نوال عبد الحميد.. قصة كفاح أشهر تلميذة في مدرسة سراي القبة الثانوية بنات
لمع نجمها فجأة في محيطها الصغير، فأصبحت أشهر تلميذة في مدرسة سراى القبة الثانوية للبنات، وذلك ليس لجمالها أو أنقتها، ولكن لبراعتها أولا، وقصة كفاحها التي يضرب بها المثل بين زميلاتها، فنوال عبد الحميد التلميذة بمدرسة سراى القبة، تعد أشهر خياطة تحيك ملابس وفساتين زميلاتها والسيدات، حتى تستطيع أن تعول نفسها وشقيقتها.
وبذلك استطاعت نوال أن تبهر الجميع على أن الفتاة المصرية تستطيع أن تكون مثلا أعلى بين فتيات العالم، وأنها خطت خطوة إلى الأمام، بأقدام ثابتة لا تتزحزح، فالمرأة الغربية ليست الوحيدة التي تكون الركن الثاني الهام في المجتمع، ولكن تشاركها في ذلك المرأة المصرية، حيث أن الأخيرة الآن تمثل أحد أركان وطنها وقدمت نوال برهانا ودليلا صادقا على ذلك.
اقرأ أيضاً
- شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي .. محمد وهبة للناشئين
- طه ياسين الخنيسي على أعتاب البنك الأهلي
- حبس مدمن شرع في قتل والده بـ”سيخ حديد” في منشأة ناصر
- بيراميدز يقترب من ضم حمدي النقاز
- المالي ماليك توريه ينضم لفريق غزل المحلة
- راحة سلبية للاعبي الأهلي الدوليين من التدريبات
- كهربا وطاهر محمد طاهر يغيبان عن مران الأهلي
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
- علاء ميهوب يرفض العمل في جهاز موسيماني بالأهلي
- رمضان السيد يتحدث لـ”محطة مصر” عن اختيارات كيروش لقائمة المنتخب
اقرأ أيضاً | قصر ﺍﻷﻣﻴﺮة ﺍﻟﺰﺍﻫﺪة” ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﻓﻴﻖ ”....هدييتها الى وزارة الخارجية المصرية
ويعرض موقع محطة مصر القصة كاملة لنوال عبد الحميد، كما نشرتها مجلة الجيل في العدد رقم 229 ليوم الاثنين الموافق 14 من مايو لعام 56 19 ..
قصة كفاح لفتاة صغيرة
نوال عبد الحميد، الخياطة والتلميذة، في السنة التوجيهية بمدرسة القبة الثانوية بنات، أي تقريبا في الثامنة عشر من عمرها، ولكن قصة حياتها بدأت منذ زمن بعيد، وتحديدا في الثانية عشر من عمرها في مدرسة القبة الابتدائية، فقد تفتح ذهن الطفلة الصغيرة مبكرا، وأدركت أن مسئولية أبيها "عبد الحميد أحمد سعيد" كثيرة، ولن يكون في استطاعته توفير المال اللازم لها ولشقيقتها حتى تتما تعليمهما، فأرادت أن تعمل وهي في السنة الرابعة الابتدائية، حتى تستطيع اتمام تعليمها الثانوي.
وبحثت نوال في افكارها وميولها لتجد أية هواية تستطيع البدء منها، وسهرت تفكر في أي عمل تقوم به، شريطة ألا يتعارض مع شروط والدها، الذي ينشغل باله على ابنته الصغيرة وكان مشغول بمستقبلها.
مدرسة دروس خصوصية
وبالمصادفة، وجدت نوال أخيرا، تلميذة صغيرة تسكن في المنزل الملاصق لبيتها، كانت قد رسبت في امتحان سنة أولى روضة، فكانت والدة التلميذة تبحث عن مدرس لها، فتقدمت نوال لذلك، وطلبت من والدة الفتاة أن تعطي ابنتها دروسا خصوصية.
ولأن أسرة التلميذة، أسرة فقيرة الحال، قبلت بعرض نوال، لما في ذلك من توفير نفقات على الأسرة، وبالفعل بدأت نوال التلميذة في السنة الرابعة بتدريس اللغة العربية والحساب لتلميذتها الصغيرة، وبفضل دروس نوال وأشرافها، نجحت التلميذة الصغيرة وانتقلت إلى السنة الثانية.
أول مرتب لنوال لم تقبله
وبمناسبة نجاح التلميذة الصغيرة، أرسلت والدتها ثلاثة جنيهات وزجاجة شربات إلى نوال ثمنا للدروس الخصوصية التي كانت السبب في نجاح ابنتها، ولكن نوال كانت تعلم جيداً حالة الأسرة الاجتماعية وخصوصا بعد علمها أن والدتها قد اقترضت المبلغ لتعطيه لنوال، ففضلت ارجاع الجنيهات الثلاثة إلى الأسرة على أن تصرفها في شراء ملابس لها، ولكنها أبقت على زجاجة "الشربات".
9 أساور ذهبية
بعد ذلك توافد الكثير من الطلبة والطالبات على نوال، من أجل إعطائهم دروسا خصوصية، وبجانب هذا العمل الصغير، كانت نوال تستذكر كثيرا لتحصل على مجموع عال تستطيع الالتحاق من خلاله بمدرسة ثانوية، وبالفعل نجحت نوال وحصلت على مجموع 70%، والتحقت بعد ذلك بمدرسة حدائق القبة الإعدادية.
