راقصات مصر في ورطة.. مطلوب بدلة ”حشمة”
فقدت بدلة الرقص الشرقي رونقها القديم وأصبحت مجرد تابلوه قديم وقطعة أنتيكة في شوارع محمد علي والغورية، لكن في حقبة الخمسينيات كانت اجتماعات تعقد خصيصا لمناقشة معايير بدلة الرقص.
وفي نهاية الخمسينيات ظهرت مطالبات بتغيير بدلة الرقص البلدي التي تظهر الأكتاف والبطن واستبدالها بأخرى تغطي جسد الراقصة حتى لا تثير الفتنة، وللمحافظة على سمعة البلاد وكرامتها، وبالفعل تم عقد اجتماع في دار الأوبرا في العام 1958، وقد حضره مسئولو الأوبرا، ومسئولون من شرطة الآداب، وبعض منتجي الأفلام السينمائية وبعض الراقصات الشهيرات في ذلك الوقت كزينات صدقي، ونجوي فؤاد، ونعمت مختار، وثريا سالم، وفتحية محمود وصفية حلمي وإحسان عبده وإحسان سالم، وقد نشرت جريدة الأخبار كواليس الاجتماع في عددها الصادر بتاريخ 14 مايو لعام 1958
اعترض أحد المسئولين قائلا إن بدلة الرقص لا تتفق وكرامتنا، مطالبا بتغييرها بأخرى تستر الجسم كله محافظة على سمعة البلاد خاصة أن البدلة دخيلة ولا تمثل أي عهد من العهود، فانتفضت صفية حلمي قائلة: إن السائح الأجنبي يحضر إلى مصر يطلب الرقص العاري، والقضاء على بدلة الرقص فيه حرمان لأهم مطلب للسائح، فرد المسئول بأن المهم المحافظة على كرامتنا والظهور أمام الأجنبي بالمظهر اللائق.
فما كان من الراقصة زينات علوي، إلا أن ثارت الدماء في عروقها وردت قائلة إنها تلتزم الحشمة في بدلتها، مطالبة بتطبيق قيد على الراقصات المصريات والأجنبيات الوافدات مصر، بدوره قال مدير الفنون آنذاك يحيى حقي، إنه لن يسمح لمصرية بالظهور ببدلة الرقص العارية في ملاهي البلاد الأخرى، ممهلًا الراقصات 10 أيام لاختيار بدلة الرقص التي تستر الجسد، ولن يسمح بعدها لأي راقصة بارتداء البدلة العارية في أي مكان مخصص للرقص.
وطلب المسئولون من الراقصات أن يقتنعوا بفائدة هذه الخطوة حتى يعلم كل أجنبي أن للبلاد زي رقص وطنيا يتفق مع تقدمها، مؤكدين على أن الزي الكامل يثير دائما الإعجاب والتقدير والشوق.