الصاخبة في فيلم "اشيك واد في روكسي".
فالتنوع و الموهبة المتعددة الاوجة هو عنوان مسيرة حسين الامام مقدم البرامج و المؤلف والمحلن و الموزع و كاتب الاغاني و الممثل التلفزيوني المتنوع الادوار و صاحب الموسيقى التصويرية للعديد من اشهر الاعمال الفنية على الثلاثين سنة الاخيرة.
فقد ساهمت الموسيقى التصويرية التي الفها حسين الامام في دفعه في خانة اهم موسيقي التسعينات والتي منها الموسيقى التصويرية الاشهر للفيلم المفضل ذو المكانة الكبيرة للعديد من شباب الجيل الحالي - ايس كريم في جليم- التي خرج فيها حسين عن عباءة الموسيقى الغربية السريعة الى موسيقى اكثر هدوء و شرقية يعبر فيها بسلاسة عن مشاعر الفيلم بتنوعها، و من ايس كريم في جليم الى "استاكوزا" و " اشيك واد في روكسي" التي كانت التعبير الاوضح عن شخصية حسين نفسه من خلال موسيقاه، حيث موسيقى الروك التي تضرب الاجواء بمشاعر متنوعة.
ثنائيات كونها حسين الامام
حفلت حياة حسين الفنية ايضا بثنائيات متعددة لعل اهمها كان ثنائيته الفنية التي جمعت بين "الموسيقى و الغناء" من خلال فرقة "طيبة " التي اسسها مع شقيقة الملحن مودي الامام عام 1984، والتي كانت بما خلقته من حالة فنية غريبة تجمع مابين الكلمات العربية خفيفة المعاني، والموسيقى الغربية الصاخبة، اتجاه جديد على المشهد الموسيقي المصري، و لاقت طيبة نجاح في فترة التسعينات بما اطلقته من اغاني ضمتها خمس البومات فنية ، و لعل من اشهر هذه الاغاني هي إزاي الصحة، وودعي المكان و غيرها .
كما شكل حسين ثنائية فنية اخرى مع الفنان محمد منير اذ لحن عدد من منها "جنني طول البعاد" والتي تعتبر من اوائل تجارب موسيقى الروك في المشهد الموسيقي المصري و التي عدت تجربة في غاية الثراء نتيجة لمزج الروك بالموسيقي الشعبية النوبية.
يذكر ان اخر اعمال الراحل حسين الامام كان فيلم "زي عود الكبريت" الذي الفه ووضع موسيقاه التصويرية ومثله حسين نفسه ليجتمع مرة اخرى في قصته الخاصة مع 21 من اهم نجوم السينما المصرية القديمة في افلام مثل الجسد و بنت من البنات و حب في الظلام، مجتمعا مع فنانين مثل فاتن حمامة و عماد حمدي و اخرين، لتكون لوحة حسين الامام الفنية الاخيرة حافلة بإمتياز.