«سمبوسة ولا سمبوسك؟».. جدل على «الميديا» ورحلة من الهند إلى الأندلس
لتلك المثلثات الذهبية مذاق رائع، يجعلها من أشهر الأطباق الجانبية التي تزين الموائد بشهر رمضان المبارك، وقد اختلفت الروايات في أصلها، كما اختلفت الحشوات بداخلها، ليظل الاختلاف الأكبر حول صحة تسميتها، وقد أثار النقاش النطق الصحيح لها بين سمبوسة وسمبوسك جدلا واسعا بين الناس وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات، ومازال مستمرا إلى الآن.
- طبق "ساموسا" الهندي
تتعدد الروايات حول أصل نشأة السمبوسك، ويعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، بمنطقة الشرق الأوسط، وتتكاثر الأقاويل فيرجح بعضها أنها عربية الأصل، أو تركية، إلا أن أغلب الروايات أكدت أن السمبوسة نشأت في الهند، وقد ذكرها كثيرا من المؤرخين في كتبهم لما وجدوه عند النبلاء والأمراء من إحتفاء شديد بهذه اللفائف المحشوة بأطايب اللحوم والسمن والخضار والجبن.
كما ذكرها ابن بطوطة في كتابه "رحلات ابن بطوطة"، وروى أنه أثناء زيارته للحاكم محمد بن تغلق في الهند، قدموا له طبقا يعرف باسم "ساموسا"، وهو عجين محشو إما باللحم واللوز مقلي بالزيت، أو محشو باللحم والخضار، وأوقات أخرى يتم حشوه باللوز والفستق والجوز.
- تعددية الأسماء
وكما ذكرنا سابقا، أن تعددية اسمائها وصل حد الجدال والممازحة بين الناس، وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من يطلق عليها السمبوسة، أو السنبوسة، أو السمبوسك، أو السنبوسج، لتظل جميعها كلمات تطلق على ذلك المثلث الذهبي المقرمش المصنوع من العجين.
- للانتداب الإنجليزي دور
وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين على أصل هذا الطبق الشهي، إلا أن المؤكد دور الاستعمار الإنجليزي في نشر ذلك الطبق الهندي في جميع الدول التي كانت تقع تحت انتداب بريطانيا حينها، الأمر الذي يؤكد صحة خروج الطبق من الهند إلى إفريقيا والعالم بأسره.
- "إنبادياس" بالأندلس
"إنبادياس"، بذلك الاسم تعرف السمبوسة الآن إسبانيا كموروث ثقافي، وقد كانت معروفة قديما في الأندلس، باسماء عدة مثل الجوداية أو السنبوسك بالنون، أو السنبوسج بالجيم، واشتهرت هناك بحشوة تتمثل في الثوم والتوابل مخلوطة باللحم، أو بالسكر واللوز ثم تقلى على شكل مثلثات، في الوقت الذي كانت تشتهر فيه حشوة بلاد المشرق للسمبوسك باللحم والبيض.
- السمبوسك في بلاد العرب
وعن الأصل في نقلها لبلاد العرب، تدور الروايات أن الطبق انتقل من الهند إلى المنطقة العربية، عبر هجرات التجار المسلمين من القارة الهندية لأراضيهم مرة أخرى، وتحديدا إلى اليمن، ومن ثم انتقلت سريعا إلى الحجاز من خلال رحلات الحج، لتنتقل بدورها إلى جميع البلدان العربية والإسلامية.
- السمبوسك السعودي
هناك من ينفي رواية نقلها للحجاز من اليمن، معللين بذلك رواية اخرى وهى أن الأصل في السمبوسك كما ينطقونها في بلاد الحجاز، هى بلاد الحجاز نفسها، على الرغم من عدم توفر معلومات كافية تؤكد هذه الرواية إلا أن السعوديين تفننوا في تقديم السمبوسك، وخاصة في شهر رمضان المبارك.
وتشابه طريقة صنعها لديهم، طريقة صنع"البفّ"، وهو طبق يقدمه أهل المدينة المنورة تحديداً ويتم حشوه باللحم المفروم مع البيض المسلوق والبصل والبقدونس ثم يتم قليه حتى ينتفخ انتفاخاً شديداً ثم يتم إخراجه وتناوله.
- السمبوسك التونسي
في 3 روايات تدور القصة في أصل السمبوسك التونسي، أو ما تعرف باسم " البريك دنوني"، بحيث قال البعض أن جذورها تعود لعائلة أندلسية، استقرت في تونس بعد سقوط الأندلس، في الوقت الذي يرجح آخرون إلى أن جذرها يعود للتركة العثمانية، على الرغم مما يعتقده سواهم معتمدين على بعض الدلائل إلى أن أصلها يعود ليهود المنطقة.
- مصر والجزائر والمغرب
ولأن السمبوسة طبق جانبي هام في الموروث الثقافي العربي كما ذكرنا سابقا، فتقدمه دول عدة من البلدان العربية بجانب تونس والسعودية، ففي المغرب العربي مثلا تسمى السمبوسك بـ" بيريوات"، وهي واحدة من الأكلات الأكثر شيوعًا بالمنطقة هناك، وتتكون حشوتها من اللوز والمكسرات ويتم قليها بالزيت، أما في الجزائر فتعرف باسم "البورك".
وللسموبسك في مصر وضع خاص بسبب ارتباطها بشهر رمضان وتحديدا في وجبة الإفطار، ويتم حشوها بالجبن والخضار والزيتون، أو اللحوم.