«إيه اللي حصل؟!».. حلقة جديدة عن الجن والشعوذة ودورهما في التنقيب عن الآثار
إيمان فهيمتعتبر قضية التنقيب عن الأثار احد أكثر القضايا المصرية الشائكة، ذلك لكون الثقافة المصرية تحتوي على العديد من القضايا التي تكشف عن ملابسات وتفاصيل تتداخل عادة مع قضايا التنقيب عن الأثار.
في حلقة اليوم من برنامج إيه إللي حصل؟ ... نسلط الضوء على هذه القضية الشائكة.
اقرأ أيضاً
- أزمة سد النهضة.. وزير الخارجية: لم نشعر بأن هناك نية من أي طرف لحل هذه القضية
- خريج صيدلة الزقازيق :القرآن أبز فينا المباديء
- الأهلي يضرب المقاولون العرب بثنائية
- ظهير الزمالك يرفض الصفقة التبادلية
- الأهلي يقدم خطوة لضم موهبة بيراميدز
- الشوط الأول.. المقاولون يفرض التعادل السلبي على الأهلي
- جنش يفكر فى الموافقة على عرض الفيحاء السعودي
- لجنة التخطيط بالأهلي ترفض بيع والتر بواليا نهائياً
- بيراميدز يسقط في فخ التعادل مع الإنتاج الحربي
- شيكابالا يقنع ”دونجا” بالانتقال إلى الزمالك
- لويس إدواردو يقود هجوم المقاولون أمام الأهلي
- مفاجأت في تشكيل الأهلي لمباراة المقاولون العرب
شرارة جديدة:
لاتعتبر قضية التنقيب عن الأثار بصورة غير قانونية أو شرعية قضية حديثة في المجتمع المصري، بالعكس فالقضية تمتد لمئات السنين، غير أن الشرارة الجديدة التي أثارت القضية كانت بسبب إلقاء قوات الشرطة المصرية القبض على النائب البرلماني السابق علاء حسانين الذي اشتهر لسنوات بالعمل في مجال الرقية الشرعية ودخول عالم الجن والماورائيات بعدما تم إتهامه بالمشاركة في عملية تنقيب عن الأثار بصورة غير شرعية، وهو ما دفع السلطات للقبض عليه واجراء تحريات حول شبهة قيامه بنهب الأثار.
بين الشرعية والنهب
يخلط الكثير من متابعي القضية بين التنقيب عن الأثار بصورته الشرعية وبين نهب الأثار والتنقيب عنها بصورة غير مشروعة وبالأخص من خلال الإعتماد على ممارسات مشبوهة يصب بعضها على الدخول في عالم الجن والماورائيات.
- تقوم عملية التنقيب عن الآثار بصورتها الشرعية على قيام مجموعة من الأثريين المصريين بالتعاون أحيانا مع أثريين عالميين بالقيام بمجموعة من المسوح الأثرية في مناطق معينة، يعقبها القيام بكشف أثري منظم ترعاه وزارة السياحة والأثار المصرية، ويكون المصير المحتوم لتلك الكشوف الأثرية هو بالعرض في المتاحف المصرية أو بالقيام بجولات تعرض فيها تلك الأثار بالمناحف الأوروبية بصورة مؤقتة قبل العودة لمصر.
وتحافظ الدولة من خلال عملية التنقيب الشرعي المراقب على الأثار على حماية تلك القطع الأثرية النادرة من النهب أو السرقة أو التهريب أو التعامل مع تلك الأثار بصورة لا تتناسب مع قيمتها الحضارية العظيمة من خلال بيعها.
وقد كانت عمليات التنقيب بصورتها الرسمية المشروعة تتم في مصر منذ مئات السنين، حيث تم الكشف خلالها عن أهم الإكتشافات الأثرية على الإطلاق ومنها الكشف عن مقبرة الأمير الذهبي توت عنخ آمون، والكشف عن وادي المومياوات الملكية التي ضم عدد هائل من المومياوات الذهبية التي وصل عددها إلى 250 مومياء، كما كشفت البعثة الأثرية لزاهي حواس عن مقابر بناء الأهرام والتي تعتبر من أهم إكتشافات القرن العشرين.
