البحرين ومصر.. 8 سنوات من الإنجاز بعد 30 يونيو
هشام بن محمد الجودربقلم:
سفير مملكة البحرين لدى مصر
الحديث عن ثورة 30 يونيو 2013 يزداد ثراءً يومًا بعد يوم، تلك الثورة التي تأصلت بعدها العلاقات بين بلادي ومصر بفضل العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حفظهما الله ورعاهما، وبين الشعبين الشقيقين.
اقرأ أيضاً
- السيسي: مصر ستسعى خلال رئاستها الدورة الثامنة للتركيز على التمكين الاقتصادي للمرأة
- وزير التعليم يشبه امتحانات الثانوية العامة بحرب الاستنزاف
- السيسي: هناك فرصة تاريخية لطرح الصورة الحقيقية حول وضعية المرأة في الإسلام
- ضبط 11919 شخص لعدم الالتزام بارتداء الكمامات الواقية
- السيسي: مصر تتشرف بتولي رئاسة الدورة الثامنة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة
- لا خسائر بشرية .. إخماد حريق في عقار بكرداسة
- السيسي: العاصمة الإدارية تعكس صورة مصر الحديثة وميلاد الجمهورية الجديدة
- أسعار الريال السعودي في مصر اليوم الخميس
- أسعار الدولار في مصر اليوم الخميس
- مايا مرسي تستعرض جهود تمكين المرأة المصرية في جميع المجالات
- قرار جمهوري بالموافقة على قرض كويتي لتمويل إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر
- السيسي يفتتح اليوم المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الإسلامي الخاص بالمرأة
فمن يقرأ التاريخ، سيعرف أن ثورة 30 يونيو شكلت علامة فارقة في تاريخ مصر العروبة، كونها أعادت مسار مصر الدولة إلى مكانتها الريادية لتبقى عظيمة بعدأن كادت تختطف من أمتها العربية.
لقد كانت مملكة البحرين ملكًا وحكومة وشعبًا صفًا واحدًا، في دعم مصر لعودتها إلى مكانتها كونها القلب النابض للأمة العربية ولأشقائها، ولعل التاريخ يسطر أن جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة كان أول زعيم عربي وعالمي يزور جمهورية مصر العربية بعد ثورة 30 يونيو، وتحديدًا في الأول من يوليو 2013، هذه الزيارة التي جاءت حبًا وتقديرًا من ملك البحرين لهذا البلد العظيم، ولهذا الشعب والقيادة.
اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، سجلت العلاقات بين مملكة البحرين ومصر الشقيقة فصلًا جديدًا يضاف إلى فصول العلاقات المتجذرة عبر التاريخ التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين في شتى المناحي السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية، إذ تؤكد زيارات جلالة الملك المفدى لمصر ولقاءاته مع أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا وقوف البحرين قلبًا وقالبًا مع مصر وقيادتها وشعبها الشقيق ضد أية محاولة للمساس بالأمن القومي المصري والعربي، والجميع يعلم مدى متانة هذه العلاقة التي تجمع بين القيادتين.
ومن موقعي كسفير لبلادي في مصر، أسجل اعتزاز المملكة قيادةً وشعبًا بالمواقف المشرفة لمصر وشعبها الشقيق تجاه مملكة البحرين وأمن منطقةالخليج، ودورهافي تعزيزمسيرة العمل العربي المشترك.
وخلال وجودي في مصر على مدار أكثر من العام ونصف العام، فإنه يربطني بيوم الثلاثين من يونيو ذكرى عزيزة كتاريخ مهم في مسيرتي الدبلوماسية حيث تشرفت في الأول من يوليو 2020 بتقديم أوراق اعتمادي لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الثقة الملكية الغالية بتعييني سفيرًا لمملكة البحرين في القاهرة، ومن قبلها كان ارتباطي بمصر ارتباطًا وثيقًا عندما كنت وزيرًا للشباب والرياضة وكمواطن بحريني يعشق أرض الكنانة، وما سمعته عن مصر من والدي وحبه لها.
وخلال السبع سنوات الماضية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر، نلمس جميعًا وعلى أرض الواقع حجم الإنجاز الذي تقوم به القيادة السياسية في مصر على كافة المستويات، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وتنمويًا وثقافيًا، وفي تطوير البنية الأساسية ليهنأ الشعب المصري الكريم بوطن يليق بهم، وتكون مصر مهدًا وموطئًا لجميع أشقائها العرب.
وإذ نسجل تقديرًا وعرفانًا الجهود المضنية التي يقودها الرئيس السيسي داخليًا وخارجيًا من أجل محاربة الإرهاب والتطرف، منذ تنصيبه رئيسًا للجمهورية في يونيو 2014 وحتى اللحظة، ولعل التنسيق والتواصل المستمر بين مملكة البحرين ومصر في ضوء تطابق الرؤى إذ يؤكد دور مصر المحوري في التصدي لأي تهديد يمس مملكة البحرين أو دول الخليج، إيمانًا بأن مصر الكبيرة وجيشها الباسل الدرع الحامي للعروبة ونهضة الأمة.
