أحصنة وأهرامات وقرود.. بالفيديو تعرف على سر صناعة تماثيل البوليستر
آية ممدوح-حنين ناجي محطة مصربين شوارع وحارات ضيقة في منطقة سكنية عشوائية بإمبابة بالقرب من مسجد "فلفل"، تجد ورشة صغيرة غير مرخصة لا يتعدى اتساعها المترين يقف فيها صاحبها محمد حامد وشريكه نور.
يعمل محمد في تصنيع تماثيل تذكارية تأخذ أشكالا فرعونية، مثل رؤوس الملوك والأهرامات أو على شكل حيوانات كالأحصنة والقرود وغيرها، هذه التحف الصغيرة مصنوعة من مادة "البولي استر" الكيميائية السائلة.
مادة البولي استر:
اقرأ أيضاً
- عين الحسود تصيب سمية الخشاب بسبب أحمد سعد ..”محطة مصر” تكشف الواقعة
- بسمة وهبه كلمة السر وراء قرار المتحدة بإيقاف التعامل مع محمد سامي
- نشرة ”محطة مصر”| تعديل وتوقيف 28 رحلة قطار .. الاحتلال يواصل قصف غزة .. مظاهرات في ألمانيا ونيويورك دعما للفلسطينيين .. ونقابة الأطباء ترسل مساعدات
- صدق أو لا تصدق.. الإفراط في تناول الملح يسبب ارتفاع ضغط الدم
- ”محطة مصر ” تكشف أسباب قرار المتحدة بإيقاف التعامل مع المخرج محمد سامي
- متى تفتح الحدائق والشواطئ أبوابها أمام الجمهور.. «محطة مصر» يجيب
- إنفوجراف.. تعرف على الحصاد الأسبوعي لمجلس الوزراء
- ذكريات العيد لنجوم زمان...ـ«علقة ساخنة»لـ فريد شوقي وفساتين وعيدية«سامية جمال».. و«كاريوكا» كادت تغرق
- بعد نجاح مسلسل الطاووس.. رؤوف عبد العزيز يقدم فيلم الباب الأخضر
- رغم تطويره.. عودة مسلسل الحوادث لطريق سوهاج - قنا | صور
- قصة النهر الخالد تتكرر في محطة قطار فرشوط بقنا
- مصرع مسن وإصابة آخرين في انقلاب سيارة محملة بأسطوانات أكسجين
مادة البولي استر” يتم استخدامها من قبل العمال وتصيبهم بأمراض جلدية، وهي مادة حارقة تتكون من سائل البوليستر تخلط مع بودرة نوع من الاسبيداج أو التلك أو الجبس، بالإضافة إلى بروكسيد ويضاف 3% من نسبه البوليستر، عندما يكون البوليستر 100 %بجانب الكوبلت وايضًا هذه المادة غير ضارة بحالتها الصلبة وغير محرمة لكن يجب الحرص اثناء استخدامها واتباع أساليب الصحة المهنية بحسب دراسة كلية العلوم جامعة بني سويف لما لها من أضرار خطيرة على الجلد والجهاز التنفسي.
تعرف محمد على هذه الحرفة من خلال أصدقائه أصحاب ورش صناعة التماثيل التذكارية، حيث كان يجلس معهم في ورشهم ويتابع عملهم بحب وشغف تحول بعد ذلك إلى تعلق ورغبة في خوض التجربة فقام بفتح ورشته الخاصة بعد أن تعلم أسرار الحرفة وبدأ بابتكار تحف وتماثيل جديدة.
"كنت قاعد مع ناس صحابي هما كانوا شغالين فيها من فترة طويلة وكانوا بيحبوها جدا فاتعلقت بيها كنت بروح أقعد معاهم في الورشة وشوفتها حلوة عجبتني فقلت أخش فيها وأجربها فلقيت فيها حجات مختلفة"
عبر محمد عن سبب تعلقه بالحرفة هو حبه للابتكار ورغبته في صنع أشياء جديدة طوال الوقت الأمر الذي وجده في تلك الحرفة حيث الابتكار في صنع التماثيل وغيرها من التحف.
"الحلو فيها إنك بتبتكري حاجات جديدة وأنا بحب الابتكار عامة. بحب أعمل حاجة جديدة طول الوقت، فبقيت بعمل حجات كتيرة فيها يعني أول ما دخلت ما اشتغلتش عند حد فتحت ورشة علطول وابتديت ابتكر حاجات جديدة".
تصنع التماثيل التذكارية من مادة "البولي استر" الكيميائية السائلة وتمر صناعة التمثال أو القطعة الواحدة بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى تبدأ باختيار القالب الحجري "الاسطمبة" مثل الحصان ليتم صبها بمادة "البولي استر" بعد إضافة الجبس ومادة البروكسيد عليها
بعدما تجف المادة بداخل القالب الحجري "الاسطمبة" تأتي المرحلة الثانية وهي "البرد" حيث يتم برد التمثال باستخدام آلة البرد للتخلص من الزوائد
لتأتي المرحلة الثالثة وهي "الصنفرة" ليكون التمثال جاهز لعملية "التشطيب والتلوين".
