السد العالي.. كيف حمى أعظم مشروع هندسي في القرن الـ20 مصر من الفيضان؟
بدأ المصريون في التاسع من يناير عام 1960م، تشييد واحدة من أهم المشروعات العملاقة في العصر الحديث، وهو السد العالي، واختاره تقرير صادر من الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى، كأعظم مشروع هندسي شُيّد في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية، كما أنه حمى مصر من الفيضان وانتشلها من الغرق.
فمن خلال بناء السد العالي، تمكنت مصر من حجز فيضان النيل، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية.
اقرأ أيضاً
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
- علاء ميهوب يرفض العمل في جهاز موسيماني بالأهلي
- رمضان السيد يتحدث لـ”محطة مصر” عن اختيارات كيروش لقائمة المنتخب
- بوتشيتشينو يتحدث عن موقعة باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي
- جوارديولا يعلن قائمة مانشستر سيتي لمواجهة باريس سان جيرمان
- الغابة يجهز الأهلي قبل دوري أبطال إفريقيا
- كلوب يتحدث عن مواجهة ليفربول وبورتو البرتغالي
- براءة جنات السيسي صاحبة واقعة الانتحارعلى تيك توك
- تعرف على أسعار الخضار والفاكهة الإثنين 27-9-2021
- تامر حسني: سعيد بردود الأفعال التى صاحبت حفلي الإسكندرية
ويعرض موقع "محطة مصر نيوز" أبرز المعلومات عن السد العالي في ذكرى اتمام بنائه في 21 يوليو عام 1970.
- كيف بدأت الفكرة؟
عقب ثورة يوليوعام 1952م، حدثت موجة من التنمية التي شهدتها الدولة المصرية بعد جلاء الإنجليز عن مصر، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتقدم مهندس مصري من أصول يونانية، إلى مجلس قيادة الثورة بفكرة المشروع، وذلك لحجز فيضان النيل عند أسوان، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وأعتمد التصميم النهائي للسد بمواصفاته وشروط تنفيذه عام 1954.
- ما هو الهدف من البناء؟
أسس عبد الناصر السد العالي بهدف حماية مصر من الفيضانات العالية المُتسببة في غرق قرى وبلدان بأكلمها، إضافة لإغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وإهدار مياهه في البحر المتوسط، في الوقت الذي يتسبب فيه نقص المياه إلى بوار الأراضي الزراعية وتلفها.
- عدد من المحاولات الأولية
فطن المصريون القدماء لأهمية النيل على مدار العصور، وحاولوا جاهدين إقامة مشروعات التخزين السنوي مثل خزان أسوان، وخزان جبل الأولياء على النيل، للتحكم فى إيراد النهر المتغير، بالإضافة لبعض القناطر على النيل لتنظيم الري.
وظل التخزين السنوي حلًا مؤقتًا، نتيجة لإختلاف منسوب النهر من عام لآخر، ليصبح إنشاء السد العالي أول مشروع للتخزين المستمرعلى مستوى دول الحوض، يتم تنفيذه داخل الحدود المصرية.
وأدى ذلك بدوره لإحداث نقلة نوعية كبيرة فى الزراعة المصرية، حيث نقلها من الزراعة الموسمية إلى الدائمة.
- من أين جاء التمويل؟
تقدم البنك الدولى عام 1955م، بمعونة تضاهي ربع تكاليف السد، لكنه سحب العرض في العام التالي، ليشكل على مصر ضغوط استعمارية، وذلك حتى توقيع اتفاقية بين الاتحاد السوفيتي ومصرعام 1958م، بإقراض مصر 400 مليون جنيه لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، تلاه بعام توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.
وفي 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفيتي، لإقراض مصر 500 مليون جنيه إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد.
- خطوات تنفيذ السد
تقدمت شركتان هندسيتان ألمانيتان في أوائل عام 1954م بمخطط تصميمى للمشروع، راجعته لجنة دولية وأقرته في ديسمبر من نفس العام، واقترح خبراء السوفييت في مايو 1959م، بعض التحويرات الطفيفة، جاء أبرزها تغيير موقع محطة القوى، بجانب اتباع تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد.
وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من السد في 9 يناير1960م، بحفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 مترًا .
وتحولت مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإغلاق المجرى والبدء بتخزين المياه في البحيرة في منتصف مايو 1964م، مع الاستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام محطة الكهرباء وتركيب وتشغيل التربينات، إضافة لمحطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.
وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967، وبدأ تخزين المياه كاملة عام 1968، ليكتمل في منتصف يوليو وتحديدا في 21 يوليو 1970 صرح المشروع، و15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي فى عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
- وصف مفصل للمشروع
1) جسم السد
هو عبارة عن سد مائي ركامي مزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه منسوب قاع السد، طوله عند القمة 3830 مترًا، يمتد 520 مترًا منها بين ضفتي النيل ويمتد الباقي علي هيئة جناحين علي جانبي النهر، بارتفاع 111 مترًا فوق منسوب قاع النهر، وعرض القمة 40 مترًا.
2) بحيرة ناصر
تُشكّل المياه المحجوزة أمام السد بحيرة صناعية هائلة طولها 500 كيلومترًا ومتوسط عرضها 12 كيلومترًا، تغطي النوبة المصرية بأكملها وجزءًا من النوبة السودانية، بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب من المياه المُتدفقة خلال السد، وسعة 32 مليار متر مكعب للمياه التي تقع أسفل منسوب فتحات جسم السد ولا يمكن نقلها من خلال الفتحات.
3) محطة الكهرباء
ترتكز محطة الكهرباء عند مخارج الأنفاق، ويتفرع كل نفق إلى فرعين، مُثبت على كل منهما توربينة لتوليد الكهرباء، بإجمالى 12 توربينة، قدرة الواحدة 175 ميجاوات، لتصبح القدرة الإجمالية للمحطة 2100 ميجاوات، وبذلك تنتج المحطة طاقة كهربائية تصل إلي 10 مليار كيلووات ساعة سنويًا.
فوائد السد
تعدت ايجابيات السد بداية من المعهود فى حمايته لمصر من الفيضان والجفاف، والتوسع في مساحة الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، بجانب إمكانية زراعة محاصيل أكثر استهلاكًا للمياه مثل الأرز وقصب السكر، وتوفير الطاقة الكهربية المُستخدمة في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري، مع الزيادة فى الثروة السمكية فى بحيرة ناصر، وتحسين الملاحة النهرية طوال العام.
ما هي التكلفة الإجمالية للمشروع؟
بلغت التكلفة الإجمالية لمشروع السد العالي حوالى 450 مليون جنيه مصري، وساهم الاتحاد السوفييتى بنسبة مهمة من التكلفة، حيث كانت مصر من أهم حلفائه تلك الفترة التي احتدمت فيها الحرب الباردة بين موسكو والولايات المتحدة.