ولعل ما يؤكد ذلك موافقة مجلس جامعة الدول العربية، وفي مقدمته مملكة البحرين، في شهر مارس 2015، على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتشكيل "قوة عربية موحدة لمحاربةالإرهاب" لتحيي الأمل في تفعيل اتفاقية "الدفاع العربي المشترك" الموجودة منذ قرابة 70 عامًا، تلك الدعوة التي تكتسب أهمية كبرى في ظل التحديات التي تواجههاالمنطقة.
ولعلنا نشهد جميعًا تلك الطفرة التي أحدثها الرئيس السيسي في 7 سنوات في تسليح الجيش المصري بأحدث الأجهزة والمعدات العسكرية وإنشاء القواعد العسكرية في شتى بقاع مصر للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي، لتظل بطولات القوات المسلحة المصرية التي يسطرها التاريخ ستظل مصدر فخر واعتزاز لأبناء الأمة العربية.. وإذ يسجل التاريخ في هذا الإطار مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين رئيس الوزراء نائب القائد الأعلى، افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية في 25 يوليو 2017 والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط، وحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي، افتتاح قاعدة "برنيس" العسكرية جنوب محافظة البحرالأحمر في 16 يناير2020، وحضور سموه أيضًا يوم السبت الماضي 3 يوليو 2021 نيابة عن جلالة الملك المفدى افتتاح قاعدة "3 يوليو" البحرية بمنطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر ومتبعة فعاليات المناورة "قادر 2021"، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين منها "حمد 3" والتدريب المصرى – البحرينى فى نطاق الأسطول الشمالى، و"درع العرب" و"خالد بن الوليد 2018" و"جسر الصداقة" و"سيف العرب".
وإذ يسطر منح الرئيس عبدالفتاح السيسي "قلادة النيل" – وهوأعلى وسام مصري- إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في 27 أبريل 2016، فصلًا جديدًا في العلاقات الراسخة بين البلدين وتعبيرًا أصيلًا عن مشاعر المحبة والأخوة التي تكنها مصر قيادة وشعبًا لجلالة الملك المفدى وتقدير خاص لمواقفه الثابتة والرائدة في مساندة ودعم الشقيقة مصرفي مختلف الأوقات والمناسبات.
وإذ أؤكد في هذا المقام على عمق التواصل الثقافي المستمر بين مملكة البحرين ومصر الشقيقة حيث يحضرني احتفاء المجلس الأعلى للثقافة بالعيد الوطني لمملكة البحرين في 16 ديسمبر من العام الماضي 2020 ضمن مبادرة "علاقات ثقافية" التي أطلقتها وزارة الثقافة المصرية، ومنح الشاعر البحريني قاسم حداد في يناير 2020 جائزة ملتقى القاهرة للشعرالعربي، كما كان اختيار مؤسسة الأهرام العريقة لإقامة مهرجان الأهرام الثقافي بمملكة البحرين في الفترة من 8 إلى 12 أكتوبر عام 2018في دورته الثانية تحت رعاية كريمة من جلالة الملك المفدى، خير شاهد على تنامي العلاقات الثقافية بين البلدين صاحبتا أقدم حضارتين عرفتهما البشرية دلمون والفراعنة.
وإذا نظرنا إلى العلاقات الاقتصادية بين البحرين ومصر، خلال السبع سنوات الماضية نجد حجم الاستثمارات البحرينية في مصر بلغ 3.2 مليار دولار لـ 216 مشروعًا، وتحتل المملكة المرتبة الـ 16 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصري، وبلغ حجم التبادل التجاريغير النفطي لعام 2020 بلغ 431.79 مليون دولار، مقارنة بـ 181 مليون دولار في عام 2013.
وتحتل مصر المركز الخامس كشريك تجاري لمملكة البحرين فيما يخص الصادرات غير النفطية لعام 2020 بقيمة 343.04 مليون دولار ، مقارنة بـ 131 مليون دولار في عام 2014.
وبالنسبة للواردات تحتل مصر الشريك التجاري رقم 25 بقيمة 88.48 مليون دولار عام 2020، مقارنة بـ 59 مليون دولار في عام 2013.
وفيما يخص إعادة التصدير، فقد مثلت مصر الشريك التجاري رقم 11 لمملكة البحرين بقيمة 23 مليون دولار لعام 2019، مقارنة بـ 11.814 مليون دولار في 2013.
وبلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين وفقا لإحصاء لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين 286 مليون دولار، مقارنة بـ 62.754 مليون دولار في عام 2013.
كل ذلك، يؤكد عمق العلاقات البحرينية المصرية، والتي تعد نموذجًا للعلاقات العربية الأخوية، وما لمصر من مكانة خاصة لدى مملكة البحرين، فهي صاحبة المواقف البارزة في نصرة قضايا الأمةالعربية، وصاحبة الدور الريادي في دعم المملكة وتعزيزنهضتها، كما أن مصر تمثل امتدادنا القومي الذى نعتز بريادته ومشاركة الكثير من التجارب وفى مقدمتها حمايةالمقدرات العربية.
إنها مصر العروبة، مصر التاريخ، مصرالحضارة، بمكانتها القومية العربية تعبر بقوة وإرادة شعبها العظيم لتبني المستقبل.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم بقيادة فخامةالرئيس عبدالفتاح السيسي.