البيتكوين...رحلة صعود ونجاح
دينا عادل
يشهد سوق العملات الرقمية نموا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، حيث تخطى سعرعملة "البيتكوين" الواحد ٤١ ألف دولار أمريكي، مما سيترتب عليه زيادة عدد الشركات والأفراد المستثمرين في هذا المجال.
فما هي عملة "البيتكوين"؟ وما أسباب هذا النجاح المذهل لها؟
اقرأ أيضاً
- الحكم على 4 متهمين بأحداث الذكرى الثالثة للثورة.. 29 مارس
- خاص..تفاصيل اجتماع الزمالك مع أيمن حفني
- 22 لاعبًا في قائمة المقاصة استعدادا لمباراة الزمالك..واستبعاد ”فوافي”
- البورصة والبنوك عطلة رسمية غدا
- خاص..الزمالك يكشف حقيقة سفر مصطفي محمد إلى تركيا
- عاجل..أيمن حفني يصل الزمالك (صور)
- خاص..باتشيكو يحسم عودة ”أيمن حفني” خلال ساعات
- تقارير..مصطفي محمد يسافر تركيا الخميس للإنضمام لـ”جالطا سراي” (صورة)
- المقاصة يطالب بطاقم تحكيم دولي لمباراة الزمالك
- شرط الزمالك لرحيل مصطفي محمد إلى جالطا سراي
- الوزراء يستعرض موقف مبادرة السداد الفوري لرد مستحقات الشركات المصدرة
- الموافقة على التعاقد مع شركة فرنسية لادارة وتشغيل خط القطار الكهربائي
تاريخ العملة:
طرح فكرة "البيتكوين" شخص أطلق على نفسه اسم "ساتوشي ناكاموتو" في ورقة بحثية في عام ٢٠٠٩، ووصفها بأنها نظام إلكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ "الند للند" وهو مصطلح يعني التعامل بين المستخدمين دون وجود وسيط.
وفي عام ٢٠١٦ أعلن رجل الأعمال الاسترالي "كريغ رايت" أنه هو "ساتوشي ناكاموتو" مقدما دليلا تقنيا على ذلك ولكن تم كشف زيفأدلّته بسهولة.
سرية التعامل بالبيتكوين:
تظن في أول الأمر أن عملة "البيتكوين" تتمتع بقدر عالٍ من السرية، حيث أن كل ما تحتاجه لإرسال بعض البيتكوينات لشخص آخر هوعنوانه فقط.
لكن بحكم أنه يتم تسجيل كل عملية تحويل في سجل "بيتكوين" فإنه بالرغم من عدم معرفتك لهوية مالك أي عُنوان إلا أنه بمقدورك أن تعرفكم عدد البيتكوينات التي في حوزته، وما هي العناوين التي أرسلت بيتكوينات إليه.
وإن قام أحدهم بالإعلان صراحة عن امتلاكه لعناوين "بيتكوين" معينة فإنه سيصبح بإمكانك معرفة ما هي العناوين التي قامت بإرسالبيتكوينات إليه وما هي العناوين التي أرسل إليها بيتكوينات.
والكشف عن عنوان البيتكوين الخاص بك ليس مُستبعدا، حيث أنك ستحتاج إلى إعطائه لغيرك في حال ما إذا احتجت أن يرسلوا لك بعضالمال إليه.
فمن الأفضل استخدام عناوين مختلفة لعمليات تحويل مختلفة للحفاظ على مستوى معين من المجهولية.
ومن الناحية التقنية يبقى تتبع مصدر بعض العمليات المشبوهة على شبكة بيتكوين مُمكنا، حيث يكفي تتبع عمليات التحويل حتى وصولهاإلى عنوان معروفة هوية صاحبه، وحينها يكفي القيام بعمليات تحقيق عكسية للوصول إلى صاحب الحساب المشبوه.
وبالرغم من أن كم البيانات المُتعلقة بجميع عمليات التحويل ضخم، إلا أن قوة الحواسيب في تزايد مستمر وإمكانية تتبع هذه العمليات واردةجدا، وتتبع عمليات سرقة البيتكوينات أسهل بكثير من تتبع سرقة الأموال على هيئتها الورقية.
إخفاء الهوية عند التعامل بالبيتكوين
تعدين العملة:
يشبه تعدين "البتكوين" استخراج الذهب، فالذهب لاستخراجه من باطن الأرض يتطلب معدات معينة مخصصة لذلك الغرض وجهد كبير،وكذلك تعدين "البتكوين" يتطلب معدات وبرامج مخصصة تقوم بفك الشفرات والعمليات الحسابية المعقدة، وهذه البرامج مجانية علىالانترنت، حيث تستطيع تعدين "البيتكوين" على أجهزة الكمبيوتر عالية الاداء التي تستطيع تحمل الضغط العالي جدا لهذه البرامج.
