لطفية النادي.. أول امرأة مصرية وعربية تقود طائرة
قد ينبهر الكثير بتعيين أي كابتن طيار من النساء، خاصة في مصر والعالم العربي، ولكن التاريخ يوثق أن أول امرأة تعمل كابتن طيار وتتقلد هذه الوظيفة، هي شابة مصرية وعربية تسمى لطيفة النادي، في العشرين من عمرها، والتي تمكنت من قيادة الطائرة عام 1933، وبعث لها هدى شعراوي في نهاية العام برقية تهنئة، كتبت فيها "شرّفتِ وطنَك ورفعتِ رأسنا، وتوّجتِ نهضتنا بتاج الفخر".
ويقف موقع "محطة مصر نيوز" على قصة أول شابة مصرية تعمل كابتن طيار منذ عام 1933..
اقرأ أيضاً
- شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي .. محمد وهبة للناشئين
- طه ياسين الخنيسي على أعتاب البنك الأهلي
- حبس مدمن شرع في قتل والده بـ”سيخ حديد” في منشأة ناصر
- بيراميدز يقترب من ضم حمدي النقاز
- المالي ماليك توريه ينضم لفريق غزل المحلة
- ”استقالة ملك الموت” أحدث إصدارات هيئة الكتاب
- محاكمة عاطل حاول تهريب هيروين لأحد المتهمين بحجز البساتين
- راحة سلبية للاعبي الأهلي الدوليين من التدريبات
- كهربا وطاهر محمد طاهر يغيبان عن مران الأهلي
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
تفاصيل حول شخصية لطفية النادي
من هي لطفية النادي؟.. لطفية النادي من مواليد القاهرة عام 1907، لأسرة بسيطة، حيث يعمل والدها موظفا في المطبعة الأميرية، واستطاعت الالتحاق بالتعليم النظامي، الذي حظى به عدد قليل من نظيراتها الفتيات في تلك الفترة.
وكانت لطفية تنزعج كثيرا، من الخلط في اسمها بين لطفية ولطيفة، حيث يناديها الجميع بالاسم الثاني.
حلم الطيران
عرفت لطفية عن الطيران، في المدرسة المتوسطة، وكان الالتحاق بمدرسة للطيران، هو أمر حديث من نوعه، وعلى الرغم من غرابته وحداثته، رواد الحلم الفتاة الصغيرة، فقررت السعي إلى تحقيقه، وفي عام 1932 تأسست مدرسة مصر للطيران في منطقة ألماظة بمصر الجديدة، فقررت الالتحاق بالمدرسة.
كانت هذه الفتاة هي لطفية النادي ذات الستة والعشرين ربيعا، وكانت المناسبة فوزها في مسابقة دولية للطيران نُظّمت في مصر.
شروط الالتحاق بالطيران
ومن أجل الالتحاق بالطيران، كان هناك شروطا لابد من توافرها، وكان الشرط الأول متمثلا في موافقة الأهل، أما الثاني فهو تأمين نفقات المدرسة، ولخوفها من والدها قررت لطفية إخفاء الأمر عن والدها، ولجأت لطفية في حل تلك المعضلة إلى والدتها، حيث ذهب بها إلى إدارة المدرسة لتلبية الشرط الأول.
أما الشرط الثاني، فلم تجد بدا من تحقيقه إلا العمل في وظيفة سكرتيرة في المدرسة، من أجل تحقيق4 تلك النفقات.
67 ساعة تدربية
ومع العمل، تمكنت لطفية من أن تحضر حصتين أسبوعيا في المدرسة، حيث تلقت ما يعادل 67 ساعة تدريبية على يد معلمين أجانب ومصريين، تعلمت فيها الطيران وقواعده ودروسه، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع العوائق التي من الممكن ات تعترضها خلال رحالتها الجوية، كما تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمى الطيران بالمدرسة، فتعلمت في 67 يومًا.
اللحظة المنتظرة.. بعد أميليا إير هارت
وفي عام 1933، كانت اللحظة المنتظرة في حياة لطفية، ذلك لأنها حصلت على إجازة الطيران، لتصبح من خلال تلك الإجازة أول امرأة كابتن طيار في مصر، وثاني امرأة في العالم، بعد الأمريكية أميليا إير هارت، تقود طائرة بمفردها.
