وضع 1600 لحن وله 3 بنات و 4 أولاد.. زكريا أحمد شيخ بدرجة ملحن ساهم في شهرة أم كلثوم
مر على مسامعنا أن كثير من مشاهير الفن، اعترض ذويهم على قراراتهم في بداية التحاقهم بالمشوار الفني، أو هم أنفسهم لم يكونوا يتخيلوا دخولهم إلى الوسط الفني، إلا أن الشيخ زكريا أحمد، كان يعرف ما يريد، وسعى جاهدا حتى وصل لغايته.
ومن خلال ما نشرته مجلة الجيل في العدد 229، الذي صدر يوم الاثنين في الـ 14 من مايو، عام 1956، عن قصة الملحن والشيخ زكريا أحمد.
اقرأ أيضاً
- محافظ الشرقية ورئيس فرع الرقابة الإدارية يتفقدان المنطقة الصناعية ببلبيس
- جامعة الأزهر تعلن فتح باب التسجيل إلكترونياً لاختبارات القدرات بكلية التمريض
- عاجل.. بدء المرحلة الثانية لتنسيق القبول بجامعة الأزهر غدًا الثلاثاء
- جامعة الأزهر: عقد اختبارات القدرات لكلية اللغات والترجمة غداً الثلاثاء
- جامعة الأزهر تكرم أعضاء هيئة التدريس لإسهامهم في رفع تصنيف الجامعة
- ضبط كيان وهمي للنصب على راغبي السفر في الفيوم
- ”الرقابة الصناعية” تجري 1279 حملة تفتيش على المصانع خلال أغسطس الماضي
- شيخ الأزهر يضاعف الدعم النقدي لمستحقي الزكاة في أكتوبر بمناسبة العام الدراسي
- تعرف على موعد ظهور نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2021
- العام الجامعى الجديد..تعرف على تفاصيل التحاق الوافدين بجامعة الأزهر إلكترونيا
- بـ 300 قرش .. تفاصيل تذكرة حفل سيدة الشرق أم كلثوم في مصر زمان
- بدء تلقي طلبات التظلم على نتيجة الدور الثاني للثانوية الأزهرية
ويعيد موقع محطة مصر نشر القصة كاملة للشيخ زكريا أحمد الملحن الذي قدم 1600 لحن...
أب عربي شديد البأس
ولد الطفل زكريا لأب عربي من قبيلة مرزبان بمحافظة الفيوم في مصر، وأشتهرت تلك القبيلة بشدة البأس، وقوة المراس، إلا أن أمه التي تغنت دائما في المنزل، هي من حدت من مقاييس الشدة في المنزل، ويرجع ذلك لنشئتها في الأناضول بتركيا، ودائما ما كانت الأم تعبر عن حنينها لأسرتها بالغناء، لتأتي المفاجاة في رد الأب عليها أحيانا بنفس الطريقة.
حيرة بين مدرستين
في هذا الجو ترعرع زكريا محبا للغناء بطبيعة الحال، إلا أن آباه اعترض طريقه، ووقف في وجه رغبته، فقد كان يريده عالما وفقهيا من رجال الدين، وبالفعل ألحقه بالأزهر، وفي الوقت ذاته قيده بمدرسة خليل أغا، ليجمع بين علوم الدين والدنيا، وظل الصغير حائرا بين المدرستين، ودائما ما كان يجذبه حنينه نحو الغناء، فكان يذهب خلسة إلى مشايخ الفن بـ "الصينية" الموجودة في ميدان الحسين، ليشبع هوياته.
سماع الأسطوانات خلسة
كان زكريا الطفل ينتهز الفرص لسماع الأسطوانات الغنائية المطروحة بالأسواق آنذاك، وكأنه مختلسا لشيء ما، ومرات كانت تمر العاصفة بسلام عليه وينتهي من سماع أسطواناته بعد أن تعلق قلبه بحب الغناء أكثر، إلا أن مرات غيرها كانت تخونه الفرص، فيضبطه والده ويعنفه، ويلقنه ضربا مبرحا بالسياط، وظلت تلك الصولات والجوالات، تهدد استقرار الصبي المتعلق قلبه بالفن إرضائا لنفسه، بينما يتعلق عقله بالأزهر طاعة لوالده.
معاهدة سلام بين الأب والأبن
فاز حكم العقل، وحلت المشكلة، فى اليوم الذي قرر فيه الوالد عقد اتفاقية مع الأبن، اجتمعت شروطها في شرط واحد فقط، ويتمثل في أن اليوم الذي يصبح فيه زكريا مقرئا، يُباح له من أن ينهل من ينابيع الفن، وبالفعل نفذت الإتفاقية.