اما التعدين السحابي، فهو يتمثل في شركات متخصصة في المجال وتسمى "المسبح"، وهو عبارة عن مجموعة من الأشخاص تجتمع لنفسالهدف كل يدفع نسبة من المال عبارة عن استثمار وعند الربح يأخذ المال على حسب النسبة التي وضعها.
أسباب صعود ونجاح العملة:
من أهم عوامل نجاح هذه العملة هو اعتمادها الرسمي في سنة 2017 من قبل اليابان كعملة قانونية للشراء والبيع، وأيضا اعتمادها من قبلبعض شركات الطيران لشراء التذاكر بشكل رسمي، مما أدى إلى زيادة الإقبال عليها بشكل لافت.
وهذه العملة بدأت تشق طريقها إلى دول عربية عدة، وأصبحت العديد من مراكز البيع بها تعتمدها بشكل رسمي.
وأهم ما يُفسِّر اهتمام الاسواق الكبير بهذه العملة الرقمية الغير ملموسة هو التغيرات والتقلبات الكثير بالسوق، فقد أصبحت ملاذا آمناللكثير من الناس للحماية من تقلبات الأسواق.
يقول أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، أن صعود عملة "البتكوين" والعملات الرقمية يعود إلى أربعة أسباب، أولها ارتفاع البطالة غيرالمسبوق بسبب جائحة كورونا، مما يدفع الأفراد إلى استثمارات أخرى حفاظًا على ثرواتهم.
والسبب الثاني يرجع إلى إقرار الدول للتحفيزات النقدية، وهي ببساطة طباعة البنوك المركزية للأموال، فالبنك الفيدرالي الأمريكي على سبيلالمثال طبع أموال بقيمة 2.3 تريليون دولار، لضخها في البنوك باعتبارها مساعدات للشركات والأفراد، وهذه المساعدات المالية دفعت الشركاتإلى الاستثمار في العملات الرقمية، وتحديدا "البتكوين"، فليس منطقي أن يكون استثمار الأفراد فقط هو سبب هذا الصعود التاريخيللبيتكوين.
أما السبب الثالث، فيعود إلى ندرة عملة "بتكوين"، حيث لا يتوفر منها سوى 21 مليون وحدة فقط، وفي ظل تزايد الطلب عليها ترتفع قيمتهابالتبعية.
ويضيف الخبير الاقتصادي أن السبب الرابع يتمثل في نظرية (الفومو)، وهي نظرية اقتصادية تعني الخوف من ضياع الفرص، مما يدفع الأفراد إلى التسرع والانجرار إلى الاستثمار في العملات الرقمية، وهو الأمر الذي أحدث حالة من الهوس بها.
ولكن بالرغم من المكاسب الكبيرة التي تحرزها هذه العملة مع تنامي الاقتصاد الرقمي، فإنها شهدت ارتدادًا باسعارها أكثر من مرة خلالالسنوات السابقة، وذلك بسبب وجود سقف سعري لهذه العملة.
تأثيرها على البنوك المركزية:
حذرت البنوك المركزية فى جميع أنحاء العالم من استخدام "البيتكوين" كشكل من أشكال العملات التى لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن التنبؤ بها، كما قالت أن هناك آثار موجودة بالفعل على توريط عملة "البيتكوين" فى أعمال غسيل للأموال سرًا.
وهناك جدل دولى واسع بشأن العملات الافتراضية، كما يوجد تضارب حاد فى آراء الكثيرين من الأسماء اللامعة والمؤثرة فى المجالالاقتصادى والنظام المصرفى، حيث يروا أن العملة الافتراضية البيتكوين ما هى إلا فقاعة لابد أن تنفجر والدليل على ذلك التقلبات الشديدةفى الأسعار.
وفى المقابل يرى المؤيدون أن تقلبات عملة البيتكوين هى نتاج للاهتمام الكبير بالعملات المشفرة، وأن نظامها اللامركزى يمنحها الشفافية والسرعة فى المعاملات خاصة وأن عددها محدود.
وحتى الآن لا يوجد تأثير واضح للعملات الرقمية المشفرة على الاقتصاد العالمى ،إذ يتطلب الأمر الكثير من الوقت لتغير هيكلة الاقتصاد العالمى كما يهدف مخترعها، كما أن هناك العديد من العوامل التى تحد من انتشارها، وتحارب بعض الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى وجودها كونها تمثل العملة التى تحظى بشهرة واسعة وفى نفس الوقت الراعى الأكبر للجريمة حول العالم.