وكانت لطفية رقم 34 في قائمة الحاصلين على هذه الرخصة في مصر، وكانت أسعد لحظات حياتها حينما أعلمت أبيها بالأمر، وأخذته في جولة بالطائرة، وحلقت به فوق سماء القاهرة والجيزة وعند الأهرامات، الرحلة التي أذهبت غضبه من أفعالها، وجعلته يعترف بمهاراتها.
سباق للسرعة على هامش المؤتمر
وفي ديسمبر من عام 1933، أقيم سباق للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر، وشارك فيه طيارون من أكثر من ستين دولة حول العالم، وكانت لطفية النادي من بين ضمن قوائم المشاركين فيه.
وبدأ السباق بين القاهرة والإسكندرية، وفاجأت لطفية الجميع، بعدما كانت الأولى في الوصول إلى نقطة النهاية قبل بقية المتسابقين بدقيقة كاملة.
الجائزة تذهب لمتسابق فرنسي
وبالرغم من فوز لطفية، إلا أن لجنة التحكيم لم تعترف بذلك، ورفضت الإقرار لها بهذا الفوز، وذلك بدعوى أنها أغفلت إحدى خيمتين على ساحل البحر المتوسط لم تدر حولها مكتفية بالدوران حول واحدة، ومنحت بذلك الجائزة لمتسابق فرنسي.
مصر تحتفل بابنتها
مصر لم تغفل دور ابنتها وفوزها، فاحتفلت الصحف المصرية بهذا السبق وأصبحت لطفية النادي حديث الساعة بوصفها أول قائدة طيران في البلاد، حيث كتب عنها الصحفي سلامة موسى في "المجلة الجديدة" في عددها الصادر في يناير من عام 1934 قائلا: "ولكن مصر حاربت هذه التقاليد ونجحت في محاربتها ... وأثبتت للعالم أن المرأة المصرية ليست قعيدة البيت .. وأن فيها من الإقدام والاقتحام ما هو جدير بإعجاب العالم... فإذا بالمرأة في مقدمة الصفوف... وها نحن نرى ثمرة التطور في لطفية النادي التي يشمخ كل مصري الآن برأسه افتخارا بها".
في حين كتب الصحفي أحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة بعددها الصادر في الشهر نفسه :"مَن كان يخطر بباله أن الآنسة لطفية بنت الخدر العربي، وذات الخفر المصري، تباري أساطين الطيران ذوي الماضي البعيد والمران الطويل والخبرة الواسعة وهي لم تقض في علاج هذا الفن غير ستة شهور، فكيف يقع في الظن أن تسبق سابقهم وتهبط الأرض قبله بدقيقة كاملة؟".
برقية هدى شعرواي
أما هدى شعراوي، الناشطة النسوية، بعثت برقية تهنئة وافتخار إلى لطفية النادي، بجانب توجيه دعوة عامة للمصريين إلى الاكتتاب لشراء طيارة للطفية النادي دعمًا لها وللمرأة المصرية الطامحة إلى طرق هذا المجال.
فيلم "الإقلاع من الرمل"
فى عام 1996، تم إنتاج فيلم وثائقي تناول قصة كفاح لطفية النادى بعنوان "الإقلاع من الرمل"، من إخراج وجيه جورج. وفي هذا الفيلم سُئلت عن السبب الحقيقى وراء رغبتها فى الطيران، فقالت إنها كانت تريد أن تكون حرة، وفي عام 1997، حصل الفيلم على الجائزة الأولى للمجلس الأعلى للثقافة في سويسرا.
عذراء الطيران رحلت لسويسرا
يذكر أن لطفية لم تتزوج قط، وكرست حياتها للطيران، وتوالت إنجازاتها، إلى أن تقاعدت عن الطيران، وعينت بمنصب سكرتير عام نادى الطيران المصري، بعدما أسهمت في تأسيسه، وإدارته بكفاءة عالية، وعاشت لطفية جزءًا كبيرًا من حياتها فى سويسرا، حيث منحت الجنسية السويسرية تكريمًا لها، ولكنها توفيت فى القاهرة عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عام 2002.
أجيال من بعد لطفية
وبذلك فتحت لطفية الباب، فلحقت بها دينا الصاوي، زهرة رجب، نفيسة الغمراوي، لندا مسعود أول معلمة طيران مصرية، بلانش فتوش، عزيزة محرم، عايدة تكلا، ليلى مسعود، عائشة عبد المقصود، وقدرية طليمات، ثم أحجمت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية، فلم تدخل مجال الطيران فتاة مصرية منذ عام 1945، إلا أن بدأت في العودة مؤخرا.