انقسام كتلة جليدية أكبر من لندن بـ 3 مرات ينذر بـ”كارثة”
حنين ناجيعانى الجبل الجليدي الأطلسي A-68 المشؤوم الذي انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في عام 2017 من انقسام كبير آخر، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فبين يومي الثلاثاء والخميس من الأسبوع الماضي، ظهر جبل جليدي مصغرجديد يسمى A68g، يبلغ طوله 33 ميلاً وعرضه 11.5 ميلاً، انفصل من الجزء الأكبر المتبقي من الجبل الجليدي الأصلي A68a، في جنوب المحيط الأطلسي.
ولوحظ الانقسام الجديد وتشكيل A68g لأول مرة من قبل هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (BAS) وأكدها المركز الوطني الأمريكي للجليد (USNIC) الخميس الماضي، باستخدام صور من القمر الصناعي للتصوير بالرادار الأوروبي "سينتيل 1 إيه - Sentinel-1A".
تشكل الجبل الجليدي A-68 في يوليو 2017، عندما تسبب صدع ضخم في الجرف الجليدي "لارسن سي" بالقارة القطبية الجنوبية في انفصال تريليون طن من جبل جليدي يعد ثالث أكبر جبل جليدي على الإطلاق عن القارة القطبية الجنوبية.
وبلغت مساحة الكتلة الجليدية A-68 قي ذلك الوقت، 5800 كيلومتر مربع (2240 ميل مربع)، مما يجعلها بحجم ولاية ديلاوير، أو أكثر من 3 أضعاف ونصف المساحة التي تغطيها لندن الكبرى.
ومنذ ذلك الحين، انقسمت الكتلة الجليدية بشكل مطرد إلى أجزاء أصغر فأصغر تتحرك شمالاً بواسطة التيارات المائية في اتجاه جزيرة جورجيا الجنوبية وهي إحدي الجزر الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي.
وغردت "لورا جريش"، أخصائية رسم الخرائط في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (BAS) على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلة: "لقد انقسم الجبل الجليدي A68a إلى قطعتين أو ثلاث قطع بين 26 و 28 يناير من العام الجاري".
ويقع الجبل الجليدي حاليًا حوالي 130 كم (80 ميلًا) جنوب شرق جورجيا الجنوبية، كما تعد A68a أكبر قطعة متبقية من A68 والتي تم العثور عليها من الجرف الجليدي "لارسن سي" في عام 2017.
غالبًا ما تتبع الجبال الجليدية جهة التيار القطبي الجنوبي للقارة القطبية الجنوبية، وهو تيار محيطي حول جزيرة جورجيا الجنوبية.
وقالت لورا في تصريحاتها للصحيفة: "من المتوقع إن يتبع الجبل الجليدي هذا التيار، ويدفع الكتل الجليدية الأخرى إلى الوراء نحو جنوب جورجيا وحولها".
وأضافت: "سنواصل مراقبة تحركاتهم لأنها قد لا تزال على الجرف القاري الضحل حول جنوب جورجيا، كما فعلت الجبال الجليدية السابقة".
ويتابع العلماء باستمرار الأجزاء الأكبر من الجبل الجليدي، لمعرفة ما إذا كانت ستصطدم بجزيرة جورجيا غير المأهولة بالسكان، كما يشعر العلماء بالقلق إزاء التأثير الذي يمكن أن يحدثه على التنوع البيولوجي الفريد للجزيرة.
فنظرًا للحجم الهائل للجبل الجليدي وسمك أكبر قطعتين (A68a و A68g)، يمكن أن تعلق الكتل الجليدية في المياه حول الجزيرة، مما قد يمنع الفقمة وطيور البطريق من الصيد في المياه.
ولكن في حالة وصول الكتلة الجليدية إلى المحيط المفتوح، فمن المحتمل أن تنهار بسبب تيارات المياه القاسية هناك.
كما تشكل الكتل الجليدية المنفصلة عن القارة القطبية الجنوبية مصدر قلق كبير للخبراء، فالقارة تحتوى على ما يكفى من المياه العذبة لرفع مستوى سطح البحر بحوالي 2.5 مترًا.
ويجادل العديد من العلماء بأن الانفصال الأول الذي حدث للجرف الجليدي عام 2017 لم يكن بالضرورة بسبب تغير المناخ، وإنما قد يعكس ببساطة النمو الطبيعي ودورة الاضمحلال للجرف الجليدي.