نهاية مأسوية والموت ضربا بالقباقيب.. ما لا تعرفه عن شجر الدر أول سلطانة في تاريخ الإسلام
كانت شجرة الدر عاملا مهما في انتصار الأيوبيين والمماليك في الانتصار على المعركة الحاسمة على عشرات الآلاف من الصليبيين، وارتقت إلى حكم مصر لتصبح السلطانة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط، وكانت شجر الدر، جارية للسلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع سلاطين الدولة الأيوبية، وزوجته وأم ولده خليل، وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل.
ويقف موقع محطة "مصر نيوز" على القصة الكاملة لشجر الدر أول سلطانة في تاريخ الإسلام...
اقرأ أيضاً
- بوتشيتشينو يتحدث عن موقعة باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي
- جوارديولا يعلن قائمة مانشستر سيتي لمواجهة باريس سان جيرمان
- الغابة يجهز الأهلي قبل دوري أبطال إفريقيا
- كلوب يتحدث عن مواجهة ليفربول وبورتو البرتغالي
- براءة جنات السيسي صاحبة واقعة الانتحارعلى تيك توك
- تعرف على أسعار الخضار والفاكهة الإثنين 27-9-2021
- تامر حسني: سعيد بردود الأفعال التى صاحبت حفلي الإسكندرية
- تجديد حبس الطبيب البيطري المتهم بقتل الطفلة منار
- بنوك الأهلي ومصر والقاهرة تطلق صندوق لدعم التكنولوجيا المالية والابتكار
- رئيس الوزراء يلتقي مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية
- النيابة تحقق في لغز العثور على جثة شاب بصندوق قمامة بعين شمس
- النيابة تطلب استدعاء زوج ربة منزل عثر عليها مشنوقة بعين شمس
أدمنت القفز على العروش وعشقت الغوص في دهاليز السلطة، زاحمت الرجال في عالم السياسة ولم تلتفت لصوت صليل السيوف، عرفت طريقها إلى "القلعة" وكانت تدرك أن نهاية الطريق ستقودها حتمًا إما إلى القصر وإما إلى القبر، إنها السلطانة شجر الدر التي جلست على عرش مصر لثلاثة أشهر.
لا تمدنا المصادر التاريخية بتفاصيل كثيرة عن نشأة شجر الدر أو عن اسمها الحقيقي، واختلف المؤرخون حول أصلها فذهب المقريزي في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك" إلى أنها تركية أو أرمينية، لكن الثابت أنها دخلت إلى بلاط السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب من "باب الحريم".
بدأت شجر الدر طريقها إلى السلطة منذ أن اشتراها نجم الدين أيوب حين كان لا يزال أميرا في دولة أبيه السلطان الكامل، ومنذ أن دخلت شجر الدر إلى قصر الصالح وجدها تختلف عن باقي جواري القصر فقد كانت "قارئة ، كاتبة، ذات عقل وحزم، عارفة بأمور المملكة فحظيت عندها واعتقها، وأنجب منها ولده خليل الذى مات في حياته" بحسب ما أورده المؤرخ ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور.
أنفق السلطان الصالح نجم الدين أيوب سنوات حكمه التي امتدت لاثنتي عشرة عاما بين عامي (635-647هـ/ 1237-1248م) في حروب مع بنى عمومته من الأيوبيين والإمارات الصليبية في الشام، وكان يعهد بإدارة المملكة إلى شجر الدر عند غيابه.
في غضون ذلك انتاب السلطان الشك حيال قوات جيشه التي تتكون من الأكراد والخوارزميين الذين تفرقوا في مصر والشام إثر اجتياح المغول بقيادة جنكيز خان لبلادهم، وقد تنكروا للصالح أكثر من مرة وفاجأوه بالانسحاب من المعارك، فقرر إثر ذلك أن يتوسع في شراء الفتيان من أسواق الرقيق، وأن يتولى رعايتهم بنفسه، فيعلمهم مبادئ الدين وفنون العسكرية حتى يصبحوا مقاتلين أشداء لا يأتمرون سوى بأمر السلطان، وفى سبيل ذلك بنى لهم قواعد بحرية على منيل الروضة وأطلق عليهم "المماليك البحرية"، وألحق بعضهم بأبراج القلعة فسموا بـ"المماليك البرجية" لأنهم كانوا يسكنون أبراج القلعة.، وبهذا مهد الصالح لظهور المماليك على الخارطة السياسية والعسكرية لمصر، وجود لن ينتهى إلا بمذبحة القلعة في عهد الوالي محمد على باشا.
