رحلة أهالي النوبة من التهجير للتعويض
تحتل محافظة أسوان مساحة كبيرة من صعيد مصر تحديدًا جنوب الجمهورية، وتبلغ مساحتها 34.608 كم2، بالإضافة إلى احتلالها منزلة كبيرة فى قلوب المصريين والعالم أجمع لما تمثله من حضارة وتاريخ لآلاف السنين، ومقصد سياحى ممتاز بمدنها، كمدينة أبو سمبل، وبحيرة ناصر، والسد العالي والمتاحف، والنيل، وقرى التهجير النوبية.
ويستعرض "محطة مصر" أهم المعلومات عن قرى التهجير النوبية والتعويضات المقدمة لها مؤخرًا، في السطور التالية..
من قرية دابود إلى أدندان
تمتد حدود النوبة قديمًا من الشلال الأول حتى الشلال الثاني جنوب أسوان، وتحديدًا من قرية دابود في الشمال وحتى قرية أدندان في الجنوب.
وضمت النوبة القديمة ثلاثة فروع، قبائل الكنوز فى شمالها ويقيمون حاليًا في قري البر الغربي، والعرب في الوسط ، والفدجة في الجنوب، ويقيم أغلبهم حاليا في مركز نصر النوبة في قري علي شكل نصف دائري من قرية بلانة حتي كلابشة.
(نوب).. بلاد الذهب
أطلق لفظ "نوب" في الفرعونية القديمة ومعناه بلاد الذهب، كونها اشتهرت بمناجم الذهب التي كانت تسمي نوبرية.
بناء السد والتهجير
بدأت أول هجرة عام 1902 بعد ارتفاع منسوب المياه خلف خزان أسوان ليغرق بدوره عشر قرى نوبية، ثم عام 1912 عقب التعلية الأولى للخزان لتغرق المياه خلفه ثماني قرى أخرى هي قورتة ، والعلاقى، والسيالة، والمحرقة، والمضيق والسبوع، ووادي العرب، وشاترمه، لتعقبها التعلية الثانية عام 1933 وتغرق عشر قرى أخرى.
إلى أن بدأت الدراسات لإقامة السد، وتم ترحيل أهالى النوبة عام 1963 إلى هضبة كوم أمبو، الأمر الذى أدى بدوره لترحيل أهلها وغرق النوبة واثآرها، وذلك وفقًا لما ذكره مركز الدراسات الساسية والإستراتيجية عن سد مصر العالي.
الانتقال للعيش في حجرة واحدة
هاجر أهالي النوبة طواعية لقرى البر الغربي ولمختلف محافظات مصر، ولكن سرعان ما بدت تبعات الهجرة، فقد تم تصنيفهم ما بين مقيم ومغترب، بالإضافة إلى أن البيوت لم تعد تتناسبهم ، حيث كانت الأسرة تسكن بيتًا لا تقل مساحته عن الألف متر مربع، لينتقلوا بعد التهجير إلى بيوتًا مكونة من حجرة واحدة أو حجرتين تناسب عدد أفرادها.
نوبة جديدة وطراز مختلف
نُقلت حوالى أكثر من 50 قرية بنفس أسمائها القديمة إلي مركز نصر النوبة في صحراء كوم أمبو، وعلى طراز جديد تتمثل كافة أشكال التنمية فى الشوارع المرصوفة والبيوت المكونة من طابق واحد، أمام كل منزل عمود إنارة وبكل قرية وحدة صحية ومدرسة.
شخصيات نوبية مؤثرة
أنجبت أسوان عددًا من الشخصيات النوبية المؤثرة على مستوى المجالات المختلفة كالغناء، والموسيقى ، والشعر ، والسياسة ، أبرزهم الفنان محمد منير ابن قرية أرمنا بأسوان، أبدع في مدرسته الخاصة فى الغناء و لُقب بـ "الكينج".
بالإضافة للفنان الراحل حمزة علاء الدين، الذى درس هندسة الكهرباء بجامعة القاهرة، باللإضافة إلى حصوله على منحة دراسة الموسيقى العربية في الولايات المتحدة، وعمله مدرسًا فى اليابان وأمريكا.
وعن الفنان الراحل أحمد منيب، ابن قرية "توماس وعافية"، أبرز الملحنين الذى غنى ألحانه العديد من الفنانين، والذين أصبحوا نجوما بعدها، حيث قدم ما يقرب من ثمانين لحنًا.
حصر متضرري النوبة
وأسفرت أعمال اللجنة الوطنية، بعد حصر المستحقين للتعويض من متضررى النوبة، وبلغ عددهم 11500، تقدم منهم في المرحلة الأولى 6171، واستوفى 2531 منهم مستنداتهم، عن ثلاث محاور ستتم من خلالها التعويضات ، بالإضافة إلى تملكهم عقود الأراضى والمساكن المُقام بها فعليًا.
تملك الأراضي
تضمن المحور الأول تسليم سندات التعويض العيني وصرف التعويض النقدي للمستحقين المستوفين لمستنداتهم، ليتسلم بعضهم عقود تملك الأراضي المُقامة عليها مساكنهم، واخرين يتسلموا شهادات حق الانتفاع بأراضي طرح النهر المُقامة عليها مساكنهم، فى الوقت الذى تسلم فيه عدداً من المستحقين عقود تملك وحدات سكنية من وحدات الإسكان الاجتماعي، فضلاً عن تسليم مبالغ نقدية بدلًا عن وحدات سكنية بمقدار 225000 جنيه لكل مستحق، وتسليم عقود تملك أراض قابلة للزراعة بمنطقتيْ وادي الأمل وخور قندي، وتسليم مبالغ نقدية بدلًا من أراض قابلة للزراعة بقيمة (25000) عن كل فدان.
تعويض أهالي النوبة
ويتضمن المحور تلقي المستندات من المستحقين المعلقين لعدم استيفاء مستنداتهم تمهيدًا لصرف التعويضات لهم، وعددهم 3640 مستحقاً للتعويض، بعد تقدمهم بطلبات تحديد رغبة وتعليق صرف التعويضات لعدم استيفاء المستندات، وتقوم اللجنة من خلال محافظة أسوان بتلقي المستندات تمهيداً لتعويضهم، وتمت الاشارة إلى أن إجمالى من استوفوا مستنداتهم حتى الآن وصل إلى 705 مستحقين للتعويض.
النوبة فى الحسبان
وحول المحور الثالث من محاور عمل اللجنة، فأشار الوزير أنه يتعلق بالإعداد للمرحلة الثانية من صرف تعويضات متضرري النوبة، والإجراءات التي اتخذتها اللجنة الوطنية فى هذا الإطار، منوهاً إلى أن اللجنة قررت اتباع القواعد والآليات التنفيذية لصرف التعويضات التي تم صياغتها خلال المرحلة الأولى، وذلك تحقيقًا للمساواة بين من تقدم في المرحلة الأولى ومن سيتقدم في المرحلة الثانية، هذا إلى جانب قيام اللجنة باتخاذ الإجراءات التمهيدية اللازمة لبدء المرحلة الثانية، ووضع الجدول الزمني لتلك الإجراءات.
تلقي طلبات المستحقين
وجار العمل على توفير 16 لجنة فرعية منتشرة بمدن ومراكز محافظة أسوان، ودعمها بالموظفين المدربين لتلقي طلبات تحديد الرغبة من المواطنين المستحقين للتعويض، موضحاً أن اللجنة انتهت إلى فتح باب المرحلة الثانية بدءًا من يوم الأحد الموافق 17 يناير 2021، وذلك بالتزامن مع العيد القومي لمحافظة أسوان.