نظرة في الاستقبال المبهر للأهلي في الدوحة
مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج بهجت العبيديإن الاستقبال المبهر لبعثة النادي الأهلي التي توجهت إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في كأس العالم للأندية باعتباره بطل القارة السمراء يدعونا لوقفة تأمل، ربما يمكننا بعدها استثمار مثل هذه المشاعر الفياضة الجبارة التي تعتمل في نفوس هذه الجماهير الأهلاوية التي رسمت لوحة فنية بديعة، وأخرجت عملا فنيا متميزا، فوجدنا الجماهير الأهلاوية ترتدي قمصان النادي الأهلي، ووجدناهم يلتزمون بتلك التعليمات الخاصة بالاحتياطات التي صدرت عن السلطات القطرية لمواجهة فيروس كورونا التزاما دقيقا، كما رأينا هذه الجماهير تأتمر بأمر مايسترو في حركاتهم وسكناتهم وهتافاتهم.
أما الأغاني التي تدربت هذه الجماهير على إنشادها والخاصة بالفريق، والتي تعكس كلماتها استعداد هذه الجماهير للتضحية من أجل الفريق، وأي تضحية تلك؟ إنها التضحية بالروح والدم من أجل دعم الفريق لكي يستمر في تحقيق المجد تلو المجد للقلعة الحمراء.
اقرأ أيضاً
- فيفا: ”بواليا” أمام فرصة العمر فى مواجهة البايرن
- الحصاد الأسبوعي لـ”التعاون الدولي”.. ”المشاط” تختتم مشاركاتها في ”مستقبل الاستثمار” و”دافوس”
- تصريح ناري من ”نوير” قبل مواجهة الاهلي
- منافس الأهلي..موعد مباراة بايرن ميونخ اليوم
- 4 إصابات كورونا فى الاتحاد السكندري قبل موقعة الزمالك
- كواليس جلسة ”باتشيكو” مع لاعبي الزمالك
- سلبية مسحة الزمالك قبل مواجهة الاتحاد السكندري
- الخدمات المالية الرقمية.. البريد المصري يوقع بروتوكول تعاون مع شركة ”باي سكاي
- مونديال الأندية..موعد مباراة الأهلي وبايرن ميونخ
- نشرة ”محطة مصر”.. ثبات موقف مصر من الأزمة الليبية.. الصين تزود مصر بـ300 ألف جرعة من لقاح كورونا
- مونديال الأندية..جلسة بين موسيماني وأفشة
- الهجرة تهنئ زوجين مصريين في ملبورن لمنحهما ”وسام أستراليا” لعام 2020
هذه الهتافات وتلك الأناشيد التي تحمل معاني الفداء والتضحية التي خرجت من قلوب الجماهير قبل حناجرها، كانت مثار أخذ ورد بين المتحاورين في وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك من رآها مبالغة مقيتة بغيضة يجب ألا تتواجد في المجال الرياضي، ليس لأنه المجال المهذب للنفوس، فيجب أن تبتعد عنه مثل هذه الألفاظ من الموت والتضحية والفداء، ولكن لأنه مجال لا يستحق مثل هذه التضحية، تلك التي اقتصرها الغالبية الساحقة من الرافضين لهذه الشعارات، على الوطن والدين، اللذين رأوا فيهما فقط ما يستحق التضحية والفداء.
وهذه نظرة، لعمري، ليس بها من العمق ما يكفي لسبر تلك المشاعر الفياضة وتحليلها، بل إن هذه النظرة تغلق كل باب أمام دراسة تلك المشاعر والاستفادة منها.
إن السبب الأهم، كما نرى، في هذه المشاعر هو عنصر الانتماء، ذلك الذي استنكره الرافضون لهذه الأهازيج، فهم يرون خللا في هذا الانتماء، حيث أن الأوْلى به هو الوطن أو الدين، ولعله من المناسب هنا أن نعلن أن الانتماء لفريق رياضي لا يتعارض مع الانتماء للوطن أو الدين، وربما يثبت ذلك، انصهار تلك الانتماءات المختلفة للأندية المتعددة في الوطن في بوتقة واحدة يصبح الجميع منتمين فيه لمنتخب الوطن أثناء مشاركته في مباراة أو بطولة، وهنا يصبح الانتماء للفريق هو جزء من الانتماء للمنتخب الذي يمثل الوطن، فهو، إذا، امتداد للانتماء للوطن.
ثم إن معاني التضحية والفداء في تلك الأغاني وهذه الأهازيج إنما هي ضرب من التعبير الشعري الذي هو بطبيعته يميل للمبالغة، التي كلما اقتربت من النهايات العظمى، كلما كان الشاعر بارعا، ولنأخذ مثالا عن عاطفة الحب، التي يوليها الشعراء الجانب الأعظم في أغراضهم الشعرية، فنرى كيف يبالغ المحب في وصفة حبيبته ويحاول الوصول في وصفه لها إلى القمم الشاهقة والحدود النهائية، ويمكن أن نرى، دون كثير عناء، هذا المحب واصفا نفسه بالميت لأن حبيبته فارقته، أو لأن هناك مكروها قد أصابها، هذه المبالغة هي الأكثر روعة في الشعر وهي التي تصل به إلى نفوس القراء، هذه المبالغة التي تؤكد على عظمة الحب وقيمته، ولكنها لا تقصد المعنى بحرفيته.
وفي الحقيقة، إن جماهير النادي الأهلي تعد نموذجا مثاليا للانتماء لأي فريق رياضي في العالم، فهم يقفون خلف الفريق في كل أحواله، ويكون دعمهم أوضح ما يكون الدعم في حالات إخفاق الفريق النادرة، ولكنها، مع ذلك، ليست وحيدة في هذا المضمار، لا في مصر ولا في غيرها من الدول، فلدى كثير من الفرق الكبرى في العالم مثل هذه الجماهير، وهذا الانتماء، الذي يجب أن ننظر له في سياقه، بعيدا عن مقارنة غير واردة مع الوطن أو الدين.
وقبل أن نغادر هذا الموضوع فإننا نطالب لاعبي فريق النادي الأهلي ببذل أقصى جهد للظهور بأفضل شكل في أكبر مسابقة عالمية للأندية، خاصة بعد هذا الاستقبال الرائع من جماهير الأهلي الكبيرة في قطر، والدعم الذي يلقونه من جماهير الأهلي في مصر وكل مكان في العالم، ولأنهم قبل وبعد كل شيء يمثلون مصر الدولة العظيمة التي تستحق أن تكون بين كبار الدول، ليس في الرياضة فحسب، بل في كافة المجالات.