«ساندوتش وسيجارة».. نهاية القصري المأسوية بعد تعرضه للخيانة وفقدان بصره وذاكرته
محطة مصر"يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة"، "كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا"، "انتي ست دا انتي ست أشهر بس"، " نورماندي 2"، بهذه العبارات حفر القصري تاريخه بذاكرة المصريين، وترك للفن إرثا عظيما.
فمن خلال تلك الأفيهات والحركات الكوميدية والملابس وأسلوب الكلام، كان القصري صاحب سمة مميزة في الكوميديا لا يضاهيه فيها أحد.
اقرأ أيضاً
- تامر حسنى يقبّل يد طفل معجب من ذوى الهمم 3 مرات على المسرح
- ارتفاع في أسعار الذهب اليوم الإثنين 27/9/2021
- مصرع 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بأسوان
- ثبات في أسعار الذهب اليوم الأحد 26/9/2021
- إنخفاض أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 25/9/2021
- داود حسين ل”عمرو الليثي” :أحمد زكي مثلي الأعلى ولا أستطيع تقليده
- ارتفاع طفيف في أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 24/9/2021
- رسالة هامة من التموين للمقبلين على شراء الذهب
- هكذا عدت إليكم.. تعليق ماجدة الرومي بعد سقوطها على المسرح
- «بيت المسرح» يشارك بـ 5 عروض في فعاليات المهرجان القومي
- عمرو سليم في ضيافة ياسمين الحربي على المسرح الصغير بالأوبرا
- انخفاض جديد.. تعرف على أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 23/9/2021
ولكن بالرغم من شهرته مات القصري وحيداً لا يتذكره أحد، بعد أن عانى من عدة أمراض ألزمته منزله، كان أبرزها إصابته بالعمى وتعرضه للخيانة من زوجته التي نهبت كل ممتلكاته وطلبت منه الطلاق للتزوج من شاب صغير السن، والذي كان القصري يعطف عليه ويعتبره ابنا له.
وفي السطور التالية يعرض موقع "محطة مصر" أبرز 5 محطات تتناول حياة الفنان الكوميدي الراحل عبد الفتاح القصري...
1) المحطة الأولى: النشأة والموهبة
عبدالفتاح القصري من مواليد أبريل عام 1905 بحي الجمالية بجنوب القاهرة، ولد لعائلة ثرية تتاجر في الذهب، فوالده كان يعمل "جواهرجي"، امتاز عن أقرانه بتقليد النقوشات الأجنبية على الذهب، وكان القصري قد درس بمدرسة الفرير الفرنسية وتخرج من مدرسة القديس يوسف بالخرنفش.
وبدأ عشقه للتمثيل منذ صغره، فبعد سنوات طلب من والده أن يترك المدرسة ويعمل معه، وبعد إلحاح ترك المدرسة، إلا إنه لم يلتزم بالعمل في محل والده فكان دائم السهر مع زملائه، بسبب حرصه على حضور العروض المسرحية لفرقة فؤاد الجزايرلي، ومن هنا انطلق في مشواره الفني من خلال الالتحاق بفرقة عبدالرحمن رشدي، ومن ثم فرقة عزيز عيد وأخيرا فرقة فاطمة رشدي.
بالإضافة إلى انضمامه لعدد من فرق الهواة، قبل أن ينضم إلى فرقة نجيب الريحاني، والتي منها انطلق القصري نحو المجد و الشهرة.
تبناه نجيب الريحاني، وطلب منه التفرغ للفن، وترك التجارة في الذهب مع عائلته، فقام القصري بإغلاق المحل بعد موت والده، وبالفعل استطاع أن يحقق نجاحاً بالغا على خشبة المسرح، من خلال عددا من العروض، أشهرها "البونديرة"، "الجنيه المصري"، الأمر الذي دفع المنتجين والمخرجين للبحث عنه والتعاقد معه للمشاركة في عدد من الأفلام السينمائية.
وجاءت معرفة الريحاني به محض صدفة، وذلك بعدما تداولت أنباء الصحافة قصة ممثل كان بفرقة جورج أبيض المسرحية أضحك الجمهور بدلا من أن يبكيهم، وكان ذلك في إحدى العروض حينما قدم القصري مشهدا تراجيديا، إلا إن الجمهور ظل يضحك، وفي الكواليس وبخه جورج أبيض وصفعه على وجهه وطرده من الفرقة، بعدما رد عليه قائلا: "بحب أضحك الناس هو أنا لازم أبكيهم".
