أخرها نجمة واحدة لمناصرة فلسطين.. 3 أزمات تكشف اضطهاد ”فيسبوك” ضد المسلمين

تتوالى الأزمات يوما تلو الآخر على شركة فيسبوك Facebook، والمؤسسة لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا، حيث تتعرض مؤخرا لعدد من الغرامات فضلا عن التقييمات القليلة والآراء السلبية، حول سياستها التي أصبحت تنتهك بشكل واضح خصوصيات المستخدمين في المنصة، كما تتحيز ضد قضايا العرب والمسلمين بشكل خاص لحساب أطراف ومصالح أخرى.

 

وفي هذا التقرير يقدم موقع "محطة مصر نيوز" أبرز الأزمات التي تعرض لها موقع فيسبوك ضد العرب والمسلمين..

 

نجمة واحدة تهدد الأمبراطورية

واجه مارك زوكربيرج، مؤسس موقع فيسبوك، خطورة تقيم موقعه بنجمة واحدة، ومدى قدرتها على هز عرش الإمبراطورية، التي سعى في تأسيسها على مدار سنوات، وخاصة بعد موقفه المهاجم لأنصار القضية الفلسطينية.

وبعد أحداث عنيفة ودامية شهدها الشعب الفلسطيني المحتل، تعرضت شركة فيسبوك لحملة، تسببت في خفض تقييم تطبيقها مناصرة لفلسطين قد أتت هذه الحملة أكلها بسرعة فائقة إذ انخفض تقييم التطبيق في 20 من شهر مايو الجاري من 4.9 نجمات إلى 1.9 في "آب ستور" و2.4 عبر متجر "جوجل بلاي".

انخفاض الأسهم لأول مرة

وبهذا التقييم، انخفض سعر أسهم شركة فيسبوك لأول مرة منذ أكثر من 52 أسبوعا بنحو 0.75% للسهم الواحد لتبلغ قيمته 316.2 دولارا أميركيا، بعد أن كانت قيمته قبل حملة الضغط 319 دولارا، وذلك حسب موقع "ماركت ووتش"، وهو واحد من أكبر موقع لرصد أسهم الشركات الكبرى في البورصة العالمية.

 

عبارة لمارتن لوثر كينج

وبفعل بسيط لا يتخطى الثواني المعدودة، والتي تتمثل في ضغطة على تقيم من نجمة واحدة، تعادل في عالم التواصل درجة واحد من خمس نجمات تشكل 5 درجات، كلما تزايدت دلت على جودتها قام مناصرو القضية بالضغط دون تردد، لتهدد تلك النجمة موقعا هو الأهم، في عصر الذكاء الاصطناعي والخوارزميات.

ويبدو أن المناصرين كانوا قد اقتدوا بعبارة شهيرة لمارتن لوثر كينج، يقول فيها "سيكتب التاريخ أن أكبر مأساة في مرحلة التغير الاجتماعي، لم تنبع من الضجة القاسية للسيئين، وإنما من الصمت المروع للطيبين".

أرباح فيسبوك انخفاض مفاجئ

ويمكن استنتاج خوف الشركة من ذلك التقييم، بسبب صافي أرباح شركة فيسبوك خلال الربع الأول من العام الحالي بلغ 9.497 مليارات دولار، قياسا بـ4.9 مليارات دولار في الربع الأول من العام الماضي، وهو ما يعادل 3.3 دولارات للسهم الواحد، مقابل 1.71 دولار للسهم خلال المدة نفسها من عام 2020.

تهدف لحذف السلبيات من خلال آبل وجوجل

أدرك مارك خطورة الوضع على شركته، مما جعل إدارة الشركة تجتمع مع إدارتي شركتي آبل وجوجل، في محاولة منها لإزالة التقييمات السلبية في متجري التطبيقات التابعين لهما لكن آبل رفضت الطلب، بينما تلكأت شركة جوجل في تلبيته حتى الآن، مما لم يجدي نفعا، وما زالت التقييمات منخفضة جدا حتى الآن إذ انخفض تقييم التطبيق إلى 2.3 نجمة في جوجل بلاي، و2.4 في آب ستور.

 

اعتذار للشعب الفلسطيني

ومع انتهاء الحلول أمام فيسبوك، لجأت في محاولة أخيرة منها لاحتواء الأزمة، فقدمت الشركة عبر منصتها اعتذارا للشعب الفلسطيني ومناصري قضيته في أنحاء العالم، ملقية اللوم على الخوارزميات، في محاولة منها للتنصل من مسؤوليتها وانحيازها لإسرائيل.

