يحاربون عنف الإحتلال بابتسامتهم.. الفلسطينيون يبهرون العالم

مازال الفلسطينييون يبهرون العالم، منذ بداية الصراع حول الأرض والهوية وحتى اليوم، بعدما يزيد عن 70 عامًا من إحتلال أرضهم على يد كيان الإحتلال الغادر، فهم لا يبخلون بجهدًا أو تضحية مادية، معنوية، أو حتى بشرية فداءً لأرضهم وهويتهم، ويعتبر أحمد الزعيم، أحد أبطال هذه التضحية الوطنية.

 

فبعد أيام قليلة من بداية التصعيد العنيف الذي قامت فيه إسرائيل بقصف مختلف مدن قطاع غزة بالمدفعية، والطائرات الحربية، وحتى الصواريخ، شهد مواطنوا القطاع أحد أكبر عمليات تشريد الفلسطينيين التي تتم على يد قوات الإحتلال، كان ذلك من خلال إقدام جيش الإحتلال على قصف عدد من أهم أبراج غزة مثل برج مشتهى، الخليل، الجلاء، الجوهرة، وغيرهم.

 

ويعتبر برج الجوهرة الذي يرجع ملكيته لأحمد الزعيم، أحد أكبر أبرج القطاع، والذي يتكون من 10 طوابق تضم عدد من الشقق السكنية، والمكاتب التجارية، إضافة إلى شركات عامة وخاصة، بإجمالي عمالة تصل إلى 700 فرد، أصبحوا بعد قصف البرج بلا وظيفة.

 

فداء للقدس

على الرغم من القصف المستمر وحالة الدمار التي شهدتها عدد من أهم أبراج قطاع غزة، إلا أن مالكي تلك الأبراج مازلوا قادرين على الصمود رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء القصف، ولعل أحمد الزعيم أحد مالكي برج الجوهرة الذي دمر تماما على يد قوات الإحتلال أحد أكثرهم صمودًا.

 

فقد تحدث الزعيم خلال أحد المداخلات التليفونية مع إذاعة "ميلودي الأردن" عن أن بناء برج الجوهرة قد كلفه الكثير من المال، الا انه لا يبخل بشئ على وطنه، مضيفا انه يرى البرج ذهب فداء للوطن، القدس، وغزة والشيخ جراح، وهو نفس الأمر الذي أكد عليه من خلال منشور نشره الزعيم عبر حسابه على فيسبوك.

 

وذكر فيه تفاصيل تعرض برج الجوهرة للقصف على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي، مؤضحا انه فقد منزله وكل ممتلكاته بداخل المنزل، الا أنه أكد أن الإحتلال لم يكسرهم، بل بالعكس سيحتفل مع عائلته بالعيد، متمنيا من الله ان يحتفل قريبا بعيد النصر لغزة والقدس وفلسطين بأكملها.

فعلى الرغم مما تكبده الزعيم من خسائر مالية ومعنوية جراء قصف البرج الذي يملكه في القطاع، الا ان وسائل الإعلام المختلفة قد تناقلت صبيحة يوم العيد صورة للزعيم برفقة أولاده يبتسمون ملء وجوههم، حيث أكد أحمد الزعيم أن كل شئ فداء لإخوانهم في الداخل الفلسطيني، وانهم مازالوا صامدون، مضيفا انه سيذهب مع أولاده لشراء ملابس العيد والإحتفال مثل كل عام، وكأن شئ لم يكن.

 

وأضاف الزعيم أنه يرى عملية قصف الأبراج المستمرة التي يقوم بها كيان الإحتلال راجعه لرغبتهم في الضغط على حركات وفصائل المقاومة لتخلي عن الشعب ووقف القتال، جاء هذا التصريح بعدما صرح جيش الإحتلال أكثر من مرة ان قصف لإبراج السكنية الأكبر في غزة يأتي بزعم إحتوائها على عدد من مكاتب حركة حماس الجهادية، وهو الأمر الذي رد عليه عدد من مالكي الأبراج بالنفي، قائلين أن أغلب أبراج غزة تضم مكاتب عمل وشركات وشقق سكنية فقط.

 

كما أكد الزعيم ان فصائل المقاومة ليس بيدها حيلة الا الدفاع عن أرض فلسطين بالرد على كيان الإحتلال، وان ضرب الأبراج لن يضغط عليهم.

 

كما وضح انه يشاهد كيف ان مواطنى المملكة الأردنية يحاول الزحف على الحدود الفلسطينية لنصرة إخوانهم وتحرير فلسطين، في الوقت نفسه تقف جميع الدول العربية جنبًا الى جنب مع الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي يسعد أحمد بشدة.

 

يذكر أن أخر إحصاءات قطاع غزة عن أعداد القتلى قد وصلت إلى 200 قتيل، منهم 59 طفل فلسطينيا، مع إصابة 1305، وفقا لما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية، يوم أمس الإثنين.