2) المحطة الثانية: مجد سينمائي
قدم القصري خلال مشواره الفني ما يقارب الـ 160 فيلماً سينمائياً، وكانت أول أعماله السينمائية فيلم "المعلم بحبح" عام 1935، وكان القصري بمثابة قاسماً مشتركاً في أعمال إسماعيل يس ونجيب الريحاني، فمن أشهر أدواره دور "المعلم حنفي" في فيلم "ابن حميدو" مع الفنان إسماعيل يس وهند رستم وأحمد رمزي وزينات صدقي، وكان يمثل هو وزينات ثنائي كوميدي رائع، بالإضافة لدوره في أفلام نجيب الريحاني، والتي كان أبرزها فيلم "سكر هانم" عام 1960 وكان آخر أفلامه.
3) المحطة الثالثة: العمي على خشبة المسرح
مع كل هذا النجاح، شهد القصري تغيرا جذريا قلب حياته رأسا على عقب، ففي لحظة صادمة وفارقة تعرض للعمى على خشبة المسرح أثناء تقديم مسرحية مع إسماعيل يس، وبدأ العمي يداهمه منذ استعداده في الكواليس، حيث ارتفع ضغطه ونقل لمستشفى الدمرداش.
4) المحطة الرابعة: 3 زيجات وخيانة
كان القصري قد تزوج 3 مرات، ولم يرزق خلال زيجاته الثلاث بأبناء، إلا أن زيجته الأخيرة كانت الأصعب، فتزوج القصري من فتاة تصغره بأكثر من 20 عاما، كانت تأخذ كل ما يتقاضاه من أموال وتعطيه "مصروفا" له، وجعلته يكتب كل أمواله وما ورثه عن والده لها، كما ذكر الإذاعي إمام عمر في برنامجه "قول يا عم"، أن زوجته طلبت منه الطلاق بعد إصابته بالعمى، وأجبرته على أن يشهد على عقد زواجها من شاب كان يعمل صبي بقال، وظل القصري يعطف عليه لمدة 15 عاما، ويعتبره ابناً له، وذلك جاء مقابل أن تترك له غرفة صغيرة يعيش فيها.
5) المحطة الخامسة: مرض واحتياج
اشتد المرض على القصري، ففقد الذاكرة مع إصابته بالعمي، وتصلب بالشرايين، وكان يقف في شباك غرفته التي حصل عليها من طليقته، ويطلب من المارة أن يعطه "ساندوتش وسيجارة"، ولكن الأطفال والناس كانوا يستهزوء به ويطلبوا منه أن يقول لهم "نورماندي 2"، ولأنه كان فاقدا للذاكرة فكان يقول العبارة بصيغة عادية، كونه لا يتذكر متى وأين وكيف قالها.
وبعد فترة طويلىة عاشها القصري في معاناة، زارته الفنانة نجوى سالم، والفنانة ماري منيب، بمنزله، ولكنهما فوجئوا بأن زوجته قد منعت الناس عن زيارته، كما فوجئوا بفقدانه الذاكرة أيضا، فقررت الفنانة نجوى سالم نقله لمستشفى القصر العيني، كما قامت الفنانة هند رستم بحملة تبرعات من النجوم لصالح القصري.
وطالب عدد من النجوم بشقة للقصري، وتقدمت نجوى سالم بطلب لمحافظ القاهرة حينها يوسف السباعي، وبالفعل منحه المحافظ شقة بمساكن الشرابية، كما صرفت له النقابة معاشا قدره 10 جنيهات شهرية، في الوقت الذي تبرع فيه الكاتب الكبير يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيهاً لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريراً ينام عليه، وظلت بهية شقيقته بجواره حتى رحيله في 2 مارس 1965.
ففي ذلك التاريخ، اشتدت نوبة السكر على القصري، وأصيب بغيبوبة وتم نقله إلى مستشفى المبرة ليلفظ هناك أنفاسه الأخيرة، وأنهت الفنانة نجوي سالم إجراءات الدفن والتصريحات من المستشفى وكانت الصدمة، أنه لم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد، هم شقيقته بهية والفنانة نجوى سالم وجيرانه قدري المنجد وسعيد عسكري الشرطة وآخر حلاق وصديقه الترزي.