إلا أن هذا الاعتذار لم يجدي، فانتقد موظفو عملاقة التواصل الاجتماعي فيسبوك Facebook، في وقت سابق من هذا الشهر، سياسة الشركة بعد تحيز أنظمة المنصة ضد المحتوى العربي المشارك على موقع، خلال الصراع الأخير بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ليست الأزمة الأولي

لم يكن الشعب الفلسطيني المحتل وقضيته، هو الأزمة الأولى التي وقعت فيها فيسبوك، ولكنها تعرضت لأزمات عدة بسبب مواقفها المتحزية ضد المسلمين.

1) بورما "ميانمار"

في الأزمة التي شهدها مسلمو بورمة، على يد السلطات الجيش بميانمار، اتهمت شركة فيسبوك بأنها تجاهلت تحذيرات من استغلال منصتها في بورما "ميانمار"، لزيادة عمليات التطهير العرقي بحق أقلية الروهينغا المسلمة في البلاد.

الأمر كان مكلفا ومعقدا، إلا أن تبجح مارك، جعله يعلن أن الشركة تعلن مسؤوليتها الكاملة عما ينشر على منصتها وبأنها تمارس دور الرقيب، بحسب تقرير نشرته "نيويورك تايمز".

ولكن فيسبوك بعد استجواب مارك في مجلس الشيوخ، أعلن في نهاية الأمر، أنه يقوم تعيين موظفين يتحدثون اللغة المحلية لمراقبة المحتوى المتعلق ببورما، وأنه سوف يقوم بحذف الصور المتحيزة ضد مسلمي بورما.

إلا أنها ظلت وعودا كاذبة، حيث وجود بعد مرور حوالي أربعة أشهر على هذا الاستجواب، وجدت وكالة "رويترز"، وتحديدا في أغسطس من العام الجاري، بالإضافة لمارس من عام 2018، والذي شهد تحيزا أن المشكلة لم تحل، حيث وجودت أكثر من ألف تعليق ومنشور وصورة موجهة ضد أقلية الروهينغا وغيرهم من مسلمي بورما على موقع فيسبوك.

 

2) أزمة الرسوم الفرنسية لنبى الأسلام محمد

بعد تفاقم أزمة الرسوم الفرنسية المسيئة للنبي محمد، على يد أحد المدرسين الفرنسين، والذي تم قتله على يد طالب مسلم، وكانت سياسات موقع فيسبوك في تلك الفترة متحيزة ضد المسلمين، مما دعا العرب والمسلمين كافة، لمقاطعة موقع فيس بوك، من خلال تداول المستخدمون لهاشتجات ، #deletefacebook (#احذفوافيسبوك) وكذلك #BoycottFacebook.

وكانت تلك المقاطعة لموقع فيسبوك، بجانب مقاطعة للمنتجات الفرنسية، وعلى مستوى العلاقات الدولية، دعا رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، فيسبوك إلى حظر المحتوى المعادي للإسلام على منصته، محذرًا من تصاعد التطرف بين المسلمين، بعد ساعات من توجيهه انتقادات للرئيس الفرنسي "لمهاجمته الإسلام".

وتحدث خان حينها : "عن وجوب فرض فيسبوك حظر على الإسلاموفوبيا والكراهية ضد الإسلام مثل الذي وضعها على الهولوكوست، والتي كان فيسبوك قد أعلن أنه سيقوم بتحديث سياسة خطاب الكراهية لحظر المحتوى الذي ينكر أو يشوه الهولوكوست.

النشر على أساس عنصري تميزي

واجهت فيسبوك أيضا مشكلة استخدام منصتها لأغراض تمييزية، مثل توجيه المعلنين إعلاناتهم بناء على العرق أو الدين، وذلك وفقا لما نشرته بعض التقارير الصادرة من وزارة الإسكان الأميركية، والتي ذكرت من قبل أن الخيارات المتاحة لتصميم الإعلانات تسمح لأصحاب وبائعي المنازل بتحديد المشترين على أسس تمييزية مثل العرق والنوع والدين والجنسية.

لترد فيسبوك على ذلك في أغسطس الماضي بإزالة أكثر من خمسة آلاف منشور في الإعلانات لمنع إساءة استخدامها، مثل منع وصول الإعلانات لأشخاص لديهم اهتمامات بديانات أو ثقافات معينة.

 

اسوأ أسبوع في تاريخ فيسبوك وخسارة 58 مليار دولار

1) وتتعدد الأزمات الأخرى لموقع فيسبوك، حيث قدمت الشركة 58 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسواق المال الأمريكية، في عام 2018، والذي يعد اسوأ الأعوام على الشركة ، وذلك بعد اعتراف مارك، بارتكاب أخطاء أدت لاختراق بيانات المستخدمين.

 

2) كما لم يشفع الاعتذار الرسمي الذي تقدم به زوكربيرغ للمستخدمين، حول انتهاك خصوصياتهم وحصول شركة "كامبريدج أناليتكا"، على بيانات ومعلومات أكثر من 50 مليون مستخدم معظمهم من الأمريكيين لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016.