وما بين جارية تطمح في أن تكون رمانة ميزان السياسة في دولة زوجها، ومماليك طامحين لأن يستأثروا بالقوة العسكرية في أرض المحروسة، تلاقت الغايات، وسمح إشراف شجر الدر على شئون السلطنة بأن تحتك أكثر بكبار قادة المماليك، كانت الأوضاع السياسية والعسكرية عاصفة تعصف بالشرق الإسلامي، قوات جنكيز خان وأحفاده تسقط الدول الإسلامية في بلاد ما وراء النهر وصارت تهدد بغداد عاصمة الخلافة، والحملات الصليبية لا زالت في قوة على سواحل الشام.
في السنة الأخيرة من عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب، أرسل لويس التاسع ملك فرنسا برسالة تهديد إليه يهدده باقتلاعه عن عرش مصر، وفى وقت كان يعانى فيه مرض الموت أصر السلطان على أن يحمله قواده إلى المنصورة لحرب الصليبين الذين استولوا على دمياط وحولوا مسجدها إلى كاتدرائية، كانت تلك الظروف الصعبة الاختبار الحقيقي لشجر الدر وقوات المماليك، "سلطان على فراش الموت.. وسيدة تحكم خلف الستار.. وقوات لم تلتحم في حروب الصليبيين من قبل، وعدو يهدد قلب العروبة والإسلام".
وبينما توجه لويس التاسع تلقاء المنصورة توفى السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وأخفت شجر الدر خبر وفاته عن الجند حتى لا تضعف عزائمهم، وظل الأمر قاصراً على كبار القادة، وحُملت جثة السلطان سراً عبر النيل إلى منيل الروضة وسط تكتم شديد، لكن فداحة الأمر لم تقتصر على ذلك فحسب، فقد استشهد قائد الجيش فخر الدين بن شيخ الشيوخ في إحدى المعارك، وتسلم القيادة قائد المماليك البحرية فارس الدين أقطاي، والذى تمكن من هزيمة قوات لويس التاسع هزيمة مُذلة في المنصورة ، وأُسر ملكهم لويس التاسع في دار ابن لقمان وذلك في المحرم سنة 647هـ.
نجحت شجر الدر والمماليك معا في الاختبار الأصعب، وظهروا في صورة "فرسان الإسلام" والمدافعين عن رايته، وظهر إلى الوجود عدة قادة سيكون لهم فيما بعد اليد الطولي في قتال المغول والصليبيين، مثل المظفر سيف الدين قطز، والظاهر ركن الدين بيبرس، والمنصور سيف الدين قلاوون.
استدعت شجر الدر والمماليك السلطان توران شاه ابن استاذهم الراحل الصالح نجم الدين أيوب ، وظنوا أنه سيشكر صنيعهم في قتال الصليبيين بعد معركة المنصورة، لكنه تنكر لشجر الدر وأهانها وأهان معها المماليك فقتلوه.
اجتمع المماليك بعد مقتل توران شاه وأجمعوا أمرهم على تولية شجر الدر لمنصب السلطنة، وجلست على العرش يوم الثامن من صفر سنة 648هـ ، وألبسوها زي السلطنة، وبويعت أما قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز رغم معارضته لهذا الأمر، وأنعمت شجر الدر بالأموال والاقطاعات على أمراء المماليك، وخرجت المراسيم السلطانية منها ممهورة بتوقيع "والدة خليل"، وكان خطاء المنابر يدعون لها فى خطب الجمعة بعد الدعاء للخليفة العباسي فيقولوا :" واحفظ اللهم الجهة الصالحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، ذات الحجاب الجليل، والستر الجميل، والدة المرحوم خليل".
لقى هذا الأمر استنكارا واسعاً في العالم الإسلامي حتى أن الخليفة العباسي المستعصم أرسل إلى قادة المماليك بمصر قائلا لهم باستهزاء :" أعلمونا إن كان ما بقى عندكم من رجال فنرسل إليكم رجلاً".