فنان ارستقراطي اختارته مجلة فرنسية من أفضل 10 ممثلين في العالم مات اصما..مالا تعرفه عن زكي رستم
نيرمين حسين محطة مصر
اختارته مجلة " بارى ماتش" الفرنسية كواحد من أفضل 10 ممثلين فى العالم،كتب فيه المؤرخ والناقد السينمائى الفرنسى جورج سادول :
" فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويلز بملامحه المعبرة والمؤثرة "
اقرأ أيضاً
عرضت عليه شركة "كولومبيا" بطولة فيلم عالمى رفض بشدة و قال غير معقول أشتغل فى فيلم يعادى العرب .
أنه الفنان الكبير " زكى رستم " الذي ولد في أسرة ذات ثراء فاحش ،والده كان من الأعيان وكانوا يعيشون في قصر ضخم ،كان يستغل سفر والده وغيابه عن البيت عندما كان يذهب لمتابعة اراضيه ويجمع الترابيزات والكراسى في القصر ويقف عليهم ليمثل كأنه واقف على مسرح صغير ويحضر الخدامين والسفرجية كأنهم كومبارس وجمهور ويتمرن عليهم .
عندما مات والده باعت أسرته القصر وسكنوا في حى الزمالك في شقة واسعة ،واشترطت عليه أمه أن يترك المنزل ويقيم في اى مكان فى حال اختياره المضي في مشوار التمثيل خصوصا ان رجوعه كل يوم الفجر يمكن أن يوقف "سوق وحال أخواته البنات اللى هيتقال على أخوهم فلتان وأراجوز".
ترك المنزل فعلا واضطر الى الاعتماد على نفسه وأكمل في مشوار التمثيل ،واخذ شقة في عمارة يعقوبيان في شارع 26 يوليو بوسط البلد بالقاهرة ،وبدأ إسمه يعرف شوية بـ شوية ،أحب فتاة جميلة من أسرة عريقة ،وكانت الوحيدة التي أحبها فـ عمره كله،وذهب وتقدم لها ورغم إنه مـن عيلة كبيرة الا ان الفتاة رفضته لـ"ملامح شكله العنيفة ، تبريقة العين اللى تخوف ،الحواجب اللى عاملة 111 علي طول ، الصوت الخشن"، كان كل ذلك أسباب رفضها له.
وتلك الاسباب نفسها هي التى جعلت جيرانه في عمارة يعقوبيان يأخدوا منه جنب ،رضى بنصيبه وصمم على ان يكمل حياته بدون جواز لأن كان دائما عنده هاجس إنه لو تقدم لـ أى واحدة سوف ترفضه، لدرجة إنه من باب التريقة كان يقول على نفسه لما اخوته يحضرن له عروسه" أنا مش بتاع جواز وماتعاشرش ومش عايز أبهدل معايا بنات الناس " وكان يشعربذلك من نظرات الناس له ،وبالتالى بيجيب العيب في نفسه .
كان الفنان الكبير زكى رستم معروفا بشدة اندماجه فى التمثيل لدرجة كبيرة، سواء فى أدوار الخير أو الشر، واشتهر بقوة اندماجه فى الشخصية حتى أن الكثيرات من الفنانات اللاتى شاركنه أعماله كن يخفن منه، خاصة حين يقتضى المشهد أن يضرب او يصفع إحداهن، خوفاً من قوة الاندماج لدرجة تظهر فى شدة لصفعة والضرب لدرجة كبيرة.
عاش وحيدا،وخلال شهرته وانتشاره السينمائي عاني زكي رستم من فقدان السمع، ووصلت ذروة معاناته خلال أخر أفلامه "أجازة صيف" عام 1966 مع فريد شوقي، ونيللي، وحسن يوسف، تأليف محمد أبويوسف، إخراج سعد عرفة.
لم يستطع زكي رستم خلال تصوير مشاهده بالفيلم سماع ماذا يقول الممثل الذي يؤدي الدور أمامه، وتغلب على ذلك بحفظ الحوار وقراءة شفايف الممثلين.
مات الفنان زكي رستم عام 1972 ، وعندما مات أسرته اكتشفت إنه كان متكفل بـ مصاريف ورعاية وكفالة 21 طفلا يتيما في دار أيتام في الزمالك وكان يقسم كل دخله من التمثيل أول بـ أول بينه وبينهم ويحضر لهم الهدايا ويقضى معهم يوم كل أسبوع .