هل سيسير فيروس ”نيباه” على نفس خطى كورونا؟
دينا عادلفي بداية عام 2020 انتشر فيروس "كورونا" في جميع دول العالم، وقامت كل الدول بتكثيف جهودها لمواجهة هذا الفيروس وتقليل عدد الإصابات بقدر الإمكان، ولكن حتى الآن لم نستطع التخلص من هذا الفيروس نهائيا، ولا تتوقف الفيروسات الجديدة عن الظهور فقد ظهر فيروس جديد مشابه لفيروس كورونا ويسمى "نيباه".
تم اكتشاف فيروس نيباه (NiV) لأول مرة في كامبونغ سونهاي نيباه في ماليزيا عام 1998، حيث أصيب حوالي 260 شخص بالمرض، من خلال العدوى من الخنازير المستوردة التي نقلت المرض من الخفافيش، وتمت السيطرة عليه من خلال القضاء على مجموعة كبيرة من الخنازير.
ولكن لم تكن هذه هي نهاية الفيروس فقد ظهر بعدها مرة أخرى في بنجلاديش، واستمر في الظهور بشكل دوري حتى سجلت حالات جديدة في شرق الهند، حيث تم تسجيل إصابات في ولايات كيرالا الهندية مؤخرا للمرة الأولى.
العدوى بالفيروس:
ظهرت العدوى بالفيروس حديثاً، وهي تصيب الحيوان والإنسان بأعراض شديدة، وتعتبر الخفافيش التي تنتمي إلى فصيلة الثعالب الطيارة وخفافيش الفاكهة الموجودة في معظم مزارع الفاكهة هي الحامل الرئيسي للفيروس.
ويمكن أن ينتقل الفيروس من الخفافيش إلى الحيوانات الأخرى، وهذا بالتأكيد يزيد من معدل انتشاره، كما يمكن أن ينتقل إلى الانسان عن طريق التلامس مع الحيوانات أو تناول أطعمة ملوثة بالفيروس، وينتقل الفيروس من إنسان لإنسان آخر بسهولة.
الخفافيش هي الحامل الرئيسي للفيروس
أعراض الإصابة:
قد يكون المريض حامل للفيروس ولا تظهر عليه أية أعراض، وقد يصاب بالحمى والسعال والارتباك، كما يؤثر الفيروس على الجهاز التنفسي أو يصاب المريض بالتهاب العضلات والإسهال والقيء، وتعتبر أعراضه مشابهة لفيروس كورونا والتهاب الدماغ الياباني والملاريا.
الحمى والسعال من أعراض الفيروس
خطورة الفيروس:
تتمثل خطورة فيروس نيباه في أن فترة حضانته قد تصل إلى 45 يوما مما يتيح له الفرصة للانتشار وخاصة أن المصاب قد لا تظهر عليه أعراض.
كما أن المرض يصيب عددا كبيرا من الحيوانات فهو ينتقل من الخفافيش إلى الماعز والخنازير والأغنام، مما يزيد من احتمالية نقله إلى الإنسان، والإصابة بالفيروس يمكن أن تسبب الصرع والتشنجات حتى بعد الشفاء من المرض.
آراء المتخصصين:
قال الدكتور محمد رحيم، الباحث بكلية الطب وعلوم الحياة في جامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، في لقائه عبر سكايب ببرنامج "صباح الخير يا مصر" إن فيروس "نيباه" يعد جائحة جديدة عابرة للقارات أشد خطرا من فيروس كورونا، ويخاف العلماء من تفشيه لأنه يتحور سنويا.
وأضاف "رحيم" أنه في بداية عام 2020 أو أواخر عام 2019 كان يظن العلماء أن فيروس نيباه هو فيروس كورونا لتشابه الأعراض بينهما، مؤكدا أن الفيروس مازال منحصرا في جنوب وشرق آسيا، والدولة الوحيدة التي تم تسجيل حالات بها خارج تلك الحدود هي غانا، ولكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالات في الشرق الأوسط أو أوروبا.
كما صرحت معامل واشارابلوسادي أن هذا الفيروس يمثل مصدر قلق كبير ومعدل الإصابة الناجم عنه مرتفع، حيث يتراوح معدل وفيات فيروس نيباه بين 40% و 75% بحسب المكان الذي يتفشى فيه.
علاج الفيروس:
لا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض سواء للأفراد أو الحيوانات المصابين، لذلك فالطريقة الوحيدة هي الوقاية وعدم الاختلاط بالحيوانات المصابة مثل الخفافيش والخنازير.
كما يجب غسل الفواكه وتعقيمها جيدا قبل الأكل لأنها معرضة لإفرازات الحيوانات، وتعقيم اليدين باستمرار وعدم الاختلاط بالأشخاص المصابة إلا بعد أخذ الإجراءات الوقائية وارتداء قناع التنفس.