الطمأنينة وسكون الرياح الأبرز.. 10 علامات يستدل بها على ليلة القدر
لم يتبقى في شهر رمضان سوى ساعات قليلة ويحزم حقائبه ويلملم أغراضه ثم يولينا ظهره مودعًا.
وتتنزل سحاب الرحمات على قلوب المؤمنين المخلصين مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في لليلة القدر لما فيها من فضائل ومُميّزات كثيرة، منها ما ورد في الكتاب، ومنها ما ورد في السنّة النبويّة.
ويواصل المسلمون الاجتهاد في العبادة والتقرب من الله والدعاء، وتحري ليلة القدر التي تعرف بفضلها العظيم في العباة، وخصوصيتها في قبول دعوة الداعِ.
علامات ليلة القدر
علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر من سيدنا جبريل -عليه السلام- وبسبب الشجار، والمخاصمة، والتنازع بين أحد الصحابة، رفعت معرفةُ ليلة القدر، وروي عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -: «أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ»، ولم يتركنا النبي حائرين في هذه الليالي الوترية الخمس وإنما أخبرنا عن علامات ليلة القدر لتكون دليلنا عند تحريها ومن ثم إدراكها.
وورد بحديث جابر بن سمرة مرفوعا «ليلة القدر ليلة مطر وريح»، ومن طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا «أن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
كما ورد عن ابن خزيمة من حديثه مرفوعا «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة»، ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا «أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب يرمي به فيها ومن إماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ».
وقال النبي عن هذه الليلة (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).
كما ثبت في صحيح الإمام البخاري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،
حكمة مشروعية إخفاء ليلة القدر
الحِكمة من إخفاء ليلة القدر اقتضت إرادة الله -تعالى- بأن يجعل وقت ليلة القدر خَفيّاً على العباد، كما أخفى عنهم كثيراً من الأمور، كساعة الإجابة في يوم الجمعة، ووقت انتهاء أجل الإنسان، ويوم القيامة؛ لحِكَم مُتعدِّدة، إضافة إلى أنّه أخفى ليلة القدر؛ ليكون المسلم مُجتهداً في عبادته دائماً في الليالي جميعها، وليكونَ حريصاً على إدراكها، والتماسها؛ خوفاً من أن تضيعَ عليه؛[٢٢] فلو عُيِّنت، فإنّ العبد قد يقتصر بالعبادة على هذه الليلة فقط، وفيما يأتي ذِكرٌ لأسبابٍ وحِكَم أخرى لإخفاء ليلة القدر:[٢٣] ليشغلَ المسلم العاقل وقته بما هو مطلوب منه من العبادة طوال الشهر، وخاصّة في العَشر الأواخر منه، ولا ينشغل بالبحث عن موعدها ووقتها. ليعظّم المسلم ليالي رمضان جميعها، وعدم الاقتصار على ليلة القَدْر فقط. ليتجنّب المسلم الوقوع في المعاصي؛ فإنّ وقوعه في المعصية مع عِلمه بكونها في ليلة القَدر تُوجِب الإثم العظيم، وليس حاله كمَن وقع في الإثم مع عدم عِلمه بأنّها ليلة القَدر. ليحصل العبد على ثواب الاجتهاد في إدراكها وطلبها. ليظهر سِرّ الآية التي قال فيها الله -عزّ وجلّ-: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)،[٢٤] وأنّ هذه العبادة صدرت من العباد في ليلة مَخفيّة؛ فيعلم الذين في السماوات أنَّ هذه الليلة لو كانت معلومة لاجتهدَ فيها العباد أكثر.
وحدد أهل العلم 10 علامات يستدل بها على ليلة القدر بناءًا على ما ورد عن بعض الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم-: ليست حارة ولا باردة، أي أن جوها معتدل، وقوة الإضاءة وهذه العلامة قد لا يشعر بها أهل المدن لكثرة المصابيح بالشوارع، والرياح تكون ساكنة وقد تراها في المنام كما حدث مع بعض السلف الصالح، ولا يحل لشيطان أن يخرج فيها حتى الفجر، ولا يستطيع الإيذاء، والطمأنينة أي طمأنينة وانشراح الصدر والشعور بلذة القيام في هذه الليلة، وتطلع الشمس صبيحتها حمراء ضعيفة ليس لها شعاع صافية ، كما القمر البدر، ولا ينزل فيها النيازك والشهب، ويوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
من جانبها حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة، بعنوان "فضل ليلة القدر .. وصدقة الفطر"، مشددة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
ونشرت الوزارة عبر الصفحة الرسمية للوزير الدكتور محمد مختار جمعة، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" نص الخطبة كاسترشاد للأئمة للالتزام بها نصا أو مضمونا على أقل تقدير.