السينما المصرية بين الإفلاس والاقتباس.. 10 أفلام مقتبسة من روايات أجنبية حققت نجاحات كبيرة
الاقتباس كلمة ليست جديدة على السينما العالمية عامة والمصرية خاصة، فمنذ الخمسينيات من القرن الماضي وبدأت هذه الظاهرة في الحدوث، وهناك الكثير من أعمال هوليود تم اقتباسها في الأساس من أعمال آسيوية، كما نجد أيضًا نوعًا آخر من الاقتباس في الأفلام العالمية مثل الأعمال التي يتم اقتباسها من روايات إنجليزية وفرنسية.
وسوف نعرض أهم عشرة أفلام حققوا نجاح كبير مقتبسين من أفلام أجنبية:
١) الحب الكبير:
تدور أحداث الفيلم حول قصة فتاة فقيرة تعيش مع والدها الذي يعمل مصورًا، وتحب الفتاة مطربآ مشهورًا له علاقات عديدة مع النساء ،تنقذه الفتاة من زوج غافل يشعر بخيانة زوجته معه، وينوي قتلهما معًا بعد ضبطهما متلبسين فتسرع لتحل محلها في غرفته بالفندق مضحية بسمعتها من أجله، فيحبها و يتعلق بها، وتدعى أنها فتاة ثرية لتنال إعجابه، وأن لها عشاق كثيرون فيطلب من مصوره الخاص أن يبحث عنها و يكتشف الأب من خلال الصور أنها ابنته فيصدم و يطلب منها الابتعاد عنه خوفا من مغامراته العاطفية الكثيرة.
فيقرر المطرب السفر في محاولة لنسيانها بعد أن عرف حقيقتها و لكن يدرك الأب مدي حب ابنته له فيسمح لها باللحاق به قبل سفره و بالفعل تلحق به و يتعانقوا علي أرض المطار ليجمعهم معا الحب الكبير.
وهي قصة مقتبسة من الفيلم الأجنبي الرائع " حب في الظهيرة "إنتاج عام ١٩٥٧
٢)يوم من عمري:
وهو مقتبس من قصة الفيلم الأمريكي "عطلة رومانسية" وإن كان هناك من يرى أنه مقتبس من فيلم أمريكي آخر وهو من كلاسيكيات السينما العربية، وأحد أشهر الأفلام الغنائية والاستعراضية، وواحد من أشهر أفلام عبدالحليم حافظ، خصوصاً وأنه احتوى على قصة رائعة وأحداث مشوقة، امتزجت فيها التراجيديا بالرومانسية بالكوميديا. دارت أحداثه حول تكليف رئيس التحرير لكل من الصحفي «صلاح» وزميله المصور «يونس» بتغطية وصول «نادية» ابنة المليونير «أبو عجيلة» من سويسرا بعد غياب، وتعرف «نادية» في المطار أن زوجة أبيها تود تزويجها من شقيقها، فتقرر الهرب وتركب أوتوبيساً مع الصحفيين، دون أن يعرف أي منهما حقيقة الآخر، ويقضي «صلاح ونادية» مع «يونس وخطيبته» ليلة رائعة في الملاهي، وتذهب للمبيت معه في المنزل، ويقوم يونس بتصويرهما، وعندما يعرف رئيس التحرير بأن الصحفي وزميله فشلا في المهمة، يهددهما بالفصل.
ويكتشف صلاح حقيقة نادية، ويذهب بالصور والموضوع لرئيس التحرير، وتعود نادية لأبيها الذي يقرر عدم تزويجها رغماً عنها، ثم يسرق صلاح أوراق المقال والصور ويتوقف النشر، ويرسل الصور لنادية ووالدها وهما في المطار، ويدرك الوالد مدى نبل «صلاح» ويقرر زواج ابنته بمن تحب. المقطع الأول وقام ببطولة الفيلم الذي عرض في 17 مارس 1961 عبدالحليم حافظ وزبيدة ثروت وعبدالسلام النابلسي ومحمود المليجي وزوزو ماضي وزكي طليمات وعبدالعزيز أحمد وسهير البابلي وصلاح نظمي وسيناريو وحوار يوسف جوهر وإخراج عاطف سالم.
