بعد القضاء عليها.. كيف نجحت الدولة في التخلص من ”السحابة السوداء”؟
دينا عادلاستطاعت وزارة البيئة خلال العامين الماضيين القضاء على ظاهرة السحابة السوداء التي كانت تمثل مشكلة للمواطنين خلال موسم حصاد الأرز.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أنهم استطاعوا النجاح في القضاء عليها لأنهم تعاملوا مع تلك المشكلة من منظور اقتصادى، وهو ما يتم العمل به مع كافة المشكلات البيئية من خلال إيجاد فرص عمل واستثمارات للقطاع الخاص، مما يؤكد على العلاقة الوثيقة بين البيئة والتنمية.
وقالت ياسمين فؤاد إن قانون البيئة لم يعطي الوزراء حق التنفيذ، ولكن سمح لهم بالتنسيق مع الجهات المختلفة، وهو ما جعلهم يفتحوا الملف بطريقة تساعد علي تحقيق الهدف المرجو، بإعادة حوكمة هذا الملف من خلال 4 محاور للحفاظ علي البيئة، وهي الحد من التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية والمناخ الداعم للسياسات لمواجهة محدودية الوعى البيئى، والمحور الرابع هو مواجهة المشكلات القائمة مثل تغيرات المناخ وغيرها.
ما هي السحابة السوداء؟
وكانت ظاهرة السحابة السوداء تظهر في دلتا مصر والقاهرة، بسبب التلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع وحرق المخلفات الصلبة، وقيام المزارعون بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، فلم يكن له قيمة وقتها بالنسبة لهم، كما كانت العوامل المناخية والطبيعية متمثلة في الرياح وإتجاهها تُساعد في انتشارها مما يتسبب في زيادة العتمة، وبدأت هذه الظاهرة تحدث في مصر منذ خريف عام 1999، ويزيد التلوث في تلك الفترة بمعدل10 مرات أكثر من المعدل الطبيعي.
وتسمي هذه الظاهرة علميًا باسم "الضباب الدخاني foggy smoke "، وتؤثر على صحة الأطفال ومرضى القلب والتنفس وقد تؤدي إلى وفيات في ظروف معينة، وهي لا تقتصر على مصر فقط، فهي تحدث في مدن كبري وصناعية أخرى مثل لوس أنجلوس، ومكسيكو سيتي، ولندن، ونيويورك، وساو باولو، وسانتياجو، وهيوستن، وتورنتو، وأثينا، وبكين، وهونغ كونج، وسيول، وحلب، وحوض الفحم في غرب ألمانيا.
وكان السيد القيصر، وزير الزراعة، قد تعاون مع وزارة البيئة للحد من مخاطر السحابة السوداء خلال موسم جمع قش الأرز 2020، حيث تم جمع وإعادة تدوير حوالى 700 ألف طن وتنفيذ ما يقرب من 2000 ندوة إرشادية بالمحافظات للتوعية بخطورة حرق القش، وقد تم فتح 289 موقعًا لتجميع قش الأرز على مستوى محافظات الدلتا، وقد بلغت تجميعات الأهالي 454 طنًا تقريبًا، كما قام بالتنسيق مع وزارة البيئة والتنمية المحلية، لوضع استراتيجية متكاملة للتعامل مع المخلفات الزراعية لتعظيم الاستفادة منها.
الجهود المبذولة لاختفائها:
حددت وزارة الزراعة مساحات الأراضي التي تزرع الأرز، وبالتالي انخفضت مساحات الأراضي وكميات قش الأرز، وقامت وزارة البيئة بتسعير قش الأرز وجعل الطن الواحد منه بـ 80 جنيهًا على أن تتحمل الوزارة نفقات النقل.
كما نسقت وزارة البيئة مع وحدات المرور لتنفيذ حملات لفحص عوادم المركبات، وتطبيق القانون في حالة تجاوز المعايير، وذلك من خلال منظمة الرصد البيئي والإنذار المبكر.
وبالفعل قاموا برصد ملوثات الهواء المحيط من خلال 50 محطة رصد موزعة على القاهرة الكبرى والدلتا لمراقبة ومتابعة الهواء، كما قاموا بتثبيت أجهزة لرصد الانبعاثات على أكثر من 80 مدخنة، لرصد الانبعاثات الصناعية بالقاهرة الكبرى والدلتا.
وقاموا كذلك بالإنذار المبكر لتلوث الهواء، حيث يتم التنبؤ بمستويات التلوث وينشر ذلك يوميًا على مواقع الوزارة والجهاز، وبناءً عليه تم إتخاذ إجراءات استباقية قبل حدوث الأزمة على مستوى جميع المحافظات وخاصة القاهرة الكبرى والدلتا، والتوجيه بخفض الأحمال واتخاذ إجراءات أكثر تشددًا.
وأوضح المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، أنه يجب تحسين كفاءة المحركات بالسيارات وزيادة الرقابة البيئية على المركبات، للقضاء بشكل أكبر على ظاهرة السحابة السوداء.