- بينما يظهر التنقيب غير الشرعي عن الأثار كل السلبيات التي يمكن أن تتعرض لها تلك القطع الأثرية ما بين السرقة والنهب وإساءة التعامل مع قيمتها الثقافية كما يصل الأمر إلى بيعها خارج مصر وفقدان البلد هذه القطع الحضارية التي لا يمكن تعويضها وتقدريها بثمن.
وقد امتد تاريخ عمليات التنقيب غير الشرعي أيضا إلى عشرات السنوات، ولعل عائلة "عبد الرسول" أحد أشهر العائلات التي اشتركت في عمليات التنقب غير الشرعي عن الأثار منذ عشرات السنين.
وتتلخص قصة العائلة الشهيرة في إهتدائهم من قبيل الصدفة إلى خبيئة أثرية كبيرة ضمت عدد من المومياوات والأثاث الجنائزي الفرعوني، وقد ظلت العائلة لما يصل إلى 10 سنوات تستخرج محتويات المقبرة الفرعونية وتقوم ببيعها للسياح الأجانب في مصر قبل القبض عليهم وذلك وفقا لما ذكرته جريدة الأهرام.
ولم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة من نوعها وإنما تكررت، وبالتالي فقدت مصر على مدار سنوات العديد من أهم القطع الأثرية التي تم نهبها وبيعها للخارج.
التنقيب والجن
تكثر الأقاويل حول الإستعانة بالجن والسحر والشعوذة في عمليات التنقيب غير المشروع عن الأثار، وعلى الرغم من عدم وجود وسيلة مؤكدة للتحقق من مصداقة الروايات المنتشرة بين من يروجون لهذه الفكرة فإن العديد من الممارسات التي يقوم بها المنقبون عن الأثار تركز على هذا الأمر.
ووفقا لما ذكره مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي أن الاسعانة بالسحر والشعوذة شائع جدا في التنقيب عن الأثار في قرى الصعيد حيث تنتشر شائعات أن الجن يمكن أن يدل المنقبين عن الأماكن التي تضم قطع أثرية شرط الحصول على قرابين.
ويؤكد المقرحي أنها تختلف فأحيانا يكون القربان هو ذبح طفل من أطفال القرية، كما كشف أخرون أن عملية الكشف عن الأثار تتطلب قراءة عدد من التعاويذ والطلاسم لإستخراج القطع الأثرية.
وهو الأمر نفسه الذي أكد عليه المتهمون الذين تم القبض عليهم مع النائب البرلمان يالسابق علاء حسانين والذي كشفوا عن قيام حسانين ببعض الطقوس المنفردة التي يقوم فيها بقراءة عدد من التعاويذ والطلاسم والرموز والعبارات غير المفهومة والتي من المفترض أن تقوم بتسخير الجن لإستخراج الأثار.
وقد استخدم حسانين في هذه العملية عدد من كتب السحر ومنها شمس المعارف الكبرى، وكتاب بشارات وحسرات أولياء الرحمن، وكتاب السحر الأحمر، وكتاب موسوعة أهل البيت في الطب الروحاني وسلسلة كتب إحياء علوم الدين.
وعن رأي الدكتور زاهي حواس أحد أشهر علماء الأثار المصريين فقد أكد في لقاء صحفي أن استخدام الجن في التنقيب عن الأثار كلام ليس له أساس من الصحة بل هي مجرد أوهام، وذلك لأن مصر الحديثة بنيت على انقاض مصر القديمة وهذا هو السبب أن معظم البيوت والمنازل المصرية توجد تحتها مقابر أثرية لا تقدر بثمن.
أرقام وحقائق
- تم ضبط أشخاص بحوزتهم تمثال يشتبه في أثريته بإيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
- تم احباط تهريب ٢١ قطعة أثرية كانت في طريقها للتصدير للخارج داخل ١٦ كرتونة.
- أحبطت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسماعيلية، محاولة بيع تمثال ضخم يصل وزنه إلى طن و700 كيلو.
- ضبط 442 قطعة أثرية من العصرين الروماني والبيزنطي بالشرقية.
شاركنا برأيك هل تظن مايتردد من شائعات الإستعانة بالجن والشعوذة في التنقيب الأثر حقيقة؟.