ومن المعلومات التي تتردد عن الفيلم أن الموسيقار محمد الموجي لحن المقطع الأول لأغنية «بأمر الحب»، ولكنه انسحب لخلاف على الأجر، وأعطى العندليب الأغنية لمنير مراد، وأن حسين رياض كان منْ سيقوم بدور «رئيس التحرير» ولكنه رشح بنفسه محمود المليجي للدور، لإحساسه بأنه أجدر منه بتجسيد شخصية رئيس التحرير العصبي، وأن النابلسي غضب من حليم لعدم كتابة اسمه على الأسطوانة التي ضمت أغاني الفيلم، خصوصاً وأنه أدى مقطعاً بصوته في أغنية «ضحك ولعب» حيث كان يقول «وليالي زمان»، وأن منير مراد كان وراء مشاركة زوجته وقتها سهير البابلي في الفيلم.
واللافت أن زبيدة شاركت في فيلم «دليلة» لحليم وشادية وإخراج محمد كريم عام 1956، وجسدت لدقائق معدودة شخصية إحدى صديقات البطلة، وكانت أول لقطة لها وهي تقف بجوار شادية وتستمع لحليم، وهو يغني «حبيب حياتي»، وتشاء الظروف أن تقف بعد خمسة أعوام أمامه ليشدو لها «بأمر الحب»، واعتبر الفيلم البداية الحقيقية لها رغم مشاركتها قبله في عدد من الأفلام.
وقصه الفيلم مقتبسه من الفيلم
٣) الأمبراطور:
يعد واحد من أشهر الأفلام المصرية المقتبسة التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بل وأيضًا على مستوى النقد الفني .
فقد قدم الراحل أحمد زكي أداءً مميزًا ظل محفورًا في أذهان المشاهدين حتى الآن.
ولهذا يرى البعض أنّ الفيلم حالفه الحظ ووفق إلى حدٍ كبير من ناحية تعريب الفكرة وتمصيرها.
ومن المعروف أنّ الفيلم تم اقتباسه من الفيلم الأمريكي “Scarface” من بطولة النجم آل باتشينو الذي أنتج عام 1983.
والفيلم المصري تم إنتاجه عام 1990 وهو من بطولة أحمد زكي، ورغدة، ومحمود حميدة، وأبو بكر عزت، وحسين الشربيني، وسيناريو وحوار فايز غالي، وإخراج طارق العريان، ويأخذنا الفيلم داخل أجواء الجريمة والعصابات ويروي قصة شاب يدعى “زينهم” يترك الصعيد باحثًا عن فرصة عمل جديدة، ليصبح واحدًا من أكبر مهربي المخدرات في مصر بمساعدة صديقه المقرب “إبراهيم”، ولكن بعد ارتباط زينهم بالراقصة “حياة” تتغير حياته ويبدأ الشك في أقرب أصدقاءه.
٤) جاءنا البيان التالي:
فيلم كوميدي مقتبس من فيلم الأجنبي “I Love Trouble” من إنتاج 1994، وبطولة جوليا روبرتس، ونيك مولت.
والفيلم المصري من بطولة محمد هنيدي، وحنان ترك، ونهال عنبر، وأحمد خليل، ومن تأليف محمد أمين، وإخراج سعيد حامد.
وتدور قصته حول “نادر” الشاب الذي يحلم بأن يكون مذيع تلفزيوني شهير، يتقدم “نادر” لاختبار المذيعين في إحدى القنوات التلفزيونية ولكنه يرسب كمذيع ويُرشح ليكون مراسل أخبار.
ويقابل أثناء الاختبار “عفت” شابة هي الأخرى تحلم بأن تكون مذيعة، وتتصاعد الأحداث في ظل عمل “نادر” كمراسل صحفي وتحدث له مفارقات كوميدية عديدة.
٥) ما تيجي نرقص:
الفيلم المصري يعد نسخة مشابهة للفيلم الأجنبي "Shall We Dance" الذي أُصدر عام 2004.
من بطولة "ريتشارد جير" و"جينفير لوبيز" ولكن بدلًا من وجود بطل في النسخة الأمريكية تتبدل أحداث القصة لتدور حول امرأة في النسخة المصرية، والفيلم تم إنتاجه عام 2006 .
وهو من بطولة يسرا، وتامر هجرس، وعزت أبو عوف، وهالة صدقي، ومن تأليف أسامة فهمي، وإخراج إيناس الدغيدي.
ويدور حول امرأة في منتصف العمر تعمل كمحامية تعاني من الملل والرتابة في حياتها الزوجية، وتجد في تعلم الرقص متنفس جديد يساعدها على تخطى محن الحياة، وتكمن المشكلة في تقبل الآخرين هذا الأمر وخاصة زوجها.
٦) حلاوة روح) :
الفيلم قامت ببطولته هيفاء وهبي هو مقتبس من الفيلم الإيطالي “Malèna” للممثلة الجميلة" مونيكا بيلوتشي".