بعد أن شجع الشرط زكريا، فأتم حفظ القرآن، وتتلمذ بعد ذلك على يد الشيخ درويش الحريري، الذي كان يصحبه إلى ندوات تُعقد في بيت موسيقار تركي اسمه "صالح باشا ثابت"، ومن خلال هذه الندوات صعد الفنان زكريا أحمد درجات المجد، ليصبح بعدها من أعلام الموسيقى في الشرق العربي.
لحن لأول أغنيتين
استهل زكريا أحمد حياته الفنية كملحن سنة 1924، بتلحين أغنيتين من كلمات الشيخ يونس القاضي للسيدة فاطمة سرى التي كانت تعمل في فرقة زكي عكاشة، وحملت الأغنية الأولى عنوان "ارخي الستارة اللى في ريحنا"، في حين أن الأغنية الثانية هي "ما تخافيش عليه، دنا واحدة سجوريا، في العشق يا انت، واخدة البكالوريا"، وكانت هاتان الأغنيتان سببا في فرض الرقابة على الأغاني، وقد تقاضى 260 قرشا على كل لحن منهما.
أنشودة الفؤاد فيلمه الأول مقابل 400 قرش
ويعد فيلم "أنشودة الفؤاد"، هو أول فيلم سينمائي وضع زكريا موسيقاه وإلحانه عام 1932، بالإضافة إلى اشتراكه في تمثيل دور الفتى الشرير بالفيلم، وكان قد أتفق مع مدير الإنتاج على تلحين الفيلم مقابل 400 جنيه، وبعد أن أنهى العمل منحه مدير الإنتاج 400 قرش، فهجم عليه زكريا وضربه، حتى كاد يزهق روح، ورآه المخرج في هذا الموقف، فأصر على اسناد دور الفتى االشرير له.
ألحان هدية لصوت الست ثومة
تعرف زكريا بأم كلثوم في أحدى سهراته بالسنبلاوين، وذلك بعد أن علمت بوجوده أم كلثوم، ودعته لبلدها، وهناك سمعها فعشق صوتها، وقدم لها ألحانا كثيرة على سبيل الهدية، لأنها كانت ناشئة ولم تعرف بعد، وكانت تتقاضى 75 قرشا في الليلة، وبعدما حضرت إلى القاهرة، ساهم في إقامة حفلة غنائية لها في سيدنا الحسين، وجعل الدخول بتذاكر، وبمجرد أن نجحت الحفل أعاد الكرة مرة أخرى، إلى أن ذاع صيتها.
على نهج أبيه منع أولاده الفن
بالرغم من الروح الفنية التي تتغلغل فيه، اجتهد الشيخ زكريا في ابعاد أولاده، ذكورا واناثا، عن الفن، بقدر الأمكان، فهو لا يحب لهم أو لهن الدخول في الوسط، وذلك لمهانة الفن في مصر، ولكنه يحبهم أن يكونوا أهل علم، على الرغم من تمتع أولاده يتمتعون بمواهب موسيقية.
ودائما ما كان يؤكد على أنه من النوع المعتدل، أى أنه ليس رجعيا، كما أنه ينفي عن نفسه أنه ليس بالعصري المتفتح، فكراهيته للموسيقى وأهلها، وأن كان لا يمانع في أن يكون من أولاده فنانون وفنانات للفن نفسه، لا للعمل
.الفني
كرامة صوت الكروان في بيت زكريا
كرامة ذات الـ 19 عاما، هي أكبر بنات الشيخ زكريا، تعلمت في مدرسة السان مارك، وأتمت دراستها منذ عامين، ولها هوايات في الرسم والموسيقى، كما أنها تملك صوتا جميلا.
وقد تحدثت الفتاة الكبرى للجيل، عن أنها ترفض أن تكون فنانة لأن العمل الفني، لا يليق ببنات الأسر، كما صرحت أن والدها طيب إلى أبعد الحدود، وأن أحسن ما فيه شدة حنانه، وشدة احسانه، وأسوا ما فيه أنه عاطفي أكثر من اللازم، فأذا أحب رفع من يحبه إلى السماء، وإذا كره أنزل من يكرهه تحت الأرض.
تحية ست بيت شاطرة وصوت البلبل
تلى تحية شقيقتها كرامة، وهي في السابعة عشر من عمرها، وقد حصلت على البريفيه من مدرسة الفرنسيسكان، وهوايتها حياكة الملابس، والتطريز والرسم والموسيقى، وتميل للغناء باللغة الفرنسية، وشروطها في فتى أحلامها أن يكون رجلا فحسب، وأن تكون له شخصية، وأن يكون ميسور الحال لا بالغني ولا الفقير، وقالت أنها ستتزوج عندما يتقدم لها ابن الحلال، في حين رفضت شقيقتها أن تجيب على هذا السؤال.
وأكدت أنها ست بيت من الطراز الأول، تكنس وتمسح وتطبخ وتغسل وتسوي البيت.