"إحنا عندنا الاسطمبة بنبتدي نصب عليها المادة بتاعتنا اللي هي البوليستر وبنطلعها من جوه الاسطمبة
وبندخلها على مرحلة تانية حاجه اسمها البرد ناخد كل الروايش بتاعتها
وبعد ما بتتبرد بنخش مرحلة تانية اللي هي اسمها صنفرة بنصنفرها وننعمها
بعد كده بنخش موضوب التشطيب في الاخر".
لكل ورشة طريقتها الخاصة في تشطيب القطعة وتلوينها سواء كانت باللون الأبيض أو الأصفر أو الأسود أو الذهبي، وهي في النهاية تعتمد على طلب الزبون.
أما عن نوع التماثيل فهي تنقسم لقسمين طبقا لمحمد، الأول هو التماثيل الفرعونية من أهرامات ورؤوس للملوك وغيرها، أما القسم الآخر فهو عبارة عن تماثيل لحيوانات أو قطع مثل الطفايات وغيرها من الديكورات.
ويتفاخر محمد بكونه معروف لدى الزبائن فيقول: "لإننا قدام في الصنعة الناس عارفانا فبنشتغل بالطلب".
أما عن الوقت الذي يستغرقه في صناعة القطعة فهو غير ملزم بوقت وإنما يعتمد على "قدرات الصنايعي وسرعته" فهناك قطع تأخذ 10 دقائق وهناك من تتطلب ساعة أو ساعتين، كما أن من الممكن أن ينهي الصنايعي القطعة في نصف ساعة في حين أن هناك صنايعي آخر يقوم بصناعة نفس القطعة في ساعتين، لذلك فليس هناك وقت محدد لانتهاء القطعة.
فيه حتة ممكن تاخد ساعة وفيه اللي تاخد 10 دقايق وفيه اللي تاخد ساعة ونص أو ساعتين
وفيه صنايعي ممكن يشتغل الحتة في ساعة وفيه اللي يشتغلها في نص ساعة على حسب قدرات الصنايعي وسرعته الموضوع مش ملزم بوقت
يعبر محمد عن رغبته في العمل تحت مظلة الدولة، فهو حتى الآن يعمل في ورشة غير مرخصة كما أن مهنته تندرج تحت بند العمالة غير المنتظمة، لذلك يرغب في عمل نقابة لأصحاب هذه الحرف يطالبوا من خلالها بحقوقهم بالاشتراك في المعارض والحصول على تأمينات نظرًا للمخاطر التي يتعرضون لها بسبب مادة "البولي استر" الحارقة للجلد.
لكنه على الرغم من ذلك لا يخفي قلقه من كونه سيضطر حينها إلى دفع ضرائب في ظل عدم تعافي قطاع السياحة بشكل كامل بعد بسبب جائحة كورونا، ففي حالة تم فرض ضرائب عليه في ظل الظروف الحالية لقطاع السياحة سينخفض مكسبه حينها من 20% إلى 5% على سبيل المثال، إلى جانب ارتفاع سعر مادة "البولي استر" التي يتم استيرادها من دول من السعودية الأمر الذي يكلفه الكثير.
"أكبر حاجه ممكن تعملها الدولة إنها تعمل نقابة لأصحاب المهن دي
النقابة ساعتها ممكن وقتها تتكلم انك من حقك معارض من حقك شغلك يطلع بره
احنا حابين اننا نبقا تحت ضل الدولة بس انت لو دخلت تحت مظلة الدولة يبقا فيه مشكلة عشان هندفع ضرايب والسياحة اليومين دول بعافية غير ان مشتقات البترول اللي احنا بنستوردها مادة البوليستر غالية أوي
يعني ممكن مكسبي كان 20% دلوقتي بقا 5%
وطبعا الدولة عندها حقول بترول فممكن تصنع البوليستر ووقتها هيكون أرخص بكتير".
يحلم محمد بالاشتراك في المعارض قائلاً: "إنها حلم لأي صاحب ورشة يقدر من خلاله يبيع شغله بنفسه بأسعار محترمة ويأمن دخل لأسرته" حيث سيتمكن من خلالها من عرض بضاعته وبيعها بالقطعة وليس بسعر الجملة.
بالإضافة إلى أن المعارض ستساعد في انتشار عمله، فطبقا له فإن التحف تسافر للخارج في أسبانيا وأمريكا وغيرها من خلال أشخاص يتولون هذه المهمة يقومون بأخذ التحف منه بسعر الجملة ويقومون ببيعها بهامش ربح أكبر منه فيحققون بذلك مكاسب كبيرة.
"أكيد بحلم إني أشترك في معارض دي أهم حاجه لأي صاحب ورشة إنه يعرض حاجته وميبعش بسعر الجملة لإن سعر الجملة مكسبه 2 أو 3% هو بيحلم إنه يوصل لـ 10% مكسب وحلم أي حد إنه يشتغل في معرض بس هتيجي الفرصة إزاي مش هتيجي إلا لما الدولة تعمل معرض كبير ويبتدي كل صاحب ورشة يعرض حاجته ويتعرف من النقطة دي
عندنا شغل بيسافر أسبانيا وشغل بيسافر أمريكا وفرنسا وكل حتة في العالم عن طريق أشخاص، فالأشخاص دايما هي اللي بتكسب أكتر منك.
انتي بتصنعي الحاجه وبتكسبي 2 و 3% وغيرك بياخدها منك ويبيعها ويكسب 15 و 20% فحلم أي حد انه يبيع شغله بنفسه بأسعار محترمة يقدر يأمن دخل محترم ليه ولأسرته".