السبت 12 أبريل 2025
محطة مصر

    فن وثقافة

    فاطمة الكيلاني : هدفنا من تنظيم مهرجان” قابس سينما فن” تكوين سيستم ثقافي إقتصادي متكامل

    محطة مصر

    في اليوم الأول لوصولي مهرجان «قابس سينما فن» الذي نُظمت دورته الثالثة بالفترة بين ١٨-٢٦ يونيه الجاري، أخذت الصديقة العزيزة لمياء قيقة مديرة كلية قمرت، بجامعة قرطاج، تُعرفني بالشخصيات التونسية الموجودة من صحفيات ومخرجات وفريق عمل المهرجان، ثم بدأت تحدثني عن شخصية فاطمة الكيلاني، ودورها الداعم للمهرجان من خلال قسمي «الكازما» و«الكا أوف»، فجعلني الحديث متشوقة للقاء تلك السيدة لمعرفة كيف تفكر؟

     

    هى امرأة تونسية معجونة بالثقافة وعشق الفنون، خصوصاً الفن المعاصر. تجمع معادلة صعبة من طرفيها، فهى أستاذة تسويق وباحثة في معهد الدراسات التجارية العليا في قرطاج، ومتخصصة في الفنون البصرية إذ تعشق جمع الأعمال الفنية المتميزة وتبحث عن الفنانين الموهبين. حين التقيتها حكت لي عن تجربتها في «لابوات» التي أسستها في ٢٠٠٧، كمؤسسة غير ربحية في الفنون المعاصرة للترويج للفنانات والفنانين التونسين بالذات، وهذا جعلها تُشارك أكثر في النشاط الثقافي والفني فأخذت تُنظم معارض في تونس منذ ٢٠٠٧ لفنانين من أبناء وبنات بلدها، حتى صارت تجربتها - من وجهة نظرها - أكثر احترافية في التعامل مع الفن المعاصر.

    اقرأ أيضاً

     

    أسألها: لماذا التحول من بحوث التسويق ودراسة التجارة والإقتصاد إلى الفنون؟ فتقول بابتسامتها الرائقة: لا أرى تناقضاً في ذلك، لأن بينهما تكامل. أنا «كوليكتر» - أهتم بجمع واقتناء التحف الفنية -أصلاً ومهتمة بالفن، أشتري الفن، وأمشي أشوف المعارض في تونس وفي الخارج. اهتمامي بالفن المعاصر هو اهتمام شخصي. كان هواية وعشق ذاتي لكن بعد فترة اتجهت للطريق الأكثر احترافية في ممارسته.

     

    هل تأثرت بالفن منذ الطفولة؟كان الوالد والوالدة يهتمان بالفن، خصوصا الإسلامي. كنا نذهب إلي مصر ونزور كثيراً ومطولاً خان الخليلي. عشنا في مصر. كنا نمشي بين الناس ونزور صُناع هذه الأعمال الفنية، والتجار الذين يبيعون كل أشكال التحف. لذلك فقد عشت عمري كله وسط الفنون وكبرت على معايشتها. فصرت أنا أيضا أهتم بها. بدأت بالفن الإسلامي، ثم تدريجيا أخذت أذهب للفن المعاصر، سواء في تونس أو خارجها.

     

    بين رأس المال والفن علاقة شائكة، خصوصاً في عالم السينما، فقد يتحكم رأس المال في حرية الإبداع.. كيف ترين ذلك الصراع؟

    المال أمر ضروري ومهم للفن. التمويل هو وسيلة وليس غايية وليس أي شيء آخر. الهدف من حياتي وتعاملي واهتمامي بالفن ليس صنع رأس المال من وراء هذه الفنون. أنا منتجة له، وأدعو بقية الفنانين للاشتراك في إنتاج أشكال مختلفة من الفن المعاصر. على المستوى الفلسفي مصادر التمويل يجب أن تٌكَرَس لإنتاج أعمال فنية أجمل وأعمق، ويجب أن نسعى جاهدين حتى تصل هذه الفنون إلي أكبر عدد من الناس. إذن، المفروض أن يكون دور المال هو دعم الفن والفنانين. هذا عمل المنتجين وهذا سبب وجودهم أصلا.

