أمير المتطفلين والضيف الحاضر على جميع الموائد.. من هو أشعب المدني؟

يمتلئ التراث العربي بالعديد من الأساطير والحكايات والقصص المسلية، الحقيقية منها والمفتعلة عن الروايات والشخصيات الوهمية، وتظل حكاية أشعب المدني ومن أشهر الحكايات الشهيرة حكاية أمير المتطفلين أشعب.

 

وقد يكون الاسم جديد على مسامع الشعب المصري، لكنه اسم معروف في العرب، وهناك القليل ممن حالفهم الحظ، وتوافرت لديهم فرصة قراءة عمل أدبي يتناول تلك شخصية أشعب بنوادره المبعثرة في الكتب.

وفي التقرير التالي يعرض موقع محطة مصر نيوز أبرز المعلومات عن أشعب المدني...

 

من هو أشعب؟

هو رجل عربي اسمه أشعب بن جبير المدني، ويعرف بابن أم حميدة ولد في المدينة المنورة في العام التاسع من الهجرة، وهو مولي سيدنا عثمان بن عفان، حفظ القرآن الكريم وقيل: إن أشعب خال الأصمعي، ويقال إنه مات سنة 154 أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين.

 

صاحب صوت عذب

كان دور أشعب متمثلا في رصد أعراس وولائم القبائل، وتحديدا موائد الطعام، كونه واحدا من أشهر المتطفلين الذين عرفهم العرب، وأظرفهم حديثا وأملحهم صوتا رغم قبح وجهه وسوء هيئته، وبالرغم من ذلك لم تذكر المصادر الكثير عن حياة أشعب الخاصة وأسرته، فمعظم ما ذكر عنه أنه يضرب بطمعه المثل.

أشعب وفي العصر الحديث أطلق عليه الكاتب الكبير توفيق الحكيم لقب أمير المتطفلين، على أية حال إن شخصية أشعب فيها من الثراء ما يجعل الكثير يتناولها ويحكي عنها

 

الأستاذ أشعب وتلاميذه

كان أشعب أستاذا، لديه مريدون وطلاب وكثيرا ما كان الناس يلتفون حول أشعب في طرف من السوق يستمعون إلى حديثه ويتسامرون معه ويتلقون منه النصح والإرشاد، ليبادلهم أخبار الولائم والمآتم والأعراس، التي يجتمع فيها ذوو الشأن العالي من الناس وعلى شرفهم تذبح الذبائح.

 

سبب شهرة أشعب

الشره والطمع و النهم والفكاهات، هم الأسباب الرئيسية لشهرة أشعب، كما أنه يعد أول ممثل كوميدي عرفه تاريخ العرب، كما باتت نوادر وحكايات أشعب الطماع مضرب الأمثلة في كثير من كتب التراث مثل كتابي الأغاني، والعقد الفريد، ويرجع سبب شهرة نوادره لأنها تعبر عن التفاوت الكبير في طبقات الشعب التي شاعت في أواخر العصر العباسي، حيث تزامن الفقر المدقع مع الغنى المفرط.

 

أشهر حكايات أشعب

لبطلنا العديد من النوادر والطرف والحكايات، ويمكن رصد أشهرها في حكايته مع قاضي المدينة، حيث استدعى القاضي أشعب بعد أن كثرت شكاوى الناس منه ومن مجونه واحتياله عليهم وقال له: يا عدو الله أما كنت تحفظ شيئا من الحديث الشريف، حفظك للنوادر والسخافات التي ترددها وتحتال بها على الناس لتسلبهم أموالهم أو تأكل طعامهم، أما كان ذلك أنفع لك وللمسلمين؟!

فقال أشعب: قد والله فعلت.

فقال القاضي: أسمعني إذن ما حفظت.

فقال أشعب: حدثني نافع عن عمر، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "من كان فيه خصلتان كتب الله عليه خالصا مخلصا"

فقال القاضي: هذا حديث حسن، فما هما هاتان الخصلتان؟

فاحتار أشعب وتلعثم وهرش رأسه ثم قال: نسي نافع واحدة.

فقال القاضي: والأخرى؟

فرد عليه أشعب: والأخرى نسيتها أنا.

فأمر القاضي بأن يجلد ثلاثين جلدة.