للانتقال للعاصمة الإدارية.. الدولة تغادر قصورها ”شويكار وفائقة وجميلة وتوحيدة”
محمود السيد
خلال النصف الثاني من العام الجاري تترك بعض الوزارات مقارها في وسط البلد، تمهيدا للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ومن بين هذه الوزارات، التربية والتعليم، الصحة، التعليم العالي، الإسكان، بالإضافة إلى مجلس الوزراء، حيث تستهدف الحكومة نقل 31 وزارة و57 جهة رسمية على مستوى العاصمة القاهرة.
وقرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إخلاء جميع المقرات الحكومية الموجودة بالقاهرة بالكامل، مشيرا إلى أن الأعداد القليلة التي ستظل في القاهرة سيتم توفير أماكن بديلة لها تكون أصغر حجما، ولن يتم السماح باستمرار أي من العاملين في تلك المقرات الرئيسية التي سيتم إخلاؤها.
اقرأ أيضاً
- استجابت لها الحكومة.. 5 حالات استغاثة أثارت مواقع التواصل في 2020
- احذر تصوير المواطنين دون إذن.. الحكومة تكشف عقوبات انتهاك حرمة الحياة الخاصة
- ”الوزراء” ينفى تطبيق غرامة 50 ألف جنيه على التصوير داخل النوادى العامة
- الحكومة تكشف حقيقة حذف 14 مليون مواطن من مستحقي الدعم
- لجنة الاستغاثات الطبية بالحكومة تستجيب لـ4996 حالة خلال 2020
- نشرة ”محطة مصر”..الحكومة تعلن موعد تشغيل خط مترو العتبة-الكيت كات...وزيرة الصحة :التطعيم بلقاح كورونا يخفض أعداد الوفيات
- الموافقة علي التعاقد مع ”مايكروسوفت” لتشغيل مركز بيانات العاصمة الإدارية
- اعتبار ”تطوير القرى المصرية” مشروعًا قوميًا.. تفاصيل اجتماع الحكومة
- الحكومة تعلن عن موعد تشغيل خط مترو العتبة-الكيت كات
- نشرة ”محطة مصر”.. نتيجة مباراة الأهلي وبيراميدز.. وسقوط طبيب الأسنان المتحرش بالرجال
- الحكومة توافق على طلب ”راضي” لتشغيل غرفة العناية المركزة بمستشفى روض الفرج
- الحكومة تكشف عن عدد المستفيدين من مشروعي ”تطوير القرى” و”سكن كريم”
وتعمل الحكومة على تقييم وتسعير كل مقر أو منشأة، وكيفية الاستفادة من كل مقر، وهل هي في احتياج إليها أم لا، حيث تم تشكيل لجنة تضم مختلف الخبرات في شتى المجالات، وسوف يستحوذ صندوق مصر السيادي على بعض من هذه المباني، لكنه لن يستحوذ عليها جميعًا، حسبما يروج البعض.
وتشكل هذه المقرات ثروة قومية، وسوف يتم طرح بعضها للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص، بينما سيتم الاحتفاظ بالبعض الآخر، لأنه يشكل ثروة لا تقدر بمال، ومنها المقرات التاريخية والتراثية.
ورصد "محطة مصر" تاريخ عدد من القصور في مربع وزارات وسط البلد..
- مجلس الوزراء
في بداية وضع قدميك على أول أعتاب شارع قصر العيني من ناحية ميدان التحرير، سوف ترى تحفة معمارية من أجمل قصور القاهرة وهو قصر الأميرة شويكار، مقر مجلس الوزراء الحالي، وعلى الرغم من أن القصر يطلق عليه قصر الأميرة شويكار، إلا أن كافة المراجع التاريخية أكدت أنها لم تقم ببنائه، والذي بناه علي باشا جلال زوج السيدة عفت إحدى أفراد العائلة المالكة، إلا أن الأميرة شويكار سكنت القصر، وقامت بإجراء العديد من التعديلات به.
والأميرة شويكار هي ابنة الأمير إبراهيم فهمي باشا، ووالدتها هي الأميرة نجوان حفيدة أحمد رفعت باشا، الابن الأكبر لإبراهيم باشا بن محمد علي، وكانت سيدة مجتمع، وكان لها العديد من الأعمال الخيرية منها إنشاء أول جريدة نسائية في مصر سنة 1945، باسم المرأة الجديدة، وكانت مجلة ثقافية وأدبية، وكان قصرها يستقبل العديد من الشخصيات المهمة حيث كانت تعقد به يوم الأحد من كل أسبوع، ما كان يعرف باسم الصالون، وكان يضم العديد من رجال الدولة وبعضا من أفراد أسرة محمد علي، بالإضافة إلى حفلين سنويا، الأول في رأس السنة الميلادية، والثاني يوم عيد ميلاد الملك فاروق في 11 فبراير.