     

    لكن في السينما الأمر مختلف، فالمنتج قبل أن يدخل في أي مشروع سينمائي لابد أن يتأكد أنه سيربح؟

    في الفن المعاصر هذا ليس شرطاً. أتحدث عن نفسي بالأساس، لأن «لابوات» مؤسسة غير ربحية. لدينا - كمنتجين لهذاالنوع من الفنون - شعور بالالتزام والمسؤلية تجاه مجتمعنا، لا يمكن أن نعتبرها نظرة رومانسية وفقط، إنها فلسفة حياة. علينا دور يجب القيام به لخدمة أبناء وبنات هذا المجتمع. طبعا، قد يكون هناك عدد من أصحاب معارض الفنون التشكيلية الذين يقومون بشراكات في الإنتاج وتقديم قطع فنية مع الفنانين، ثم من خلال إضفاء قيمة فنية على الأعمال يُمنحون نسبة من المبيعات فيما بعد.. لكن هذا لا ينطبق علي مؤسستنا «لابوات» أو غيرها من الأنشطة التي أقوم بها في نهاية الأمر.

     

    تضمّنت الدورة الثالثة من مهرجان قابس سينما فن ٧٠ فيلما، من بينها ٢٨ فيلما في قسم السينما و٢٦ فيلما تم برمجتها للمرة الأولى في تونس، إلى جانب ١٥ فيلما جديدا في قسم الواقع الافتراضي، و١٨ عملا لفنانين تونسيين وعالميين في قسم فن الفيديو، منها تسعة عروض عالمية أولى. وحضرتك كنت المهتمة والمسئولة عن قسم الفيديو بشقيه قسم «الكازما»، و«كا أوف».. كيف وُلدت فكرة المشاركة بالمهرجان؟

    جاءت ولادة الفكرة في ٢٠١٨. كنا قد نظمنا «أوف»، مهرجان سابق. قوبل بصدى كبير. عندما تأسس مهرجان قابس سينما فن عام ٢٠١٩ تبادلنا الحديث. التقينا وتناقشنا، وأثناء ذلك تساءلنا؛ لماذا لا ننظم مهرجان حول الصورة المتحركة حيث نجمع السينما والفيديو آرت والواقع الافتراضي؟ لماذا لا نُنظم مهرجان متكامل، حيث تتجاور الفنون جنباً إلي جنب، فيجمع المهرجان الاتجاهات الثلاثة، ويكون انعاكس للفنون الثلاثة أيضاً.

     

    لماذا الفن المعاصر. والفيديو آرت.. هل هناك سبب معين أم أنه ذوق شخصي؟

    لأن الفيديو وسيط مستعمل من فنانين يُحبون التعبير عن أشياء خاصة اليوم.. كما أننا لا نريد احتكار فن واحد، أو سيطرة فن على باقي الفنون، نريد التنوع.. لأن الواقع يؤكد أن هناك فنون كثيرة بأنواع عديدة، نريد تحقيق فكرة التكامل بين الفنون.

     

    ولماذا قابس؟

    أنا متعلقة جداً بمهرجان «قابس سينما فن». لأنه يُقام في مدينة قابس، أنا لست منها، لكن عندي بها علاقة شخصية قوية. من خلال زوجي حبيت هذه المدينة وحبيت ناسها، وبما أني مهتمة بالفن المعاصر فوجدت أنهم يستحقون أن يُمنحوا الفرصة بأن نأخذ بأيديهم، فالكثير منهم عمرهم ما شافوا معارض، عمرهم ما راحوا تونس العاصمة، عمرهم ما خرجوا من قابس، عمرهم ما شافوا فن معاصر. لذلك من الواجب علينا أن نتوجه إليهم، ونساعدهم، ونقدم لهم هذه الفنون، وليس قابس وحدها. ربما تكون قابس هى المرحلة الأولى، لابد أن نذهب لكل جهة في تونس، ونساعدها أن تشارك في النشاط الثقافي والفني الدولي.

    ألاحظ في مهرجان «قابس سينما فن» الحرص الشديد على إقامة علاقة بين الإنسان وبيئته، سواء من خلال العروض المقدمة التي تتناول قضايا بيئية، أو من خلال أماكن العروض كما في «الكازما» الموجودة على شاطئ المدينة، والتي تخصص بعضها لطرح أمور خاصة بقابس وأجوائها؟

    نعيش في محيط لازم نكون منسجمين معه، وضروري أن نعيش فيه بسلام، من هنا نسعى جاهدين لخلق تلك العلاقة الهارمونية من أجل المستقبل، فالتلوث منتشر في محيط المدينة التي تبدو وكأنها لوحة مجهولة، أو منطقة مهمشة. نريد أن نرفع عنها هذا التجاهل والتهميش، أن نمنحها حقها في حياة كريمة بمزيد من تسليط الضوء عليها ثقافيا وسياحيا وفنيا، ربما نحتاج الوقت حتى نحقق ما نريد كاملاً لها، لكننا سنظل نحاول بإصرار حتى نلفت أنظار العالم أجمع إليها، نريد أن يزورها الناس من مصر ومن أوروبا وأمريكا لُيدركوا أهمية البلاد، وما تستحقه. هذا ليس فقط دور المهرجان، لدينا هدف آخر؛ أن الشباب والشابات في قابس يستعيدوا الأمل ويسترجعوا الثقة بأن ثمة مستقبل لهم هنا في تونس.

