الورقة الرابحة.. لماذا لجأت تركيا للتودد لمصر ؟
أميرة حسن القاهرةما بين تصريحات المسؤولين الأتراك وردود أفعال المسؤولين بشأن ما يجري في إطار العلاقات المصرية التركية، تظهر عدد من الأسئلة المشروعة لدى الخبراء والمتابعين للمشهد السياسي والاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط والذي يأتي على رأسها؛ ماذا تريد تركيا من مصر في الوقت الراهن ؟ وما هي الورقة الرابحة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة ؟
وكانت تركيا قد اتخذت إجراءات عدة لإثبات رغبتها الصادقة في التقارب مع مصر، من بينها تحجيم القنوات المعارضة للحكومة المصرية التي تبث من أراضيها وإقرار البرلمان التركي مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية مع البرلمان المصري، ويبدو جليا للجمع في الوقت الحالي تطبيق هدنة مصرية – تركية كرد فعل منطقي بعد الحديث عن تطبيع مرتقب في العلاقات الثنائية بين البلدين، التي ظلت متوترة على مدار الـ 8 سنوات الأخيرة.
- المصلحة
ترتيب الأولويات لدى تركيا إقليم شرق المتوسط في الأساس، والانضمام إلى منتدى الغاز، بالتالي المنظمة الإقليمية الخاصة به، التي نجحت القاهرة في تدشين فعالياتها، وانطلقت لترسيم العلاقات بين دول الإقليم على أسس ومنهج معروف ومحدد، وهو الأمر الذي من الممكن أن يتغير إذا تقدمت تركيا بطلب أو الانتقال إلى مرحلة أخرى من المشاورات، وهو ما سيحتاج إلى مهارات كبيرة للمفاوض المصري على أكثر من مسار، وعبر أكثر من أسلوب حيث سيكون التفاوض على المستوى الأمني والسياسي والاستخباراتي.
ومن جانبه، يؤكد مصطفى أبو زيد، رئيس مركز مصر للدارسات الاستراتيجية والاقتصادية، أنه على الرغم من الخلافات السياسية المصرية التركية، إلا أن القاهرة لا تزال أكبر شريك تجاري إفريقي لتركيا، حيث بلغت قيمة التجارة 4.86 مليار دولار في عام 2020 .
- أسباب خفية
التغيير الواضح للعالم أجمع في الموقف التركي والتوجه الصريح والمباشر نحو مصر مرتبط بأمور تركية داخلية، سواء من قبل حزب العدالة والتنمية، أو من رموز المعارضة التي ترى أن تركيا خسرت الكثير من مكتسباتها جراء تصعيد المشكلات مع الدول الإقليمية الكبرى، وأنه قد آن الأوان لمراجعة ما يجري.
اقرأ أيضاً
- نشوب حريق هائل في شركة النحاس المصرية بالإسكندرية
- خاص لـ محطة مصر| عبير صبري: الجمهور سيتفاجأ بدوري في ”آل هارون”
- طبيب الدراويش يكشف تطورات إصابة ثنائي الإسماعيلي
- عاطل يهشم رأس والده ويذبحه لرفضه الزواج بالهرم
- الأهلي: نشكر الرئيس السيسي على الدعم الكامل للرياضة المصرية والخطيب يدرس جيدا كل ما يخص الاستاد الجديد
- شعراوي: إغلاق تام للحدائق والمتنزهات والشواطئ بالمحافظات في شم النسيم
- مسلسل كوفيد 25 يتصدر التريند بعد عرض الحلقة الخامسة
- السيدة انتصار السيسي تهنيء الشعب المصري بشم النسيم
- رفع تعليق سفر المواطنين السعوديين إلى خارج المملكة
- محافظ قنا: ظهور المتنزهات بدون رواد في شم النسيم يعكس وعي المواطنين
- التشكيل المتوقع لغزل المحلة أمام الأهلي
- منى عازر.. تاريخ حافل من الانجازات فى الاتصالات والأمن السيبراني
ويوضح "أبو زيد" عددا من الأسباب وراء تلك التوجهات التركية، قائلا: إن ما يحدث اليوم مع مصر قد جرى مع إسرائيل وإيران في وقت سابق، فضلا عن الضغوط الأيديولوجية المطروحة من قيادات ومفكري حزب العدالة والتنمية من أن الضغوط التي تتعرض لها تركيا في الوقت الراهن تتطلب مراجعات واتفاقات جديدة في الإقليم وعدم الارتكان إلى ما هو قائم ويتعلق بضرورة تصفير المشكلات في السياسة التركية مثلما كانت أيام أحمد داوود أوغلو.
- سياسة الموائمة
لم تقترح تركيا صفقة شاملة للمنطقة العربية فحسب، وإنما طالبت بمزيد من الحوار، وإن كان الأمر سيتعلق بالمصالح العليا للسياسة التركية بأكملها في الإقليم، التي ستذهب إلى التعامل مع كل ملف على حدة.
ويشير مدير مركز مصر للدراسات، إلى أن الجانب التركي يفضل المقايضات غير الكاملة والمطالب المحددة والتكلفة المشتركة، وهو ما يعني أن أنقرة ستعمل على تقريب وجهات النظر في الملفات الأكثر سخونة مع العمل على تفكيك عناصر الأزمة في إطار منظومتها الشاملة، وهو ما سيحتاج إلى بعض الوقت، واتباع المناورات التفاوضية، على اعتبار أن بعض الملفات ستحتاج إلى مزيد من إجراءات بناء الثقة بين القاهرة وأنقرة.
- خارج الشرق الأوسط
إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه حاليا إدارة أمريكية جديدة، مما جعل الأمر مختلف عن وقت مضى ، كما أن الدول الأوروبية بدأ حالة من اليقظة ضد مخططات تركيا في سياستها في شرق البحر المتوسط وخاصة بالتزامن مع ما جرى في ليبيا، وخسار أردوغان المعركة هناك على الأقل سياسيا وليس على مستوى المواجهة العسكرية، فضلا عن أنه لم يحقق الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها على المستوى السياسي.
وأضاف "أبو زيد"، إن المصالحة القطرية الخليجية جعلت حدة العداء أقل بل واضعفت التحالف التركي القطري مع دول أخرى في نفس المنطقة، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل أدت لشعور تركيا بضرورة التغيير واتخاذ موقف جديد مع دول المنطقة، فضلا عن العامل الاساسي والقاسم المشترك المتمثل في التعاون الاقتصادي الثنائي المصري التركي حيث إن مصر كانت شريكا اقتصاديا كبيرا للدولة التركية وكانت سوقا مفتوحة للمصنوعات والبضائع التركية فضلا عن كونها سوقا سياحيا لهم، حيث كان يتم وضع مصر وتركيا كمجموعة ضمن دول أخرى في المنطقة.