”شل”.. قصة مستورد أصداف بحرية تحول لأكبر شركة نفط عالمية

يستحضرالعقل صورة ذهنية لشكل صدفة بالألوان الحمراء والصفراء تمتزج برائحة جازولين نفاذة، تمامًا عندما تقرأ كلمة " شل للنفط " تترأس اللافتة التعريقية لإحدى محطات "شل " للوقود البالغ عددها 44 ألف محطة خدمة في جميع أنحاء العالم.

 

شل

 

وتمتلك شركة Royal Dutch Shell”" - المعروفة باسم "شل" - تاريخ طويل من استثمارات النفط والبترول والغاز الطبيعي وصناعة البتروكيماويات في مختلف دول العالم، بما يدفعها للمرتبة الثانية في تصنيف أكبر شركات النفط الخاصة في العالم، إضافة لكونها رائدة عمليات الاستكشاف والتنقيب في مختلف القارات خاصة أفريقيا، وأحد أكبر الشركات في بورصة لندن.

 

ويستعرض "محطة مصر" في هذا التقرير، كيف لعبت منعطفات التاريخ الدور الأكبر في ولادة هذا الكيان الاقتصادي من رحم صناعة مختلفة تماما؟

 

تأسيسها

 

شهد عام 1853 مولد ماركوس صموائيل، أحد أطفال عائلة يهودية عراقية مهاجرة للمملكة المتحدة، وكانت لندن هي المدينة التي قضى ماركوس حياته فيها كعامل بتجارة التحف والنفائس، ومع زيادة الطلب على الأصداف البحرية لشعبيتها في صناعة الديكورات والتصميمات الداخلية للمباني، بدأ في استيراد الأصداف البحرية من الشرق الأقصى، وكانت هذه التجارة هي الخطوة الأولى في تاسيس شركة صغيرة تحت مسمى " شيل – Shell " لأعمال النقل والشحن ومارست الشركة بصورة أساسية نشاط الاستيراد والتصدير للأصداف البحرية والتحف لسنوات عدة، قبل أن توسع نشاطها ليشمل باقي أنواع المنتجات.

 

تغيير نشاطها وإنتاج النفط

 

 

وسلم ماركوس الشركة لأبنائه، تحديدًا في الحقبة التي بزغت فيها شمس نشاط النفط العالمي، ليحولا دفة المسير نحو استيراد و شحن النفط والمننتجات البتروكيماوية.

 

وعلى إثر هذه السياسة تخصصت "شل" في نقل النفط لسنوات من الاتحاد السوفيتي لكافة دول العالم، حتى كان الميلاد الثاني لشركة "شل" باندماجها مع شركة البترول الوطنية الهولندية Royal Dutch Petroleum، لتظهر شل في ثوبها الجديد عام 1907 كواحدة من أكبر شركات استكشاف وإنتاج و تكرير ونقل البتروكيمويات في العالم، بإجمالي استثمارات في أكثر من 70 دولة حول العالم، إضافة إلى مئات المشروعات العملاقة من أقصى الغرب، حيث مشروعات" Appomattox وحقل الهيل ومارس بي" لتطوير واستخراج النفط والغاز في خليج المكسيك.

 

وكذا مشروعات في أقصى الشرق، حيث إنتاج النفط في ماليزيا ومشروع مالامبيا لتوليد الطاقة من الغاز قبالة سواحل الفلبين ، ومن الشمال حيث مشروعات Ormen Lange التى تغطي 20% من احتياجات الغاز في المملكة المتحدة.

 

 

وفي الجنوب، حيث مشروعات تطوير مرافق النفط والغاز في الجابون وغيرها من المشروعات ذات الأهمية البالغة، إضافة إلى امتلاك شل 11 مشروعًا لاستخراج البتروكيماويات من المياه العميقة، كما دخلت" شل " مجالات الطاقة المتجددة وإنتاج الوقود الحيوي لاحقا لتواكب الاتجاه العالمي لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري، إذ خصصت شل 60 مليار دولار لاستثمارات الطاقة المتجددة في اوروبا الغربية و مازال العمل على زيادة الاستثمارات في هذا المجال مستمرًا.

 

وأصبحت "شل" بعد أكثر من 140 عامًا من إنشائها هي سادس أكبر شركة في العالم، بدأت على يد مستورد للأصداف البحرية والنفائس، انتهاءً بذهب المعمورة الأسود (النفط).