     

    أشعر بإيمانك الكبير وأملك في أهمية الفن ودوره في إنقاذ البيئة وتطويرها؟

    هذا هو الهدف من تنظيم وإقامة مهرجان «قابس سينما فن». تكوين «إيكو سيستم» في الفن، نظام متكامل إقتصادياً فنياً وثقافياً. نخطط لخلق عدة نشاطات بالمدينة طوال العام؛ فمثلاً إقامة «مركز للصورة» الذي يجعل ناس وفنانين من قابس ومن خارجها يأتون ليخدموا هنا، ليصنعوا أفلاماً تنتمي للفيديو آرت، على أن يكون ذلك بشراكة مع فنانين من الخارج، ثم يقدموا مشروعاً مكتملاً لمهرجان «قابس سينما فن» في نهاية العام. هذا شيء مهم جدا بالنسبة لنا. مثلا مركز الصورة آرتستيك ريزيدنس سوف نُدشنه في سبتمبر القادم، في أحد البيوت القديمة في قابس، نفس البيت الذي أقمنا فيه عروض «كا أوف».. سيكون محل لإقامة آرتستيك ريزيدنس. سيكون فرصة ومجال لتبادل الآراء والنقاشات بين الفنانين، سيُقام به ورش عمل. نريد لأهل قابس أن يشعروا بالإهتمام، نريدهم أن ينخرطوا ويشتركوا في هذا الدورة الفنية البيئية الإقتصادية المتكاملة ويحتكوا بالخبرات الأجنبية لتقديم أعمال خاصة بهم، وسيكون هذا من خلال مهرجان «قابس سينما فن»، فأهل قابس يستحقون منا تقديم الخدمات غير الموجودة وغير المتاحة لهم للإرتقاء بمستوى معيشتهم وحياتهم.

     

    تشاركين في العديد من لجان التحكيم.. لماذا تقبلين الاشتراك فيها رغم انشغالك ومسئولياتك العديدة؟

    إنها الرغبة في إستكشاف الفنانين، العاطفة والشغف القوي باكتشاف المواهب، ثمة فرحة قوية تغمرني آنذاك، سواء كان فناناً تونسياً أو من أي جنسية آخرى. هذا واجب علينا، أن نكتشفهم ونبدأ بالاتصال والتواصل معهم، أن نتعاون معهم في المستقبل.

     

    وماذا عن أحلامك لقابس ولنفسك؟

    نحلم باسترجاع الثقة عند الإنسان التونسي في الإبداع، لتقديم أعماله. عندنا طاقة في تونس. ينقصنا فقط استرجاع الثقة في روح الشباب.. لازم يعملوا بقناعة، بإيمان. صحيح أن الروح عادت إليهم بفعل الثورة، جعلتهم يشعرون بالمسئولية علي أرواحهم، بقي أن نُعيد إليهم الثقة في الإبداع وفي وجود مستقبل لهم في بلادهم. أما على المستوى الشخصي؛ عندي برشة مشاريع، لكن المهرجان يهمني أكثر، له أبعاد أكبر وأعمق، أريد التركيز عليه، لدينا تحدي بمزيد من النجاح والتطوير، ونحن حذرين، فهذه الدورة كانت تأكيد للمبادئ العامة للمهرجان وكانت أيضا سنة انفتاح على رهانات وتحديات بالتفكير في أنشطة شملت كلّ الفاعلين في حقل الفنون البصرية من مبدعين ومهنيين وتقنيّين ونقاد، كذلك مستقبلاً نريد لقسم «كا أوف» - المخصص للفنانين التونسيين الناشئين - اكتشاف مزيد من المواهب الجديدة بفن الفيديو، أن يسمح لهم بالتعبير عن خياراتهم الفنية وأن يكونوا مسؤولين عنه، وهذا يأتي في سياق التزام «قابس سينما فن» بتشجيع المشهد الفني الشاب في تونس ودعمه في رحلته الوليدة.

    مهرجان قابس سينما فن ينزل إلى سوق اللحمة والخضار سينما الواقع الإفتراضي في مهرجان قابس سينما فن تعرف على قائمة جوائز الدورة الثالثة لمهرجان قابس سينما فن

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    السبت 03:02 صـ
    13 شوال 1446 هـ 12 أبريل 2025 م
    مصر
    الفجر 04:01
    الشروق 05:32
    الظهر 11:56
    العصر 15:30
    المغرب 18:20
    العشاء 19:40

    استطلاع الرأي