وبينما رُشح الفيلم الإيطالي للعديد من الجوائز ونال بعضًا منها، تعرض فيلم حلاوة روح لهجوم لاذع من النقاد والمثقفين أدى إلى توقف عرضه في صالات العرض السينمائي.
الفيلم المصري تقع أحداثه في منطقة شعبية بالقاهرة، ويدور حول فتاة تدعى “روح” تعيش مع والدة زوجها المسافر بالخارج، ولأنّها وحيدة وجميلة تصبح “روح” مطمع لجيرانها من الرجال، وتحاول بشتى الطرق الحفاظ على شرفها وصد هؤلاء الأشخاص، وتتصاعد الأحداث في ظل تصميم أحد جيرانها الحصول عليها.
والفيلم تم إنتاجه عام 2014، وشارك هيفاء وهبي البطولة باسم سمرة، ومحمد لطفي، وصلاح عبد الله، ومن تأليف علي الجندي، وإخراج سامح عبد العزيز
٧) الحرب العالمية الثالثة):
فيلم فانتازي كوميدي للثلاثي الفني المنفصل الآن" أحمد فهمي"، و"هشام ماجد"، و"شيكو"، وهو مقتبس من سلسلة الأفلام الأمريكية المعروفة “Night at the Museum” للممثل بن ستيلر، والفيلم المصري تقع أحداثه في متحف الشمع الذي يضم مجموعة كبيرة من التماثيل لشخصيات تاريخية معروفة كتوت غنخ آمون، و أحمد عرابي وغيرهم، تلك التماثيل التي تدب فيها الحياة بعد منتصف الليل بفضل تعويذة فرعونية ساحرة، ويكتشف “خميس” هذا الأمر العجيب بعدما قرر دخول المتحف لاستعادة كرته التي قذفها بداخل المبنى، ومن هنا تتصاعد الأحداث في ظل العديد من المفارقات الكوميدية بين “خميس” و التماثيل الحية!
الفيلم من إنتاج عام 2014، وسيناريو وحوار مصطفى صقر، ومحمد عز، وإخراج أحمد الجندي.
٨)فاصل ونواصل):
فيلم درامي تشويقي مأخوذ من الفيلم الأمريكي “Memento” الذي تم إنتاجه عام 2001 للمخرج كريستوفر نولان، والنسخة المصرية من بطولة كريم عبد العزيز، ودينا فؤاد، ومحمد لطفي، وأحمد راتب، ومن تأليف أحمد فهمي، وهشام ماجد، وإخراج أحمد نادر جلال، وتم إنتاجه عام 2011.
وتدور قصته حول سائق بسيط توفت زوجته وتركت له طفلًا صغيرًا، هذا الطفل الذي يحاول جده لأمه الحصول على حضانته بشتى الطرق ولكنه يفشل بالنهاية، لتحكم المحكمة بأحقية والده لحضانته، ويتعرض السائق إلى حادثة غامضة يفقد على إثرها ابنه وذاكرته، وتتصاعد الأحداث في ظل محاولاته للتذكر واسترجاع ابنه الوحيد.
٩) طير أنت:
فيلم فانتازي كوميدي مقتبس من الفيلم الأمريكي “Bedazzled” الذي صدر عام 2000، وبطولة إليزابيث هيرلي، وبراندون فريزر، والنسخة المصرية من بطولة أحمد مكي، ودنيا سمير غانم، وماجد الكدواني، وسيناريو وحوار عمر طاهر، وأحمد مكي، وأحمد الجندي، ومن إخراج أحمد الجندي وتم إنتاجه عام 2009.
وتدور قصته حول طبيب بيطري يدعى “بهيج” يقع في غرام شابة جميلة تدعى “ليلى” ولكنه لا يعلم كيف يخطف قلبها، وتحدث له مفاجأة خيالية حيث يظهر له جن يوفر له سبع أمنيات للوصول إلى “ليلى”، ونشاهد معًا سبع محاولات مختلفة الزمان والمكان يحاول فيها “بهيج” الفوز بحب “ليلى".
١٠) شمس الزناتي:
الفيلم مقتبس من فيلم أجنبي تدور أحداثه في الغرب الأمريكي وهو فيلم The Magnificent Seven، هذا الفيلم الذي أُصدر عام 1960 هو بدوره مقتبس من الفيلم الياباني Seven Samurai الذي تم إنتاجه عام 1954، ويبدو أنّ الفيلم يحظى بشعبية واسعة ليتم إعادة إنتاجه من جديد عام 2016 ويكون هذه المرة من بطولة دانزل واشنطن، و كريس برات، وإيثان هوك.