وكانت نوال في ذلك الوقت قد ادخرت مبلغا لا بأس به من المال، فاشترت 9 أساور ذهب، ثم واصلت إعطاء الدروس الخصوصية لمدة سنة كاملة، ولكنها توقفت فجأة لأنها اكتشفت في نفسها هواية جديدة، فأرادت أن تستفيد منها.
هواية جديدة وأول درس في التفصيل
علمت نوال بموهبتها، بعدما نجحت في السنة الأولى الاعدادية، فقدم لها والدها قطعة قماش هدية، فأرادت نوال أن تفصلها فستانا، وأرسلتها بالفعل لخياطة تسكن جوارها، ولكن التصميم الأخير للفستان لم ينال رضا أو إعجاب نوال، ورغبت في أن تفكه وتعيد خياطته من البداية، فمن هنا خطر ببالها تعلم التفصيل لكي توفر أجرة الخياطة.
اقرأ أيضاً | ”عزة بنت المدير” إحدى جنديات مصر بالخارج.. تطلب القضاء على تماسيح النيل
فاقترحت نوال على والدها، أن تعمل عند إحدى الخياطات أثناء فترة الإجازة الصيفية ووافقها والدها على ذلك، فذهبت نوال إلى خياطة بمنطقة غمرة، وبدأت تتعلم منها طريقة تفصيل وحياكة الملابس.
وجدير بالذكر أن نوال استطاعت في جميع مراحلها تفوقت دراسيا وعلى مستوى العمل، فحصلت على مجموع 75% في الشهادة الإعدادية، وكان ترتيبها الثانية على مائتي تلميذة في المدرسة.
العودة إلى المدرسة
اشتهرت تلك الخياطة، بضعف ثقتها في البنات التي تعمل لديها، كونها لا تعتمد بطبيعة الحال على الفتيات اللائي يعملن لديها، ولكنها ولأول مرة تعتمد على نوال في خياطة الملابس، إلى أن اعتذرت نوال عن استكمال العمل لديها، ورغبت في العودة إلى المدرسة، ولكن الخياطة لم تصدق ذلك العذر، وظلت تبكي مترجية نوال أن تبقى لديها ولا تتركها وتذهب إلى خياطة أخرى أكثر شهرة وخبرة، كما وجهت لها بعض الاتهامات أن نوال سوف تعمل لحسابها الخاص، خاصة بعدما أبدى بعض الزبائن الرغبة في إرسال الملابس على منزل نوال، وظلت نوال تهدىء منها وتعلمها رغبتها الشديدة في استكمال دراستها.
ولم تتأكد الخياطة من عذر نوال، إلا عندما زارتها نوال أكثر من مرة وهي ترتدي ملابس المدرسة وتحتضن كتبها بين يديها، التي كانت دليلا على صدق نيتها.
ماكينة خياطة بالـ 9 أساور
كانت نوال ملمة بأمور الخياطة والحكاية، بعد تلك الخبرة الطويلة، وذلك التدريب الطويل، التي تلقته خلال فترة الإجازة، ورغبت في ممارسة هوايتها، واستكمال ما كانت تفعله، بجانب الدراسة، ولكنها لم تكن تملك حينها ماكينة خياطة، فأقترحت عليها والدتها، أن تبيع الأساور التسعة، وتشتري بدلا عنها ماكينة خياطة خاصة بها، تعمل عليها من المنزل، وبالفعل قامت نوال بالعمل على الماكينة بعد التفرغ من المذاكرة، وكانت حينها في السنة الثانية الثانوية.
الاعتماد على نفسها
ومنذ ذلك الوقت، وهي تعمل خياطة لتوفير المال الكافي لسد نفقات تعليمها وتعليم شقيقتها، لتتكفل نوال بمصاريفها جميعا منذ سن الـ12 تقريبا، ومع ذلك لم يتغير ترتيب نوال في المدرسة، وإنما تتواجد دائما في مقدمة الفصل، والأولى على زميلاتها، ولم يمنعها عملها عن مذاكرتها، كما لم تتغيب يوما عن المدرسة.
نوال خياطة المدرسة
اشتهرت نوال بين زميلاتها في المدرسة، وأصبحت خياطة المدرسة، وهي لا ترهق زبائنها الصغيرات في الأسعار، فهي تعلم أحوالهن المالية، وتقدم لهم تخفيضا مناسبا، حتى يسطعن ارسال المزيد من الثياب لها.
وأصبحت أمنية نوال الوحيدة منذ ذلك الحين أن تستمر بعملها وتلتحق بالجامعة، كما أنها لن تتخلى عن عملها الحالي، حتى وأن أصبحت خريجة جامعة، ولكنها ستواصل كفاحها التي بدأته وهي في الثانية عشر من عمرها.
ثروة نوال
واستطاعت نوال من خلال عملها أن تجمع ثروة لنفسها، تمثلت في قطع ذهبية تلبسها في المناسبات، او تدخرها لوقت ضيق، وتشكلت تلك الثروة في 9 أساور ذهبية، وحلق وخاتما وساعة، كلها من الذهب.