وتم إنشاء القصر على الطراز الفرنسي الإيطالي، وهو الطراز الذي ساد بناء قصور مصر في أوائل القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين الميلادي، وبناه المهندس المعماري "لاشياك بك"، وقام بأعمال الزخارف به المهندس الإيطالي "نيانكي"، أما الواجهة فقد استلهمت زخارفها من الطراز التركي، المتمثل في وجود فسيفساء من القيشاني أعلى الواجهة الرئيسية، واستخدام الزخارف النباتية العثمانية الملونة والمذهبة في زخرفة هذه الفيسفاء، ويعتبر هذا طرازًا نادرًا في زخرفة القصور الملكية بمصر، وقد تم إلحاق حمامات كبيرة ببعض حجرات القصر تم تجليد حوائطها بالرخام المزخرف بزخارف نباتية وهندسية وتابلوهات فنية تمثل أشكالًا آدمية وحيوانية.
أما أرضية القصر فكلها مغطاة بالخشب الباركيه المزخرف بزخارف هندسية، ولا يزال القصر يحتفظ ببعض الدفايات الرخامية وبعض الكونسولات المصنوعة من الخشب والرخام المزخرف بزخارف الباروك والركوكو.
- التربية والتعليم
وعلى بعد أمتار من مجلس الوزراء يقع مقر وزارة التربية والتعليم "قصر الأميرة فائقة"، والذي بناه الخديوي إسماعيل من ضمن ثلاث قصور في المنطقة لبناته الثلاث، ويعود تاريخ قصر الأميرة فائقة، إلى عام 1874 عندما أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه لابنته المتبناة للزوجة الثالثة له "جشم آفت هانم"، لتقيم فيه عندما تزوجت من مصطفى باشا ابن إسماعيل المفتش، واستخدمته الحكومة المصرية فيما بعد في عام 1931، عندما استأجرته نظارة المعارف ليكون مقرا لها، ثم وزارة التربية والتعليم ليستمر حتى اليوم مقرا لها.
ويتكون القصر من طابقين يربط بينهما سلم رخامى كبير، ذو فرعين ويضم العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضي يطلق عليها القاعة العربية، لأن الزخارف متأثرة بالطراز الأندلسى، والجدران تحتوى على زخارف نباتية وهندسية منفذة على الخشب، أما السقف فهو عبارة عن براطيم خشبية تتخللها أيضا زخارف نباتية وهندسية ملونة ويحيط بالسقف إزار يشتمل على زخارف كتابية تتخللها آيات قرآنية.
- الإنتاج الحربي
وعلى بعد خطوات يقع القصر الثاني لـ"الأميرة توحيدة"، زوجة منصور باشا يكن المعروف بقصر الإنشاء فقد أصبح أول مقر لنظارة الحربية، التي تحولت بعد ذلك إلى وزارة الحربية، ثم أصبح فى عام 1964 مقرا لوزارة الإنتاج الحربي، حتي الآن، والأميرة "توحيدة" هي ابنة "الخديوي إسماعيل" من زوجته " شهرت فزا هانم"، وهي شقيقة الأميرة "فاطمة إسماعيل" التي تبرعت من مالها الخاص لإنشاء الجامعة المصرية.
- الإسكان - التعليم العالي - التموين
وعلى يمين وزارة الإنتاج الحربي يقع القصر الثالث الذي بناه الخديوي إسماعيل لابنته الثالثة "الأميرة جميلة"، زوجة محرم باشا بن كينج شاهين، ناظر الجهادية عام 1879، وتشغله الآن 3 وزارات هي الإسكان فى مبنى القصر نفسه، ووزارة التعليم العالي والتموين على أرض حديقته.
- العدل
ويقع على بعد كيلو متر من مربع الوزارات، وهو أحد قصور إسماعيل المفتش، وزير الخزانة في عهد الخديوي إسماعيل وأخوه بالرضاعة، وكان تشغل وزارة الداخلية أحد قصوره، حتى نقلت إلى التجمع الخامس عام 2016.
والقصر الثاني وهو قصر الحرملك الخاص بالمفتش، وتشغله وزارة العدل، أما الثالث فهو القصر الكبير الذي تشغله وزارة المالية بميدان لاظوغلي، وتبلغ مساحة هذه القصور 23 فدانا.
ومن جانبه قال محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، "إن هذه المقرات قصور ملكية ويعتبر تحفة فنية في إنشائه، ويجب استغلال هذه القصور في السياحة، لأنها تعتبر خسارة كبيرة إذا لم تستغل".
وأشار إلى أنه في حالة إعادة ترميم واستعادة جمال هذه القصور، ستبدأٔ على الفور في إدخال عائد كبير للدولة من الزوار، مشيرا إلى أن "هناك فرصة لإعادة إحياء القاهرة، بعد انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث ستكون المباني خالية يمكن إعادة استخدامها بشكل أفضل".
وأكد أنه تتم حاليا صياغة رؤية جديدة للمنطقة ككل لاستغلالها الاستغلال الأمثل لكل وزارة، مثل إقامة فنادق ومكاتب إدارية أو متاحف، مشيرا إلى أن المنطقة تتضمن مباني مسجلة بوصفها طرازا معماريا متميزا، وأخرى غير مسجلة.