الفيلم المصري الذي تم إنتاجه عام 1991من بطولة عادل إمام، ومحمود حميدة، وسوسن بدر، ومحمود الجندي، وأحمد ماهر، وسيناريو وحوار مجدي هداية، وإخراج سمير سيف، وتقع أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية في قرية نائية في الواحات تتعرض للهجوم من مجموعة مسلحين بقيادة المارشال برعي، ويسافر شيخ القبيلة للقاهرة لشراء الأسلحة اللازمة لمواجهتهم وهناك يستعين بشخص يدعى" شمس الزناتي" ليساعده في صد تلك الهجمات المسلحة، ويستعين شمس الزناتي بمجموعة من الأشخاص ويشكلون معًا فريقًا للدفاع عن تلك القرية.
آراء مختلفة حول الاقتباس:
أشار مدحت العدل أن الاقتباس يتحول إلى سرقة فى حالة عدم ذكر مصدر الاقتباس، لأن الأمانة تقتضى أن يتم الإشارة إلى المصدر.
جاءت تصريحات العدل ردا على ما أثير من أن العديد من الأفلام المعروضة فى الفترة الأخيرة معظمها مقتبس من أفلام أجنبية.
أما الكاتبة والمؤلفة" يُسر السيوى" فتقول: " إن العبرة فى موضوع الاقتباس بالتناول نفسه، وأن تكون بأسلوب مختلف، والتعامل معها على أنه عمل مصرى على غير الحقيقة، وهناك 37 فكرة على مستوى العالم يتم تداولها.
ولكن فى النهاية الواقع يفرض نفسه، وينبغى أثناء اقتباس أى عمل أن يكون هناك أيضاً رؤية وتناول جديد وأن يكون مردود واقعنا وليس نقل حرفي".
أما السيناريست محمد حلمى فيقول: "إن ظاهرة الاقتباس عامة ومنذ زمن بعيد، ومن المؤسف أنه ليس هناك صناعة حقيقية للسينما".
وأضاف "نحن وللأسف الشديد سوف نتسبب فى ضياع تراث أعمال الستينيات، وأتمنى إعادة عرض هذه الأعمال واستخدام تقنيات للإضاءة وديكورات وكادرات ومنتج يبحث عن توليفة وتركيبة للشخصيات، إننا فى أمس الحاجة لإعادة" الحرافيش" و"ثلاثية نجيب محفوظ".
ويعترض المؤلف" تامر إبراهيم "على مصطلح «مقتبس»، معتبراً أن العبارة الأدق هي «مستوحى من» وأن فكرة الاقتباس تظهر من خلالها قدرة المؤلف والمخرج على الابتكار، لافتاً إلى أن جوائز أوسكار تمنح للأفلام المقتبسة وتحديداً المختلفة عن الأفلام الأصلية، ما يعني أنها ليست ضعيفة ولكن يجب الاعتراف بالاقتباس.
يرى السيناريست" نادر صلاح الدين" ألا حدود للاقتباس من الأفلام الأجنبية، موضحاً: «عندما تعجبني فكرة فيلم أجنبي أتلاقى معها ذهنياً وأكتبها من وجهة نظري وبما يتناسب مع العرض السينمائي المصري».
يضيف أن ثمة فرقاً بين النقل والاقتباس؛ فالأول يعني نقل أحداث وشخصيات وتتابع مشاهد، بينما الثاني هو اقتباس علاقات وأماكن مع تغيير الأحداث، لتحقيق أغراض مناسبة للقصة الجديدة وملائمة للعرض العربي.
وترى الناقدة ماجدة موريس أن لا مانع من الاقتباس شرط ذكر المصدر في شارة الفيلم من باب تعريف المشاهد بذلك، وهو ما يسمى بـ «شرف الاعتراف بالاقتباس».
تضيف: «لا بد من أن يراعي المؤلف ظروف البيئة المصرية؛ فإذا استطاع تحقيق معادلة موضوعية فتظهر القصة الغربية من صميم الواقع المصري من خلال إيجاد خط مشترك بين المجتمعين العربي والغربي فسيكون بالتأكيد عملا ناجحاً».
تعتبر موريس أن كثرة الأفلام العربية المقتبسة تدل على استسهال المؤلفين واستغلالهم لنجاح الفيلم الأجنبي وتقديمه بنسخة عربية، من دون أن يكلفوا ذهنهم عناء التفكير في استخراج فكرة من مجتمعهم أو حتى طرحها برؤية جديدة.