كيف خرج ”كوليسون” من الريف ليصبح أصغر ملياردير في العالم؟
أميرة حسن القاهرةلم يتخط الـ30 من عمره حتى اصبح اصغر واشهر ملياردير في العالم، رغم نشأته الفقيرة بإحدى القرى الصغيرة بـ"ايرلندا"، استطاع أن يغير صورة الـ"الملياردير" المتعارف عليها من كبر السن فضلا عن بعض الشيب وعدد غير قليل من التجاعيد، كما أنه اثار دهشة واستغراب كل من عرف قصته وراوده الفضول لمعرفة طريقة وصوله لمصاف الأثرياء ورجال الأعمال قبل اكمال العقد الثالث من عمره.
- نشأته:
ولد جون في قرية صغيرة بمقاطعة تيبيري غربي جمهورية أيرلندا الريفية، والتحق بمدرسة ثانوية حكومية في مدينة ليمريك، وبعدها قرر هو وأخوه الدراسة في معاهد أمريكية عليا نجح باتريك عام 2007 في التقديم في المعهد المرموق ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج بالقرب من ولاية بوسطن وفي عام 2009 تم قبول جون في جامعة هارفارد.
يقول جون: من الواضح أن الأمر كان أسهل بالنسبة لي لأن باتريك فعل ذلك قبلي، ولكن كلا منا طور شيئا من حب السفر والتجوال. لقد فكرت في المملكة المتحدة، ولكنها ليست بعيدة بما فيه الكفاية للتجوال، وكل منا كان مواظبا، لذا فالذهاب إلى كلية عليا في الولايات المتحدة كان دائما مغريا
- بداية الرحلة :
أصبح جون وأخوه باتريك من أصحاب الملايين قبل أن يبدأ جون الدراسة في الجامعة حيث كانوا قد بدأوا أول مشروع تجاري لهما وهو شركة برمجيات تسمى أوكتوماتيك تساعد الشركات الصغيرة والتجار من إنجاز أعمالهم الخاصة بصورة سهلة على الموقع المتخصص في المزادات الإلكترونية " eBay"، وفي النهاية تم بيع الشركة بمبلغ ٥ مليار دولار عام 2008 بعد أن قاما بإنشاء مشروع مماثل بعام واحد.
- عثرات على الطريق :
لم تكن مهمة الأخوين كوليسون سهلة على الإطلاق فقد واجها الكثير من الصعوبات، وكان أبرز تلك الصعوبات المنافسة العاتية من الشركات القوية التي سبقتهم بكثير في هذا المجال. كما أن مهمتهما لم تكن سهلة في ايجاد التوازن بين الدراسة والعمل، وهو ما دفعهما إلى ترك الجامعة والتركيز على مشروعهما لضمان نجاحه.
يضاف إلى ذلك، أنهما لم يسلما من محاولات التثبيط والإحباط من بعض الأشخاص الذين كانوا يرون أن المشروع سخيف ومن المستحيل أن ينجح.
ولأنه لا بد لأي مشروع أن يواجه بعض الصعوبات في بدايته، فقد كانت أكبر الصعوبات مسألة التمويل في البداية، وكيفية جمع المال من المستخدمين والتفكير في المنتج أو الخدمة التي يرغب العملاء بها. إلا أن الشقيقين "جون" و"باتريك" تمكنا من تذليل هذه الصعوبات بفضل عزيمتهما وإصرارهما على النجاح والعمل المتواصل.
- الانطلاق :
لم يمض وقت طويل على ولادة مشروع "أوكتوماتيك" حتى قرر الشقيقان كوليسون بيعه بعد سنة واحدة فقط من تأسيسه مقابل مبلغ 5 ملايين دولار.
وكانت هذه بداية الثروة الحقيقية، حيث أنه لم يكتفي الشقيقان بكونهما قد أصبحا من أصحاب الملايين، ولم يقعدا عن العمل للاستمتاع بما جنوا كما قد يفعل البعض، بل تواصل عملهما وسعيهما لبناء مشروع جديد أكثر نجاحا وشهرة، ومن هنا كانت انطلاقة مشروعهما المعروف سترايب (Stripe)، حيث واصل الشقيقان العمل عليه بعد توقفهما عن الدراسة في الجامعة، ليتم إطلاقه في وادي السيليكون بكاليفورنيا. وقد أصبح فيما بعد شركة ناجحة يعمل فيها نحو ٧٥٠ موظفًا، وتمتلك مكاتب في لندن وباريس وبرلين ودبلن.
- سترايب (Stripe) :
تقوم فكرة سترايب (Stripe) على تقاضي مبلغ معين لقاء كل صفقة تتم عند استخدام بوابة الدفع التقنية التي تقدمها الشركة من قبل العملاء المنتشرين حول العالم. كما أن الخدمة التي تقدمها سترايب (Stripe) تتيح للشركات تحصيل المدفوعات على منتجاتها بسهولة وأمان، وتمكنها من إدارة مواقعها الإلكترونية وتخزين بيانات العملاء والمخازن، والعديد من الأنظمة الأمنية المماثلة التي تحفظ لكل شركة بياناتها الداخلية بشكل أفضل وأكثر سهولة.
ويتقاسم الشقيقان أعباء ومسؤوليات إدارة العمل في شركتهما بأنفسهما؛ حيث يقضي "جون" وهو رئيس الشركة، معظم وقته في التعامل مع الأمور الخارجية، كمتابعة الصفقات والشراكات، بينما يتولى "باتريك" المسؤوليات الداخلية للشركة، التي تقدر قيمتها بنحو ٩.٢ مليار دولار.
- الثروة :
ثروة "جون" و "باتريك" تبلغ حوالي ١.١ مليار دولار لكل منهما، وهو ما يمكن اعتباره إنجازًا بالنسبة إلى شابين ينحدران من الريف الأيرلندي، ولم يكملا دراستهما الجامعية.