أحمد يحطم صمت الصم والبكم بقفازات ”ديجيتال”.. صورة
إيمان إبراهيم فهيم
"كنت أواجه مواقف كتيرة مش عارف أتواصل معاهم فيها، فقررت أتواصل معاهم بطريقتي الخاصة، بطريقة بتعبر عني".. قالها أحمد بحماس شديد عندما سألناه عن اختراعه الجديد لمساعده الصم والبكم.
لم يتخيل أحمد علي أن حبه وشغفه بالإلكترونيات منذ الطفولة سيقوده للعمل على مخترعاته الخاصة بعد التحاقة بالمعهد العالي للإدارة والتكنولوجيا وحصوله على بكالوريوس الحاسبات والمعلومات، ليكون مشروع تخرجه تعبيرا خالصا عن اندماج علمه بإنسانيته.
يحكي أحمد قصة اختراعه الجديد، فيشير إلى أنه على الرغم من كونه لم يعاصر في محيطه الشخصي أحد متحدي الصم والبكم، إلا أن مواقف الحياة اليومية جمعته بهم وقد واجه صعوبة في التواصل معهم بصورة تعبر عن أفكاره وأفكارهم، فكانت هذه المواقف بداية ملاحظته للمشكلة وتركيز عمله عليها.
وإذا كان أحمد قد لمس معاناة بعض الأفراد من الصم والبكم، فإن الحقائق تشير إلى أن هناك 350 مليون شخص -ما يعادل 5%- من سكان العالم يعانون فقدان السمع المسبب للعجز، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن مصر تضم 7.5 مليون نسمة من من يعانون من الصم والبكم، وفي ظل قلة مدارس الصم والبكم وعدم الإقبال على تعلمها من أفراد المجتمع تظهر مشكلة تواصل واضحة بين الصم والبكم وبين باقي أفراد المجتمع، لذلك تعتبر أية محاولة لتقريب المسافات بين الطرفين هي محاولة إنسانية بالدرجة الأولى قبل أن تكون محاولة علمية وهو ما حاول أحمد تحقيقه في اختراعه الجديد.
أحد الدوافع التي ألهمت أحمد العمل بشغف على اختراعه الجديد، كان استيائه من أن ثقافة تعلم لغة الإشارة غير منتشرة في المجتمع المصري، وهو ما يضع حاجزا أمام التواصل الفعال بين الصم والبكم وبين غيرهم من أفراد المجتمع، ومن هنا بدأ "أحمد" العمل على الاستفادة من علمه في حل هذه المشكلة.
ومن هنا كان التركيز على اختراع قفاز ترجمة لغة الإشارة هو شغل أحمد الشاغل، حتى تخرج بدرجة الامتياز عن مشروع اختراع قفازات يرتديها مرضي الصم والبكم، وبمجرد تمثيل حروف لغة الإشارة باليد يترجمها القفاز فورا على شاشة مزودة بالجهاز إلى حروف عربية أو إنجليزية، بما يساعد غير الدارسين للغة الإشارة على قرائتها ومن ثم التواصل مع الصم والبكم بطريقة أكثر سلاسة، وبدون الحاجة لتعلم لغة الإشارة وبصورة تفتح مجالا جديدا للتواصل الفعال الذي يسمح بالفهم والتعبير الحر عن الأفكار من كل فرد تجاه الآخر.
وعلى الرغم من انشغال "أحمد" عن تقديم مزيد من الاختراعات في المجال العلمي، بعد تخرجه إلا أن شغفه بالإلكترونيات لم يفارقه وما زال يمارس هوايته واهتمامه بها في أوقات فراغه.